موجة حرّ قادمة.. ودرجات الحرارة قد تصل إلى 44 مئوية البنك المركزي: ودائع البنوك ارتفعت مليار دينار منذ بداية العام تحذيرات جديدة.. المحليات الصناعية قد تسرّع البلوغ المبكر الأسهم الأوروبية ترتفع وتتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية طفيفة الجيش يلقي القبض على شخص حاول التسلل عبر الحدود الشمالية حماس تتوعد: لن نوافق على هدنة مستقبلاً اذا فشلت مفاوضات وقف النار نائب درزي "إسرائيلي" للصفدي: افتحوا الحدود الأردنية لدروز السويداء جيش الاحتلال يصدر أوامر إخلاء قسري للسكان شمالي غزة وزير الزراعة: خطة طوارئ لحماية الغابات من الحرائق باستخدام الذكاء الاصطناعي الهجرة الدولية: نحو 80 ألف نازح من السويداء إعادة فتح التسجيل لرياض الأطفال في المدارس الحكومية خلال آب 638 قتيلًا في اشتباكات السويداء.. واعدامات ميدانية بين الأطراف المتقاتلة بيدرسون يطالب "إسرائيل" بوقف "انتهاكاتها الاستفزازية" في سوريا كوهين يصف الهجري بأنه "بطل من ابطال الامة" تعييّن الأردني محمد الجراروه مديرًا للاستخبارات الأسترالية
القسم : مقالات مختاره
حياة المشاهير والإرهاب!
نشر بتاريخ : 5/8/2017 12:34:20 PM
حلمي الاسمر


حلمي الأسمر

لا أستطيع أن أمنع نفسي من الشعور بالامتعاض والقرف كلما شاهدت برنامجا عن «المشاهير» في زمن أصبحوا هم نجوم المجتمع، ورواده، والأخشاب الطافية على سطح الماء، فيما الدرر والجواهر الثمينة مختبئة في الأعماق!

تتسابق القنوات الإخبارية والمواقع الإلكترونية –حتى الجادة منها!ـ لنقل أخبار هؤلاء: عطساتهم، نومهم، تسوقهم، طلاقهم وزواجهم (وما أكثره!) وحتى أخبار كلابهم وبهائمهم الأخرى، ويتسابق مندوبو هؤلاء للظفر بلقاءات «حصرية!» معهم، أو الحصول على امتياز مرافقتهم لغرفة النوم مثلا أو الحمّام حتى، لتسجيل «سبق صحفي» يرفع من قيمة المشاهدة، ويجتذب إليه اللايكات والتعليقات والمشاركات، والغريب أن موضة اللهاث وراء المشاهير لم ينج منها حتى تلك الموقع والقنوات «المحترمة» سعيا وراء مبدأ «الجمهور عاوز كدة» وفعلا فإن سواد المستهلكين لتلك البضاعة في تزايد كبير، ويكفي أن تضع «فنانة» مشهورة فيديو وهي تعانق كلبها حتى تنهال عليها اللايكات والمشاركات والمشاهدات، ويختلف الأمر أكثر فيما لو ظهرت تلك «الفنانة» بفستان «جريء!» على «الريد كاربيت» كما يسمونها، إذ حينها تصبح حديث الجمهور ومن يجمع لعابه السائل من صحافة صفراء!

أما حينما يتعلق الأمر بأخبار الجوع والاحتلال وخراب الأرض وحالة معتقلي الحرية الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية لليوم الواحد والعشرين، فالأمر لا يستحق المشاهدة ولا المتابعة، واصغر تعليق يمكن أن تسمعه من الجمهور إياه هو: إقلب الصفحة مش ناقصنا نكد!

-2-
أكثر ما يستفزني في المشهد إياه، أن تستثمر امرأة جسدها باعتباره رأس مال ثمينا يستحق الاتجار به قبل أن تأكله التجاعيد، ويرسم على سطحه الزمن خطوطه غير المستحبة، ولا أستطيع أن أفهم حقيقة مشاعر تلك «الموديل» وهي تنثني وتتمايل مظهرة بعض الانحناءات والانبعاجات الخاصة أمام الكاميرا، مستمتعة بفلاشات المصورين التي تنهال كالمطر، ولا أفهم أيضا سر ولع «الجمهور» بمتابعة كل سنتيمتر من جسد «بطلته» وأخبارها وأحوالها وتقلباتها، خاصة وأن الأمر تجاوز مرحلة تشييء الإنسانة إلى مرحلة «تقديسها» وعبادتها من دون الله عز وجل، فهي معبودة الجماهير وملهمته وأمثولته، أما هي، فتعيش حياتها الخاصة بتعاسة فتدمن المخدرات وتعاني الوحدة، وتفسخ الحياة الزوجية إن وجدت، وغالبا ما تنتهي بها الحياة إلى الإدمان أو الانتحار، أو الانزواء في ركن منسي من الحياة، بعد زوال المال والجاه والشهرة وانصراف المعجبين، ولو قيض لأحد أن يرصد نهايات أولئك المشاهير، لهاله حجم النهايات المأساوية التي كانت لهم بالمرصاد!

-3-
أشعر بحزن شديد وأنا أقارن حياة هؤلاء بحياة غيرهم من عباد الله، حيث يعاني نصف سكان الكرة الأرضية من الجوع، ويمكن أن ينقذ ما تصرفه إحدى المشاهير على ملابسها الداخلية مئات العائلات «المستورة»...

 نحن نعيش في عالم مجنون، تسوده نظم مستبدة متوحشة، ثم يسألون من أين يأتي الإرهاب، والتطرف؟!

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025