بقلم: العميد الركن م اسماعيل عايد
الحباشنة
في آذار من كل عام نحتفي بالبطولات
والشهداء الذين قدموا أرواحهم هدية إلى الموت لنحيا، على أرض هذا الوطن المروية
بدمائهم وقصصهم وأحلامهم وذكرياتهم.
نرفع رؤوسنا عاليا ونحن نستذكر معركة الكرامة،
كرامة الأردن، وكرامة الأمة التي ما زالت ذكراها تحيي فينا نشوة الانتصار وتعطينا
الأمل المشرق بالغد الآتي، وتـُعد صفحة من صفحات الكبرياء الأردني، ورمزاً من رموز
التضحية والفداء، ومفصلاً هاماً في تاريخ الوطن والأمة.. فيها ارتفعت راية عز ومجد
وفخار وعنوان كبرياء وغنوة انتصار، أحيت آمال العرب وقدمت لهم القناعة الأكيدة بأن
النصر وتحقيق الفوز ليس ضرباً من المستحيل.
تكمن أهمية معركة الكرامة بصفتها مفصل
مهم في تاريخ الوطن والأمة، حيث يحتفظ التاريخ العربي الحديث، بسجل شرف يضم «معركة
الكرامة» في (21 آذار 1968)، من حيث التوقيت والنتائج: فالمعركة جرت وقائعها بعد
شهور قليلة (أقل من عام) من نكسة 1967 في بلدة «الكرامة» الأردنية قرب الحدود
الفلسطينية شرقي نهر الأردن، حيث استمرت المعركة ١٥ ساعة سجلت «صفعة قوية» زلزلت
كيان مؤسسة الاحتلال وفي زمن انفجار غرور القوة الإسرائيلية عقب النكبة العربية
الثانية في الخامس من حزيران 1967.
فعند حضور ذكرى المعركة المهيب سنويا
نستذكر بكل دلالات البطولة والنصر والتضحية والفداء لجيشنا العربي وتطلُّ حكايات الجنود الذي روّوا بدمائهم ثرى
الأردن، دفاعًا عن وطنهم الغالي، وعن كرامة الإنسان والمكان على امتداد هذه الأرض
الطيّبة.
وكل هذه التفاصيل والأحداث ومجريات
المعركة ورسائل ومذكّرات الجنود عن معركة الكرامة، صار من الواجب علينا تدوينها،
وإعادة قراءتها، وتوثيق هذه السرديّة الملحميّة لتكون مدوَّنة خاصّة بمعركة
الكرامة وببطولات الجنود وتضحياتهم، ووفاءً للشهداء ولدمائهم".
وحما الله وطننا الأردني وقائده المفدى
جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم وولي عهده الأمين.. وبارك بكل جهد
مخلص لجهة بناء الأردن ونهضته وتطوره وحمايته من كل سوء وفي ظل الظروف والتحديات التي نعيش فاننا نؤكد
على اننا ...كلنا الأردن.. قولا وفعلا..