مع استعداد الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية، حاول العديد من الخبراء الوقوف عند تأثير فوز ترامب على الاقتصاد العالمي، ولكن وجب طرح السؤال التالي أيضاً: كيف يمكن أن يؤثر فوز هاريس على الاقتصاد الأوروبي؟

الرسوم الجمركية

يقول أوريليان سوساي، أستاذ مساعد في معهد غرانثام للأبحاث في كلية لندن للاقتصاد: ”النقطة الرئيسية التي يمكنني تسليط الضوء عليها في حال فوز هاريس ستكون غياب الآثار الاقتصادية السلبية المتوقعة على أوروبا في حال نفّذ ترامب خططه المتعلقة بالتعريفات الجمركية".

وقد ادعى ترامب مرارًا وتكرارًا أنه سيفرض ضريبة شاملة بنسبة 10% أو 20% على جميع السلع الأجنبية الصنع. كما اقترح أيضًا فرض تعريفة استيراد بنسبة 60% على البضائع الصينية، إلى جانب فرض تعريفة بنسبة 100% على جميع السيارات المستوردة، بغض النظر عن بلد المنشأ.

وقال سوساي: ”إن مقترحات دونالد ترامب بزيادة التعريفات الجمركية التي صاغها على أنها تدابير لتصحيح الاختلالات التجارية وحماية الصناعات في الولايات المتحدة، من شأنها أن تعيد تشكيل العلاقات التجارية الدولية وسلاسل التوريد بشكل كبير، مع تداعيات هامة على الاتحاد الأوروبي".

وأضاف: "ستتأثر بعض القطاعات الأوروبية بشكل سلبي، لا سيما صناعة السيارات في ألمانيا، وعلى الرغم من أن التعريفة الجمركية بنسبة 100% على السيارات تستهدف بشكل خاص السيارات الكهربائية الصينية، إلا أنه من المرجح أن تتعرض ألمانيا لضربة اقتصادية".

الحروب التجارية

لا يتوقع المراقبون أن تفرض هاريس رسوم جمركية شاملة على الحلفاء الأوروبيين، إلا أنه في نفس الوقت من المرجح أن تستمر في سياساتها التجارية المتشددة تجاه الصين. فقد أعلن بايدن هذا العام عن مجموعة من التعريفات الجمركية التي تستهدف الواردات من البلاد. وبما أن أوروبا أكثر اعتمادًا على الصين من الولايات المتحدة الأمريكية، فمن المرجح أن تظل السياسات التجارية نقطة خلاف.

أوضحت إيميلي مانسفيلد، المديرة الإقليمية لأوروبا في وحدة الاستخبارات الاقتصادية، لـ"يورونيوز" أن السياسة الخضراء يمكن أن تكون أيضًا محل نزاع بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إذا تم انتخاب هاريس.

وتابعت: "إن لوائح الاتحاد الأوروبي الجديدة مثل آلية تعديل حدود الكربون (CBAM) ولائحة الاتحاد الأوروبي لإزالة الغابات (EUDR)، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في عام 2026، سترفع التكاليف على الشركات الأمريكية المصدرة إلى الاتحاد الأوروبي.“

وعلى الرغم من هذا الخلاف المحتمل، خلصت مانسفيلد إلى أن ”فوز هاريس سيعني بشكل عام استقرارًا لأوروبا من حيث التأثير الاقتصادي“.

السياسة المالية

يتوقع العديد من المحللين أن فوز ترامب في الانتخابات قد يؤدي إلى ارتفاع التضخم مرة أخرى. ويعود ذلك إلى التعريفات الجمركية المقترحة على الواردات، والتي من شأنها أن ترفع أسعار السلع الأجنبية.

كما يمكن أن تؤدي التخفيضات الضريبية المقترحة وخطط ترحيل العمال المهاجرين إلى ارتفاع التكاليف. وإذا ارتفع التضخم، فقد يؤدي ذلك إلى رفع أسعار الفائدة. وقد يؤدي ذلك بدوره إلى ارتفاع عائدات السندات.

ومن الجدير بالذكر أيضًا أن ارتفاع أسعار الفائدة وعوائد السندات من المرجح أن يؤدي إلى زيادة قيمة الدولار. وذلك لأن احتمال زيادة العوائد عادةً ما يزيد الطلب على العملة من قبل المستثمرين الأجانب.

في هذا السياق، أشار أندرو كينينجهام، كبير الاقتصاديين بأوروبا في كابيتال إيكونوميكس، لـ"يورونيوز" إلى أن المرشحة الديمقراطية ”لن تخفف السياسة المالية بشكل كبير على الأرجح". وأضاف أنه ”لن يكون هناك سبب لتوقع ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية مثلا في حال فوزها.

الحقيقة الدولية - وكالات