أظهر علاج مناعي مبتكر نتائج واعدة في إطالة فترة السيطرة على مرض سرطان الرأس والرقبة لدى المرضى الذين تم تشخيصهم حديثاً، حيث منحهم نحو عامين ونصف إضافيين قبل عودة المرض أو تفاقمه، مقارنة بالعلاجات التقليدية.

وكشفت نتائج تجربة عالمية من المرحلة الثالثة أن استخدام عقار "بيمبروليزوماب" مع العلاج القياسي أدى إلى إبقاء المرض تحت السيطرة لمدة 60 شهراً في المتوسط (حوالي 5 سنوات)، مقارنة بالمدة المعتادة التي تبلغ 30 شهراً فقط.

وشارك في هذه الدراسة 714 مريضاً تم تشخيصهم حديثاً بسرطان الرأس والرقبة، وذلك في 192 موقعاً عبر 24 دولة حول العالم. ويشمل هذا النوع من السرطان إصابات اللسان والحلق، ويتم تشخيص مئات الآلاف من المرضى به سنوياً.

وخضع المرضى المشاركون في الدراسة لنظامين من العلاج: المجموعة الأولى (363 مريضاً) تلقت عقار "بيمبروليزوماب" أولاً، يليه العلاج القياسي. أما المجموعة الثانية (351 مريضاً) فقد تلقت العلاج التقليدي فقط، والذي يعتمد على الجراحة لاستئصال الورم، يليها العلاج الإشعاعي مع أو بدون العلاج الكيميائي.

وأظهرت النتائج أن عقار "بيمبروليزوماب" أدى إلى زيادة كبيرة في فرص البقاء على قيد الحياة دون تطور المرض، حيث ظل 58% من المرضى الذين تلقوا العلاج المناعي خالين من المرض بعد 3 سنوات، مقارنة بـ 46% فقط ممن خضعوا للعلاج التقليدي.

ويعمل عقار "بيمبروليزوماب" عن طريق مساعدة الجهاز المناعي على استعادة قدرته الطبيعية في مهاجمة الخلايا السرطانية، وذلك من خلال إزالة المثبطات التي تعيق استجابته المناعية. وقد تمت الموافقة على هذا العقار سابقاً لعلاج حالات السرطان المنتشر أو العائد، سواء استخدامه بمفرده أو مع العلاج الكيميائي.

ويعتقد الباحثون أن تقديم العلاج المناعي قبل الجراحة قد ساهم في تهيئة الجهاز المناعي للقضاء على الورم في مراحل مبكرة، مما ساعد لاحقاً في تعزيز فاعلية العلاج الإشعاعي أو الكيميائي الذي يتم تقديمه بعد الجراحة.

ووصف البروفيسور كيفن هارينغتون، أستاذ علاجات السرطان البيولوجية في معهد أبحاث السرطان بلندن واستشاري الأورام في مؤسسة رويال مارسدن، نتائج التجربة بأنها تشكل نقطة تحول مهمة في علاج هذا النوع من السرطان. وأشار إلى أن العلاجات القياسية لسرطان الرأس والرقبة المتقدم لم تشهد تغييراً كبيراً منذ أكثر من عشرين عاماً، وأن العلاج المناعي أظهر سابقاً فاعلية ملحوظة لدى المرضى المصابين بسرطان منتكس أو منتشر، ويؤكد الآن نجاحه في حالات الإصابة الأولية.

وأضاف هارينغتون أن عقار "بيمبروليزوماب" أظهر فاعلية خاصة لدى المرضى الذين يمتلكون مستويات عالية من العلامات المناعية، إلا أنه حسن النتائج لجميع المرضى بغض النظر عن هذه المستويات.

وقد تم عرض نتائج هذه الدراسة خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان الذي عقد في مدينة شيكاغو.

الحقيقة الدولية - وكالات