بقلم: زيد المراشده
بداية لا مجاملا ولا مرائيا ان قلت: ان المواطن الاردني استقبل بالرضى والارتياح تعيين اللواء فاضل الحمود مديرا للامن العام وذلك لما يتمتع به الرجل من صفات قيادية وخبرات عملية اكتسبها من رحم الجهاز على مدى سنين خدمته، وهي التي ومما لاشك فيه ستؤهله لقيادة الجهاز بكفاءة واقتدار وترتقي به بما يحقق تطلعات ورؤى صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني التي تؤكد على ان جهاز الامن العام هو خط الدفاع الاول عن المواطن ويحمل على عاتقه رسالة امنية سامية قائمة على مبادئ سيادة القانون والمساواة والعدالة والكرامة وحماية الحقوق وصون الحريات.
وتأتي زيارة صاحب الجلالة القائد الاعلى للقوات المسلحة الاردنية بالامس الى مديرية الامن العام وتوجيهاته الملكية السامية التي ركزت على ضرورة ثبات قواعد الاحترام المتبادل بين رجل الامن العام والمواطن، والعمل على ادامة الخطط والبرامج التي تمكن رجل الامن من تأدية واجباته ومهامه بأحتراف ومهنية ، وهو ما يستلزم التركيز على التدريب وفق احدث النظريات الامنية، لأهميته لرجال الأمن العام لرفع قدراتهم وصقل مهاراتهم للقيام بواجباتهم على اكمل وجه، علاوة على الرؤية الاهم والتي دائما مايؤكد عليها جلالة الملك ، الا وهي ضرورة العمل والتنسيق بين جميع أركان المنظومة الأمنية لضمان نجاح العمليات الأمنية ووضع الخطط التي تضمن مكافحة الجريمة والحد من انتشارها.
وانني على يقين تام بان عطوفة اللواء الحمود قد التقط التوجيهات والاشارات الملكية السامية بحس القائد المسؤول الذي يعي ويدرك تماما ان جهاز الامن العام يمثل الصورة المشرقة للقيادة والوطن.. فانه سيعمل فورا على وضع وبناء استراتيجية امنية عصرية تحقق الرؤى الملكية للنهوض من جديد بجهاز الامن العام الامر الذي قد يتطلب من اللواء الحمود اجراء تشكيلات ومناقلات وتعيينات واسعة بين عدد من كبار ضباط الجهاز بحيث تكون قائمة على أسس ومعايير الكفاءة والخبرة التي تؤهل كل ضابط لتولي المهام الموكولة اليه لتكون قادرة على الارتقاء بالفكر الامني وقراءة المرحلة الامنية جيدا وما يدور في الاقليم الجغرافي الملتهب حولنا بتعمق لوضع الاستراتيجيات والخطط الامنية الكفيلة والقادرة على مواجهة ذلك، وادارة المخاطر والازمات باساليب امنية عصرية وبجهوزية عالية تجنب الوطن والمواطن خطر الآفات الجرمية سواء القديمة او المستحدث منها .
كما وانه لن يخفى على اللواء الحمود وهو الذي استلم مهام اكثر من ادارة من ادارات الجهاز ، ان نجاح اي استراتيجية امنية لن يتم دون اعادة العلاقة بين رجل الامن العام والمواطن الى طبيعتها على اساس الاحترام المتبادل وفق الشرعية وسيادة القانون لتحقيق العدل والمساواة مما يؤدي الى الحفاظ على الحقوق وصون الحريات .
ومن واقع خبرتي ومعرفتي باللواء الحمود كوني مراقب واعلامي فانني اتوقع منه وعلى عجل ان يعمد الى أعادة النظر ببعض التعليمات و الأوامر والسياسات الصادرة عن مديرية الامن العام التي تحكم العلاقة بين رجل الامن والمواطن ، وانه سيصدر اوامر تكفل صياغة استراتيجية عصرية واضحة تنبثق عنها خطط كفيلة بتحقيق الرؤية الملكية بما يخص هذه العلاقة، بحيث لا يتغول اي طرف على الاخر وتكون الشرعية و سيادة القانون هي الحكم و الفيصل بينهما وتضمن الارتقاء بالفكر الامني لرجل الامن العام لتطبيق القوانين و الانظمة على كافة المواطنين وفق الشرعية و العدالة و المساواة و سيادة القانون، مع التمييز في التعامل بين المواطن السوي الصالح المنضبط قانونيا وبين الخارجين عن القانون فلا هوادة او رحمة في التعامل معهم .
وانني على يقين تام ايضا ان مدير الامن العام اللواء فاضل باشا الحمود سيرتقي بعلاقة الاحترام المتبادل بين رجل الامن و المواطن وخلال فترة قصيرة الى اعلى درجاتها وسيركز على ديمومة علاقة التعاون بين الطرفين، و خاصة المواطن التي تقع عليه مسؤولية أمنية كونه احد طرفي العملية الامنية بل هو المستفيد الاكبر من هذا التعاون للحفاظ على امنه و استقراره و صون كرامته وممتلكاته..
وبقي لي ان اقول لا بل اجزم .. ان اللواء الحمود يعي بكل جوارحه ان المرحلة الحالية تتطلب مثل هذا التعاون الأمني، وان على مديرية الامن العام السعي و بكل امكانيتها لتحقيق ذلك باعتبار ان رجال الامن العام هم خط الدفاع الاول عن المواطن من خلال العلاقة الطيبة وتكاتف الجميع ووقوفهم صفا وفي خندق واحد للدفاع عن الجبهة الداخلية وتمكينها امام التحديات ومنها الارهاب واسبابه وعوامله .
واخيرا ودعما لتحقيق هذه الرؤى والوصول الى الغاية المرجوة منها لابد أيضا من تفعيل الاعلام الامني و كذلك دور الشرطة المجتمعية اضافة الى اعادة النظر بالمجالس المحلية الامنية في المراكز الامنية واختيار اعضائها من ذوي الكفاءة و الخبرات ومن الشخصيات والافراد التي تتمتع بالسمعة الحسنة الطيبة بين الناس ولها تماس مباشر مع المواطنين ومقبولة لهم ليكونوا ضباط ارتباط و تنسيق بين الطرفين للعمل على تحسين العلاقة و تقوية اواصر المحبة و التعاون والتلاحم بين رجل الامن العام والمواطن .
حفظ الله الاردن وقيادتنا الحكيمة الملهمة ووفق الله اللواء فاضل باشا الحمود في مهامه فيما يرضي الله ويحقق رؤى القائد والامن والامان للوطن والمواطن .. والله من وراء القصد.