القسم : مقالات مختاره
حروب للبيع!
نشر بتاريخ : 11/14/2017 12:40:12 PM
حلمي الاسمر


حلمي الأسمر

حروب هذه الأيام تختلف عن أي حروب نشبت في التاريخ الغابر، في الماضي كانت الحروب تقوم بحثا عن «الكلأ والماء» أو صراعا عليهما، أو بحثا عن فرض شهوة التوسع، أو لنشر فكرة أو رسالة، أو دفاعا عنها، اليوم الحروب تقوم لأسباب لو سمع بها الأقدمون، لجنوا، فكيف يمكن أن يفهموا أن حربا تقام لتجريب أسلحة جديدة مثلا؟ وأنى لهم أن يستوعبوا فكرة أن تصبح الحروب سلعة للبيع والشراء، فثمة من يمول، وثمة من يقبض الثمن، وآخر حسابات البائع والمشتري تلك الأرواح التي تزهق، أو المباني والمنشآت التي تسحق، والأجيال الجديدة التي تنشأ بلا أسر أو مأوى، أو أولئك الذين يعيشون بقية حياتهم بدون أطراف أو مقعدين على كراس متحركة!

-2-
من اللافت حينما نطالع خريطة الصراع في العالم، أن نستشف أن غالبية الصراعات تجري في العالم الإسلامي!
وفق بحث لإسماعيل محمد ، يتبين للناظر إلى خريطة العالم الإسلامي مدى انتشار النزاعات بين دوله، إذ لا تخلو منطقة من مناطقه من نزاع ساخن أو آخر كامن، وباستقراء الأرقام نجد أن:
- من بين 27 دولة إسلامية في آسيا توجد نزاعات بين 21 منها.
- ومن بين 26 دولة إسلامية في إفريقيا هناك 16 دولة منهكة في نزاعات بينية منذ عدة عقود.
- هناك 22 دولة عربية في منظومة دول العالم الإسلامي يتنازع 18 منها.
- في أميركا الجنوبية دولتان إسلاميتان بدأتا نزاعاً إقليمياً جديداً.
- تشهد دول شمال إفريقيا المسلم نزاعات حدودية وسياسية ولا يزال بعضها يشهد مثل هذه النزاعات.
- وتعتبر منطقة الخليج العربي وشبه الجزيرة العربية منطقة نزاعات بينية كثيرة.
- مسلمو البلقان في أوروبا هم الوحيدون الذين لم يدخلوا في نزاعات بينية.
- توجد في منظمة العالم الإسلامي 56 دولة تتنازع 37 منها بينياً, وهناك 19 دولة فقط لم تدخل في نزاع مع دول إسلامية أخرى.

-3-
والحصيلة؟ وفق حسبة سريعة، نجد ما يلي:
- بلغ عدد خسائر النزاعات في الأرواح ما يقرب من 600 ألف قتيل.
- عقد الثمانينيات وعقد التسعينيات هما أكثر الفترات الزمنية خسائر إذ يصل عدد من سقطوا فيهما إلى حوالي 550 ألف قتيل.
- منطقة الخليج العربي (حرب الخليج الأولى بين إيران والعراق) وشبه الجزيرة العربية (حرب الخليج الثانية) هما أكثر المناطق خسائر.
- الدول الإسلامية في آسيا تحملت العبء الأكبر من الخسائر إذ سقط فيها أكثر من 95%  من ضحايا النزاعات.
- الدول الإسلامية الغنية (خاصة بالنفط) مثل العراق وإيران والكويت وليبيا تتحمل العبء الأكبر من الخسائر!
هذه الأرقام لا تشمل كما هو ظاهر خسائر الشعب الفلسطيني، ولا خسائر الصراعات الجديدة، التي شهدتها بورما، ولا سوريا ولا ليبيا ولا اليمن ولا مصر، وها نحن اليوم على موعد مع حرب جديدة، تشتعل أو لا تشتعل، عداد الموت لم يزل يعد، في غير بؤرة من بلاد العرب والمسلمين، وبكميات «وفيرة»!
اليس من حق من ينتظرون الموت، أعني نحن الأحياء حتى الآن، أن نسأل من المسؤول عن كل ما يجري؟ من هم هؤلاء الذين يتخذون قرارات بإعدام الشعوب؟ ولم تبقى في أيديهم «صافرة» البدء بالموت، حتى الآن؟

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023