على امتداد الأسابيع والأيام الماضية انطلقت أفواج الخريجين من أبنائنا وبناتنا من العديد من الجامعات والمعاهد, هؤلاء الخريجين هم ثلة من أبناء الوطن الذين يرغبون بالانخراط لخدمة وطنهم بما لديهم من كفاءة معرفية في تخصصاتهم المختلفة, نبارك لهم تخرجهم ونحتفي بهم ونكرم المتفوقين منهم.
مواكب الخريجين تضعنا جميعا امام مسؤولياتنا بصدد ماذا عملنا تجاهها من مشاريع ومبادرات طموحة واقعية تهدف إلى الاستفادة من الطاقات الشبابية لان الشباب وسيلة التنمية وغايتها, فالشباب يسهمون بدور فاعل في تشكيل ملامح الحاضر واستشراف المستقبل, والمجتمع لا يكون قويا إلا بشبابه والأوطان لا تبنى إلا بسواعد شبابها, وذلك عندما يكون العنصر البشري معد بشكل سليم واعيا مسلحا بالعلم والإيمان والانتماء والولاء, عندها سوف يصبح أكثر قدرة على مواجهة تحديات العصر وأكثر استعدادا للمستقبل.
كشفت بيانات صادرة عن دائرة الإحصاءات العامة بشان معدل البطالة الإجمالي لعام 2017 ارتفاعا كبيرا في معدل البطالة الذي وصل إلى (18.3%) بين الأردنيين, وتعد فئة الجامعيين من حملة البكالوريوس فأعلى الفئة الأكبر في نسبة المتعطلين إذا بلغت البطالة فيها((23.4% امام هذا الواقع الصعب وامام شح الموارد والأزمات المتعددة التي نعيشها وعدم كفاية الاستثمارات الحكومية في الدولة وارتفاع نسبة الدين العام وتراجع المنح والدعم الدولي للأردن وتزايد الطلب على مشاريع البني التحتية نظرا للتزايد في عدد السكان بسبب نزوح اللاجئين من الدول المجاورة فانه لابد من إيجاد شراكة حقيقية وعملية بين القطاع العام والخاص وان تتجه الحكومة إلى التركيز على مشاريع الشراكة بين القطاعين العام والخاص من منطلق المسؤولية المجتمعية والمواطنة الصالحة لأنها الحل الأمثل لتجنب زيادة المديونية والعجز للموازنة العامة وتساعد على تشغيل الأيدي العاملة وتخلق فرص عمل لتشغيل الشباب العاطل عن العمل وتحقيق النمو الاقتصادي, التحديات الاقتصادية في مجال الطاقة المتجددة الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمياه لا يمكن تحقيقها إلا من خلال شراكة فاعلة وحقيقية بين القطاعين وذلك لخلق فرص عمل لتشغيل العاطلين عن العمل وزيادة النمو الاقتصادي.
نتطلع في المستقبل إلى مبادرات وطنية تساعد الشباب الجامعي والعاطلين عن العمل بتطوير مهاراتهم والاستفادة من دور القطاع الخاص في هذا المجال وذلك بالتشابك مع الجامعات الأردنية وانطلاقا من مسؤوليتهم الاجتماعية وخدمة المجتمع. وذلك ترجمة لتطلعات وتنفيذ لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني حفظة الله بدعم قطاع الشباب وتاهليهم وتزويدهم بالمهارات الأساسية التي تساعدهم على توفير فرص عمل تتناسب ومؤهلاتهم وكذلك يتعلق بتجسير الفجوة مابين القطاعين العام والخاص بهدف خلق شراكة حقيقية تحقق الأهداف المنشودة للتنمية الاقتصادية والحد من مشكلة الفقر والبطالة.