كلية الـ تمريض في جامعة جرش تنظم يوم عمل تطوعي في محافظة جرش وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام مادبا .. ازمة سير خانقة بسبب اعتصام لأصحاب المركبات العمومية الاردن يدين بأشد العبارات جريمة قصف "إسرائيل" حياً سكنياً في بيت لاهيا 51647 طالباً وافداً في مؤسسات التعليم العالي الأردنية ارتفاع أسعار الذهب في السوق المحلية نصف دينار وفاتان و 3 اصابات بحادث سير بين 4 مركبات أسفل جسر أبو علندا - فيديو الحكومة تقرُّ مشروع قانون موازنة عامَّة للعام 2025 تتسم بالواقعية وتحفيز النمو "الصناعة والتجارة” تطرح عطاء لشراء قمح وشعير ترشيح العرموطي لرئاسة النواب خدمّ الصفدي - وتحالفات الاحزاب الوسطية سحبت البساط من الاسلاميين العدوان على غزة يدخل يومه 412 والاحتلال يوصل ارتكاب المجازر جلسة تعريفية بالبرنامج الوطني للتشغيل في غرفة تجارة الزرقاء ناجحون في الامتحان التنافسي - سماء 3 وفيات و8 اصابات بحوادث على طرق خارجية وداخلية 66 شهيدا و100 جريح في قصف الاحتلال مربعا سكنيا شمال غزة

القسم : بوابة الحقيقة
مراعاة خصوصية الأردن ومصلحته
نشر بتاريخ : 4/12/2018 11:17:38 PM
د هايل ودعان الدعجة
بقلم: د. هايل ودعان الدعجة

اكثر ما يميز الاردن ، ويجعله متقدما على الكثير من دول المنطقة تحديدا ، سياسته ودبلوماسيته التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني بحكمة واقتدار ، بصورة عززت من حضوره على الساحتين الاقليمية والدولية ، واسهمت في توسيع شبكة علاقاته الخارجية ، بما يمكن اعتباره مصدرا وثروة وطنية استراتيجية ، يعول عليها الاردن كثيرا في تعويض قلة موارده وامكاناته المادية من خلال توظيف هذه الميزة الايجابية وترجمتها الى ادوات واوراق وطنية مكنته من الولوج بعيدا في سياسته وعلاقاته الخارجية . ما منحه فرصة التواصل والتفاعل مع القوى الاقليمية والدولية وسط اجواء من الاهتمام والاحترام والتقدير ، امكن من خلالها فتح افاق التعاون والشراكة معها في مختلف المجالات . وبدا ان هناك ما يشبه الخصوصية في تعامل هذه القوى مع الاردن ، استنادا الى المكانة العالمية المرموقة التي يحظى بها . الامر الذي انعكس ايجابيا على المصالح الاردنية من خلال دعم مواقفه السياسية ومراعاة ظروفه المالية والاقتصادية ، وترجمة ذلك الى مساعدات مادية ومعنوية في مختلف المجالات ، وفتح الاسواق امام الصادرات والمنتجات الاردنية ، وجذب الاستثمارات وغير ذلك من المزايا والمكتسبات . اضافة الى انعكاس هذه الميزة الاردنية الايجابية على المصالح العربية من خلال توظيفها في خدمة القضايا العربية ودعمها ونصرتها في المحافل الدولية ، وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية .

وان اكثر ما يميز شبكة العلاقات الاردنية الخارجية شمولها كافة دول العالم ، كالولايات المتحدة وروسيا ودول الاتحاد الاوروبي والدول الاسيوية والافريقية والعربية والخليجية خاصة . وعلى صعيد العلاقات العربية لم يسجل ان اخطأ الاردن بحق اي دولة شقيقة او قابل الاساءة بالاساءة ، حتى تجاه بعض الدول التي كان لها مواقف سلبية وعدائية من الاردن ، وصلت حد التآمر على امنه واستقراره ووجوده ، وذلك ايمانا من الاردن برسالته العربية وعمقه العربي ، خاصة انه صاحب مشروع قومي عروبي وحدوي . 

ما يقتضي منا كمواطنين اردنيين ضرورة الحفاظ على هذا المخزون الوطني من العلاقات الخارجية عبر التماهي في مواقفنا من الدول الشقيقة والصديقة مع مواقف بلدنا وسياسته ودبلوماسيته الفذة ، وذلك مراعاة للمصالح الوطنية . اذ لا يعقل ان نجعل من مواقفنا الشخصية تطغي على مواقف الوطن ، بطريقة قد تحرجه وتدخله في اشكاليات وخلافات مع دول  ، كثيرا ما دعمتنا ووقفت الى جانبنا في ظروف صعبة مرت على بلدنا . فخلال بعض لقاءات جلالة الملك مع الاسرة الاعلامية مثلا ، كثيرا ما كان يعبر جلالته عن انزعاجه وامتعاضه وعدم رضاه عن مهاجمة بعض الاعلاميين لبعض الاقطار ورموزها الوطنية ، واحيانا يحدث ذلك تزامنا مع زيارته لها ووجوده فيها بهدف تعزيز العلاقات الثنائية ، وكسب دعمها ومساندتها في مسائل وملفات داخلية او عربية ، وربما السعي للحصول على مساعدات معينة . 

واذا ما توقفنا عند تعاطي البعض مع وسائل التواصل الاجتماعي ، فاننا نرى العجب العجاب من قبل البعض الذي امتهن الاساءة لدول تربطها بالاردن علاقات قوية ومميزة ، خاصة الدول العربية ، وهو يوجه سهام النقد والتجريح والاساءة لها ولشعوبها ولقياداتها ، رغم مواقفها المشرفة مع بلدنا ووقوفها الى جانبه في مختلف الظروف والاحوال  . ولا ندري لمصلحة من ركوب مثل هذه الموجة التي تسيء  لعلاقات الاردن مع الاقطار الشقيقة ، وما هي الخدمة التي يمكن ان يقدمها هذا البعض لبلده من وراء هذه التصرفات السلبية واللامسؤولة ، التي قد تحرج الاردن وتدخله في خلافات ومشاكل هو في غنى عنها . اضافة الى ما قد يرافق هذه الاجواء المشحونة وغير الودية من خطوات قد تستهدف الجاليات الاردنية في الخارج وتهددها في مصدر رزقها ، لمجرد ان هذا البعض له مآخذ او مواقف شخصية من هذه الدولة او تلك ، لحساب (الانتصار) لدولة او دول اخرى من خلال نشر الاساءات والاشاعات او استقبالها عبر وسائل التواصل دون التحقق من مصادرها ، حتى انه يعمد في بعض الاحيان الى اعادة نشرها امعانا منه في ايصال رسالته المسيئة الى اكبر عدد ممكن من المتصفحين والمستخدمين لهذه الوسائل الاعلامية ، بينما هو جالس غير مكترث للمشاكل والازعاجات التي قد يسببها لبلده من وراء هذه التصرفات اللامسؤولة ، فقط لاعتقاده بانه بهذا العمل السلبي ، انما يحقق مراده وينتصر لذاته ، حتى وان كان ذلك على حساب مصالح الوطن ، ومخزونه الاستراتيجي من العلاقات الخارجية . دون أن يأخذ باعتباره أن هناك من الشباب العربي والخليجي تحديدا من يقوم بتصوير لقطات ومشاهد عن معالم أثرية وتراثية وتاريخية ودينية وسياحية اردنية وبثها في بلده ، كنوع من الترويج السياحي ، وذلك تعبيرا عن حبه وتقديره واعجابه ببلدنا ، وتضمين المادة المصورة عبارات تتغنى بقيادة بلدنا وسياسته ومناخه وطبيعته الخلابة وطيبة الانسان الاردني ونخوته وشهامته وجوده وكرمه واصالته وفزعته وعاداته وتقاليده ، وهو ما يقوم بعض الاعلاميين العرب أيضا بتسليط الضوء عليه .

 فرفقا بخصوصية الاردن وبمصلحته وبسياسته وبدبلوماسيته ، التي فتحت امامه طريق الانجازات والنجاحات ، رغم قلة الموارد والامكانات ، حتى غدا انموذجا يحتذى في تطوير شبكة علاقاته الخارجية وتوسيعها ، بطريقة جعلته موضع احترام وتقدير الاسرة الدولية . فلمصلحة من نسف هذا الرصيد الوطني الاستراتيجي الذي يغبطنا عليه الاخرون ، على يد بعض ابناء هذا الوطن ، الذين اختاروا التغريد خارج النص الوطني .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023