القسم : مقالات مختاره
أزمة نخب وأزمة تصريحات متخمة..فساد يطل على الشارع الحزبي
نشر بتاريخ : 7/7/2025 5:45:29 PM
د. فوزان العبادي

 

 

الأيام القلال الماضية شهدنا سباق بين من يسمون أنفسهم نخب سياسية أو من يعتبرون أنفسهم أعضاء في نادي صناع القرار((حيث يعاد تدويرهم في كل مرة لإنتاج شكل مكرر ومضمون مستهلك في إحدى مواقع صنع القرار)) .هذا السباق ليس لإطلاق فكرة تنموية جديدة أو مشروع نهضوي أو تقديم خطة تطوير أحد القطاعات المترهلة الباهتة ماعاذ الله فهذه النخب لم يكن لديها ما تقدم وهي بكامل طاقتها ما بالك بعد إستهلاكها وتدويرها المتكرر منذ سنوات وسنوات .

 

 إنما تجدها  للتنظير فقط ففي كل مرة نقرأ أو نسمع تصريح من إحدى هذه النخب يكون من باب التأكيد على وحدتنا ووطنيتنا والمؤامرات التي تحاك لنا الخ... او أحد التصريحات المستهلكة المتخمة والمنتهية بكلمة وطن دائما وأبدا .والوطن من الكثير منهم براء حيث لم يقدمو له شيء سوا هذا التنظير.والذي أصبح محتواه يعتبر من مسلمات المواطنة الفاعلة و فقد أصبحت أردنيتنا الضاربة جذورها في أرض هذا الوطن منذ ولادتنا إلى مماتنا لا مزاودة عليها لكل أردني نشمي.ولكن ما يقدمه هذا المسؤول من بوابة هذه التصريحات يمكن أن نعتبره إشارة مرسلة منه لإثبات وجوده في الحياة ومؤشر يرمز لإستمراره في عضوية نادي صنع القرار الذي أصبح الخروج منه لا يكون سوا بوفاة العضو .

 

لا أعلم ماذا يجول بخاطر أي مسؤول أردني عندما يتحدث في قضية ليست مدار للبحث ولا مكان للتشكيك فيها في حين يغيب تماما عن قضايا جوهرية عديدة مثل تردى مستوى التعليم وأزمة التوجيهي التي لازلنا فيها أو رقابة غائبة لمؤسسات رقابية هامه أو جريمة قتل مروع تدق ناقوس خطر محدق على التماسك الإجتماعي  وصولا إلى وصول ألسنة لهب الفساد إلى زوايا الشارع الحزبي بتنفيعات مشبوهة تترامى أطرافها يمنة ويسرى إلخ...من موضوعات متجددة وتحديات جسيمة تواجه الوطن .وهل في خضم كل ذلك نشهد تصريح مثمر من حضرة المسؤول ؟.بالطبع لا ..فهو مشغول بتأكيد المؤكد وبتثبيت الثوابت وبتوصيف الموصوف..

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023