الصفدي: حل قضية اللاجئين يكون بعودتهم إلى وطنهم الجمارك: ليس هناك استيفاء لأي رسوم جديدة على المغادرين عبر الحدود أعيان يلتقون صيادلة من أبناء الأردنيات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 7 إنزالات جوية لمساعدات بمشاركة دولية على شمالي القطاع مطلوب ثالث من ضمن مطلوبي الرويشد يسلّم نفسه لإدارة مكافحة المخدرات انخفاض الدخل السياحي للأردن 5.6% خلال الربع الأول 593.8 مليون دولار حوالات المغتربين الأردنيين خلال الشهرين الاولين من عام 2024 عطلة للمسيحيين بمناسبة أحد الشَّعانين وعيد الفصح أردوغان: لا أعتقد أن قيادة حماس ستغادر قطر المياه: ضبط وردم 18 بئرا مخالفة ومحطات معالجة وتحلية وبيع مياه وتزويد في منطقة البحر الميت الأردن يدين جرائم الاحتلال البشعة المستمرة بغزة وآخرها اكتشاف المقابر الجماعية الخارجية القطرية: أي تصعيد بغزة سيعيق المفاوضات ويؤدي لتدهور الوضع الإنساني المعونة الوطنية يوقع اتفاقية شراكة مع جمعية أركان المجتمع للتنمية امير الكويت ضيفا عزيزا على المملكة "نادي الأسير": الأسرى في سجون الاحتلال يواجهون جرائم ممنهجة هي الأقسى تاريخيا

القسم : مقالات مختاره
في ذكرى الهجرة النبوية
نشر بتاريخ : 9/21/2017 12:22:08 PM
د. فايز الربيع
د. فايز الربيع 

تطل علينا اليوم ذكرى الهجرة النبوية - في زمن القصعة والغثاء - الذكرى التى نؤرخ بها لهذه الأمة - والتى تربطنا بجذور حضارتنا وتؤصل لهويتنا وقد تعودنا أن نكرر أنفسنا دون أن نلمس اثرا فينا ولَم تكن الهجرة عرضا في تاريخ رسول واحد، لقد تعرض لها كثير من الأنبياء. تعرض لها نوح - لوط - يونس - موسى - عيسى - يوسف - شعيب، وكان من بينهم ابو الانبياء سيدنا ابراهيم عليه السلام وهكذا تعرض لها، خاتم الانبياء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولكي نضع الهجرة التى تعرض لها الأنبياء في مكانها فقد كانت لله، حتى تؤتى ثمارها، وحتى تكون مؤيدة بقوة الخالق عز وجل، ومن هنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم لابي بكر (ما ظنك باثنين الله ثالثهما) وقالها الأنبياء من قبل (إنى مهاجر الى ربي..).

وعندما نعود الى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد أخذ الرسول بأسباب النجاح، كانت روعة التنظيم في الوصول الى الهدف، انسجاما مع الكون المنظم، والإنسان المنظم، والعبادات المنظمة، وان الاتصال بالخالق لا يعنى التخلى عن أسباب النجاح لقد اخرجت القيادة هذا التنظيم في اروع حالاته، بقيت في بؤرة الخطر حتى امنّت رعيتها بحيث يصبح فداء القيادة طوعاً عنوان العلاقة، هؤلاء الذين صبروا على الاذى يحق للقائد أن يحوطهم برعايته، حتى يواصلوا إيصال كلمة الهداية، لتصنع حضارة الأمن والهداية، لا حضارة الخوف والأرهاب في الهجرة نستذكر معانى الحق والقوة والحرية، الحق الذى انتصر رغم العداء والقوة التى كانت سياجاً لهذا الحق، القوة التى استعملت بميزان الحق وفى الاتجاه الصحيح، فأنتجت لنا الحرية حرية الانسان فكرا وسلوكا وتفكيرا، فكلما زادت العبودية لله زادت مساحة الحرية.

في الهجرة نستذكر قضية الزمن فكانت الفترة التى قضاها صلى الله عليه وسلم في المدينة، قبل ان يعود الى مكة ليست قليلة، ولَم يكن يتسلى أو يضيع وقته، كان يعد العدة كي يعود الى المدينة التى اخرج منها وهو درس نطرحه لكل من يريد العودة الى وطنه، هل هي عودة حاكم صاحب وطن، أم عودة محكوم يأتمر مرة أخرى بأمر من أخرجه، وهل يمكن للذئب أن يراعي الغنم.

إن مجمل المهجرين على مستوى العالم هم إما عرب أو مسلمون، يخرجون من ديارهم بالقتل والحرق والتدمير، كرام على مأدبة لئام، اجسادنا هاجرت نساؤنا اطفالنا شيوخنا، دونما رحمة، حتى عقولنا تضطر الى الهجرة، لإنها لا تجد من يقدرها.

نستذكر في الهجرة معنى الوفاء لمن ناصر، بقاءه صلى الله عليه وسلم في المدينة، عودته اليها بعد فتح مكة، تذكيرا لبيعة العقبة ( بل الدم الدم والهدم الهدم) فتصبح المدينة منورّة، بوجوده فيها حياً وميتاً.

في الهجرة وذكراها، نقف وقف وقفة صادقة مع النفس، مساحة التراجع والذل والاضطهاد، مساحة الولاء للعدو ومسايرته، مساحة سلب القرار وتمكين الأجنبي فيه، أمور لا تتناسب مع هذا التاريخ وهذه الذكرى.

كان صلى الله عليه وسلم مؤمنا بالنصر عندما وعد سراقة بسواري كسرى ولكنها لم تكن أماني، إنما كانت أفعال إعداد أمة، وتهيئة نفوس وإرساء قواعد حضارة، ضعفت وهزلت، ولكننا نعتقد أنها لن تموت ولن تتلاشى لإنها مرتبطة بجذر مكتوب له البقاء.

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023