القسم : مقالات مختاره
بقايا الطعام في رمضان!
نشر بتاريخ : 6/12/2017 12:10:04 PM
حلمي الاسمر


حلمي الأسمر

ثمة أفكار صغيرة وجميلة، تجعل حياتنا أفضل، إن كنا ننتظر التغيير الكامل في كل شيء، كي نغير الأشياء الصغيرة، فلن نغير شيئا، لو أخذنا بعين الاعتبار كل الأفكار الإيجابية التي تخطر بالبال، وحملناها على محمل الجد، فسنجد أن حياتنا أصبحت أفضل، ولربما تغيرت بفعلها الأشياء الكبيرة، والجذرية، لهذا لا أهمل أي فكرة إبداعية، حتى ولو تناهت في الصغر!

قبل فترة كتبت عن فكرة خلاقة، وصغيرة، تضمنتها رسالة بعثت بها إحدى صديقات فيسبوك، جاء فيها ..

موضوع رسالتي ممكن أن يكون غريبا بعض الشيء، وليس لك علاقة به، لكن هي فكرة أحببت أن أطرحها على شخص محل ثقة ..ولأنني أعتقد أن الفكرة حتى لو كانت جيدة وطرحها شخص عادي لن تجد صدى ..لكن إن جاءت من شخص مُلهِم وصاحب حضور تصبح كبيرة وقابلة للتحقيق بفضل صاحبها..

سيدي المحترم ..هي فكرة بسيطة ..أسير يوميا في شوارع البلد، وأجدها مليئة بالطعام ملقى على الأرض ..بواقي ساندويشات ووجبات طعام تكون ملقاة على الأرض دون احترام للنعمة ..وأحيانا لا ألوم من يلقونها.  فأتخيل أني اشتريت ساندويش وكان فاسدا او وقع على الأرض فلن أكمله .. فما الحل؟ سأرميه في القمامة  وكما ترى حولنا أناس ليس لديهم نقود ولا قدرة على شراء الطعام ..وفي الجوار مخيم اليرموك وكافة أنحاء سوريا والعراق لا يجد الكثير في هذه الأنحاء أي طعام حتى الخبز الجاف .. وفي بلدان كالصومال وغيرها يموتون جوعا وعطشا .ونحن نلقي هذا الأكل في الارض ومن هنا أشعر بالألم وأنا أجد أنه يجب إيجاد حل لهذه المشكلة ..حتى لا يصيبنا ما أصابهم ..اقتراحي ان توفر الحكومة مكبات وحاويات خاصة بالطعام ..ليتم القاؤه فيها ثم يتم أخذه لأصحاب الاغنام ومربي الحيوانات أو كسماد  ..أو أي وسيلة تصريف وتحويل اخرى له  بحيث يتم الاستفادة منه ..اعتقد هناك مهندسون  وأشخاص قد يجدون فكرة جيدة لتصريف  قد لا تخطر ببالي ..لا أعرف قد تكون فكرة سخيفة او مليئة بالصعوبات في تحقيقها لكن أضعها بين يديك لتقييم مدى واقعية تطبيقها والسبيل لذلك..ولك مطلق الحرية في اعتبارها فكرتك او عدم قبولها او عدم التفاعل مع الموضوع ان لم يناسبك الأمر، أعتذر ثانية على الإزعاج! 

تذكرت هذه الرسالة التي نشرتها في حينه، واعيد نشرها اليوم، لأنني لاحظت أن حاويات النفايات متخمة بالأكل الزائد، وتتفاقم المشكلة التي تتحدث عنها الرسالة، على نحو متزايد، حتى باتت الحاويات مقصدا لقطاع لا بأس به من تجار الخردة، ولكن المؤسف هنا، أن ما يلقى فيها من طعام ممكن أن يساهم في إسكات جوع الآلاف من الأسر المستورة، التي لا يعلم عن حالها إلا الله، وبعض من يعملون في العمل الخيري!

تلك الرسالة أفرحتني كثيرا، فلو تنادينا جميعا لطرح الأفكار الإيجابية، مهما تناهت في الصغر، ضمن منصات التعبير الكثيرة التي تتاح لنا هذه الأيام، لجعلنا حياتنا أكثر احتمالا، وأظن أن تنفيذ الفكرة المقترحة ليس بالأمر الصعب، إن كان ثمة أي نوايا طيبة، لجعل حياتنا أفضل، رغم كل ما نعاني منه من مشكلات كبرى، هي في المحصلة عدد كبير جدا من المشكلات الصغيرة!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023