كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : بوابة الحقيقة
خبز النطوفيين على مائدة الليبراليين
نشر بتاريخ : 7/19/2018 12:54:45 PM
محمد يوسف الشديفات

بقلم: محمد يوسف الشديفات

 

تزامن الحدث الفريد من نوعه والذي تمثل بالعثور على بقايا اقدم خبز في التاريخ في موقع أثري شمال شرق الاردن، تم إعداده قبل ما يزيد عن 14 الف عام، مع مناقشة مجلس النواب للبيان الوزاري الذي قدمته حكومة الدكتور عمر الرزاز لنيل ثقة المجلس، وبالرغم من الفارق الزماني بين الحدثين، الا ان لاستحضارهما معاً في نفس المقام دلالات عظيمة، تضع العابثين بمصير هذا الوطن في دائرة الضوء، إن لم يكن في بؤرته.

 

شخصياً، لا أؤمن بالصدف، وأكاد اجزم ان تزامن الحدثين ما هو الا لفت نظر وتذكير من التاريخ والجغرافيا، بأن ما يجري تحت قبة البرلمان وخارجها، لا يليق بهذا الجزء من العالم، ولا يرتقي لطموح من مرّوا من هنا وتركوا أثراً، لا بل يصل الى مستوى الجريمة بحق هذا الجيل، وفي الوقت ذاته، يرسل إشارات الى ذوي العقول بأن هذه السنوات المعدودة قياساً الى الخط الزمني الضارب في القدم، ستمضي وسيمضي معها كل الأفاقين الى الدرك الاسفل من التاريخ.

 

وبالعودة الى قبة البرلمان، وما يدور تحتها من المظاهر التي تدعو للإحباط، وكيف انتقل بنا الحال من منارة للحضارات، الى دولة تطلب فيها حكومة تم تعيينها، الثقة من مجلس نواب تم انتخابه على اسس مشوهة، وكلاهما –اي الحكومة والنواب- يقتاتان على فتات القرارات التي تتخذها الدولة العميقة، التي اضحت في صراع مع ذاتها ومع محيطها على سيادتها وأمنها، بعد ان تنازلت "اختيارياً" عن كل مقدراتها.

 

 

 

ليس المؤسف هو ما يجري تحت قبة البرلمان، او ما يدور خلف الكواليس، بل المؤسف ان هذه المجموعة البائسة تتصدر المشهد، وتقرر مصير البلاد والعباد، فالديمقراطية غدت صندوق انتخابات، والدستور يتم انتهاكه صباح مساء، اما مؤسسات الدولة فهي أهرام من الفساد المتراكم التي يستعصي ترويضها، ناهيك عن المشاريع التي تُفرض "من فوق" مطلع كل صباح.

 

الى من صنع الخبز فوق هذه الارض قبل 14 الف عام، الى من رسموا ملامح الوطن وسلموه لنا أمانة في اعناقنا، الى من نفذوا الى التاريخ عبر بوابة الاردن، الى من صنعوا امجاداً عظيمة، الى من سطروا بدمائهم وعرقهم ملاحم بطولية فوق هذا الثرى، الى كل هؤلاء نقول، سامحونا .. فنحن لم نكن على قدر المسؤولية، ويا كاتب التاريخ، نرجوك ان تتجاوز عن هذه الحقبة دون ان تكتبها.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023