كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، اليوم الأحد، عن توغل لجيش الاحتلال خارج المنطقة العازلة التي أقامها في جنوب غربي سوريا المحتلة، مشيرة إلى قيامه باعتقال عدد من المواطنين السوريين بدعوى ضلوعهم في "الإرهاب".

ونقلت الصحيفة عن سكان من قرية الحميدية في الجولان السوري المحتل قولهم إن "كيان الاحتلال أنشأ منطقة عازلة على أراضينا ومنعنا من دخولها"، وأضافوا أن "القوات التابعة للاحتلال تتوغل خارج المنطقة العازلة جنوب غربي سوريا".

وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة الأميركية عن ضابط في جيش الاحتلال اعترافه بأن "القوات التابعة للاحتلال احتجزت سوريين يشتبه بضلوعهم في أنشطة إرهابية".

وكان كيان الاحتلال قد قام بتعديل وضع المنطقة العازلة مع سوريا، مستغلًا حالة عدم الاستقرار التي شهدتها الساحة السورية بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024. وقد توغلت قوات الاحتلال داخل المنطقة العازلة في الجولان السوري المحتل، وهو ما اعتبرته الأمم المتحدة انتهاكًا واضحًا لاتفاقية فصل القوات لعام 1974. كما أعلن كيان الاحتلال عن نيته الإبقاء على سيطرته على هذه المنطقة.

ويصر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو على أن كيان الاحتلال سيستمر في بسط سيطرته على المنطقة العازلة إلى حين تشكيل قوة سورية موالية له قادرة على تطبيق اتفاقية فصل القوات لعام 1974 وفقًا لمصالحه.

وتشهد المنطقة الجنوبية من سوريا، بما في ذلك محافظتا درعا والقنيطرة، توترات واشتباكات متزايدة بين أهالي المنطقة وقوات الاحتلال المتوغلة.

ففي يوم الخميس الماضي، استشهد 9 مدنيين وأصيب آخرون بجروح إثر قصف شنته قوات الاحتلال على حرش سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل غرب درعا. وأشارت المحافظة إلى حالة من الاستنفار والغضب الشعبي العارم في المنطقة عقب هذه المجزرة، خاصة في ظل تقدم قوات الاحتلال إلى هذا العمق للمرة الأولى.

وفي وقت سابق، ذكرت الصحيفة ذاتها أن الأهالي في محافظة درعا جنوب سوريا قد اشتبكوا مع قوات الاحتلال بالقرب من سد الجبيلية، تعبيرًا عن رفضهم للوجود العسكري للاحتلال وتوغله في أراضيهم.

ويأتي هذا التوغل والقصف بعد سلسلة غارات جوية نفذتها طائرات الاحتلال على مطاري حمص وحماة ومركز البحوث في دمشق، مما يشير إلى تصعيد خطير في عدوان الاحتلال على الأراضي السورية.

الحقيقة الدولية - وكالات