مؤتمر التعدين الاردني الدولي العاشر ينطلق السبت المقبل الوحدات يفرط بصدارته الآسيوية توقيف موظف سابق في أمانة عمان احتال على مواطن مستثمرًا وظيفته الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة

القسم : بوابة الحقيقة
التعليم ايضا مقاومة
نشر بتاريخ : 3/5/2018 11:31:47 AM
د. مصطفى البرغوثي

بقلم: د. مصطفى البرغوثي*

عندما تعرض الشعب الفلسطيني للتهجير والنكبة عام 1948، ووجد مئات الآلاف أنفسهم في حالة فقر مدقع بعد أن فقدوا أراضيهم وبيوتهم ومحلاتهم ومصانعهم، وجه الفلسطينيون أبنائهم وبناتهم إلى التعليم فأبدعوا ، وغدوا بناة لدول ومؤسسات كثيرة في المنطقة بأسرها، وحموا في نفس الوقت عائلاتهم من شظف العيش وقسوة الفقر والتشرد، أما من بقوا في فلسطين الداخل فقد أدركوا بسرعة أن صمودهم في وجه التمييز العنصري وبقائهم في وطنهم يتطلب أن يوجهوا أجيالهم الشابة نحو التعليم .

ومنذ وقع الاحتلال للضفة والقطاع ، كان إنشاء المؤسسات الصحية والتعليمية والجامعات من أهم  أشكال الصمود والمقاومة في وجه الاحتلال.

وعندما أغلق الإحتلال خلال الانتفاضة الشعبية الأولى الجامعات والمدارس صار التعليم الشعبي، رغم أنف الاحتلال، نموذجاً للمقاومة الشعبية .

غير أن التعليم لا يمكن أن يكون فعالا أو مقاوما ما لم يكن نوعيا.

و أكثر ما يقلقنا في هذه الأيام الحديث المتكرر حول تراجع نوعية التعليم، وكيفية ضمان أن يكون التعليم وخاصة التعليم الجامعي نوعيا وليس مجرد عملية تراكم كمي.

هناك ظاهرة عالمية، لا تقتصر على فلسطين ، بسبب إنحسار تمويل الجامعات وهيمنة الأساليب الرأسمالية الإستهلاكية ، تجعل الهم الرئيس منصبا على تأمين الموارد وبالتالي على رفع  أعداد الطلبة في الجامعات على حساب النوعية.

و ينشأ هنا سؤال مشروع حول مدى ملائمة الكليات وفروع التعليم الجامعي الجديدة التي يجري انشاؤها لفرص العمل، حتى لا يتحول التعليم الى جسر نحو البطالة.

وما يقلقنا أكثر أن التحسن النوعي في سياسة وصياغة أساليب التدريس المدرسي والجامعي بالتركيز على البحث العلمي والأبحاث كمتطلب للنجاح، يترافق مع إنتشار ظاهرة خطيرة إسمها دكاكين البحث ، التي تبيع الأبحاث جاهزة للطلاب ، ليقوموا بتقديمها لأساتذتهم ومعلماتهم .

وذلك أمر خطير ليس فقط لأنه يعزز في المجتمع قيما خطيرة ومفسدة، بل لأنه يحول التعليم من وسيلة لبناء إنسان مبدع و مقاوم إلى وسيلة لخلق مخادعين لا يثقوا بأنفسهم و يبحثون عن أسرع الوسائل للكسب السريع دون إعتبار لمصالح الآخرين أو لمصالح وطنهم.

فشراء البحث العلمي هو شكل من أشكال الفساد، وتقديمه كإنجاز مزيف يعزز قيم الخداع  والغش ، كما يشجع مرتكبيه على أن يكونوا كسالى وغير مبدعين وباحثين عن الإنجاز بأقصر وأدنى الطرق، على حساب زملائهم الذين يتعبون في إنجاز عملهم.

إجراء البحث العلمي يعلم الطالب أن يحترم نفسه ،وأن يحترم جهود الآخرين ، ويشجعه على تبني مفهوم الإتقان والإخلاص في العمل، وهو أمر نحتاجه كثيرا إن أردنا أن نحقق الحرية لشعبنا و أن نبني له وطنا، ولأبنائه مستقبلا.

سرقة الأبحاث ونسخها أمر خطير يجب أن تتصدى له المؤسسة التعليمية بكل قوة ، فمن يسرق بحثا يمكن أن يسرق عمل الأخرين في المستقبل ، بل وأن يسرق مقدرات بلده إن كان في موقع مسئول.

التعليم هو شكل من أشكال المقاومة والصمود فعلا شريطة أن يكون نوعيا وصادقا، ومنتجا لجيل صادق وقادر.

* الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023