وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربغاء 24 – 4- 2024 تربويون : " كورونا " بريئة من تدنى مستوى التعليم في الاردن والوزارة تفتقد لـ"صناع قرار" - فيديو هيئة البث العبري: الجيش "الإسرائيلي" يستعد لدخول رفح قريبا جدا مسؤول أميركي : خطر المجاعة مرتفع للغاية في غزة مندوبا عن الملك وولي العهد..العيسوي يعزي عشيرة النسور الخوالدة: ضمانات قانونية لمنتسبي الأحزاب بعدم تعرضهم للمساءلة ما لا تعرفه عن تمرين الدفاع المدني الذي تابعه جلالة الملك وزنه أكبر من 4 أفيال صغيرة .. تحول جذري في حياة أثقل رجل في العالم نصائح لحماية نفسك من عمليات الاحتيال الناتجة عن استنساخ الصوت بالذكاء الاصطناعي ميتا تفتح نظام تشغيل نظارة كويست لمنافسة آبل مواجهة مصيرية للوحدة أمام الشباب.. وصراع ثلاثي شرس على المركز السادس الخريشة: المشاركة السياسية في الأردن حالة مستمرة وليست جديدة محامي لادعاء نيويورك: عند الحديث عن موكلي أطلق عليه لقب الرئيس مصر.. مات الأخ فلحقت به شقيقته بعد ساعتين في الإسكندرية 16 قتيلا و28 مفقودا في غرق مركب قبالة سواحل جيبوتي

القسم : بوابة الحقيقة
استراتيجيه مكافحة الإرهاب الأردنية عابره للحدود
نشر بتاريخ : 6/1/2022 1:34:52 PM
العميد الركن المتقاعد إسماعيل عايد الحباشنة

تواجه جميع دول العالم تحديات مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية وأمنية وعسكرية وجغرافية وفكرية وتنموية ، تهدد أمنها الوطني وتعيق تقدمها وتطورها ونموها الاقتصادي والاجتماعي والتنموي ، وتختلف مدى هذه التحديات من دولة إلى أخرى ، تبعا لظروفها وأوضاع وإمكانيات كل دولة ، والأردن مثل غيره من الدول يواجه العديد من المشاكل والقضايا الناتجة عن عدة عوامل ومؤثرات داخلية وخارجية، تشكل تهديدا لأمنه الوطني الأردني،وتحديا في طريق تقدمه وتطوره وتستحوذ جزء كبير من الاهتمام من أجهزة الدولة المدنية والأمنية والعسكرية، والمحاولة للحد من هذه التحديات وآثارها على الدولة والمجتمع واخطر هذه التحديات على الإطلاق هو الإرهاب حيث يُعدّ الأردن في طليعة الدول التي تحارب الإرهاب والتطرف ضمن نهج واستراتيجيه شموليه مستنده إلى أبعاد تشريعية وفكرية وأمنية وعسكرية.

 وينطلق موقف الأردن من ظاهرةِ الإرهاب والتطرف بشكل أساسي من رسالة القيادة الهاشمية وشرعيّتِها ومن التكوين الثقافي للشعب الأردني الذي يحترم الاعتدال ويرفض التطرف واستخدام الدين والأيديولوجيات لبثّ العنف والكراهية والتحريض على الإرهاب.

 

ومما لا شك فيه  أن استراتيجية مواجهة التطرف والإرهاب الأردنية ترتكز على رؤية جلالة الملك المعظم، وفق ثلاثة أبعاد،

البعد الأول: على المدى القصير، ويتمثل بالأعمال العسكرية التي تنفذ ضد الجماعات الارهابية والمتطرفة، والبعد الثاني: على المدى المتوسط، وهو بعد أمني استخباراتي مع الدول الشقيقة والصديقة،

والبعد الثالث: على المدى الطويل، وهو البعد الفكري الذي يهدف تحصين الفرد والمجتمع من افات الفكر المتطرف.

 وبالمقابل تعمل  الاستراتيحيه الاردنيه ضمن اطار   المجتمع الدولي لصياغة نهج شمولي للتعامل مع خطر الإرهاب، الذي لم يعد مجرّدَ تحدٍّ يواجه دولةً أو منطقةً أو مكوناً بعينِه، بل هو استهدافٌ يصل درجةَ التهديد، ويطال المجتمعَ الدولي بأسره. كما أن أكثر ضحايا الإرهاب هم  المسلمين أنفسهم، فهذا الوباء لا يميّز بين ملّة وأخرى أو عرْق وآخر، بل يسعى لتفتيت المجتمعات، ويجد بيئته الحاضنة في الخراب والتهجير وفي الترويع والقتل والاحتلال.

 

وتشدّد  الاستراتيجيه الأردنيه على أهمية الاستجابة لتهديد الإرهاب بشكل شامل يضمن إحلال السلم والأمن، ويدعم الحلول السياسية وبرامج التنمية، ويعالج المصادر التي تغذّي الإرهاب والعنف وأنّ حلّ الصراعات والأزمات في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، من شأنه تجفيف البيئة الحاضنة للتطرف والإرهاب ومواجهة الدعاية التي تتبنّاها الجماعات الإرهابية.

ان دور الاردن كانموذج في مواجهة الارهاب وهو في وسط هذا الاقليم الملتهب، هو الذي اعطاه مصداقية دولية واقليمية يتمثل بالموقف الاردني الثابت والراسخ والمعلن وعلى كافة المستويات والمتمثل قي عدم إيواء جماعات إرهابية على الأراضي الأردنية وعدم التعاون مع أي جماعة من هذه الجماعات الارهابية وكذلك رفض أية مفاوضات أو أية مطالب للجماعات الإرهابية بما في ذلك عدم استقبال أية طائرات مختطفة ومتابعة وملاحقة جميع العناصر الإرهابية إن وجدت والتعاون مع الدول والأجهزة الأمنية في الدول الصديقة في جمع المعلومات وتبادلها حول الإرهاب بكافة أنواعه ومجالاته".

اما  على مستوى المعاهدات والاتفاقيات بموضوع مكافحة الإرهاب، فقد تم  بالانضمام إلى العديد من الاتفاقيات الدولية، منها اتفاقيات قمع الجرائم المرتكبة ضد الأشخاص، والاتفاقية المتعلقة بالجرائم على متن الطائرات وغيرها ...أما  على المستوى المؤسسي فقد تم  أنشاء عدد من المراكز والمديريات المعنية بمواجهة ظاهرة التطرف والإرهاب وذلك تفاعلاً مع مضامين الاستراتيجية  الوطنية لمكافحة التطرف، والظروف المحلية والاقليمية المتعلقة بنمو وتمدد التطرف والإرهاب، ومن أهم هذه المراكز والمديريات:

#     مديرية مكافحة التطرف والإرهاب،التي أنشأت لمتابعة تنفيذ الوزارات والمؤسسات الحكومية المعنية بتنفيذ الخطة الوطنية لمواجهة التطرف الصادرة عام 2014 ،

     #     مركز السِّلم المجتمعي في العام 2015 كأحد مشاريع الخطة الإستراتيجية لمديرية الأمن العام في مكافحة الفكر المتطرف ،

    #      انشاء المركز الأردني لمكافحة التّطرّف الفكريّ في عام ٢٠١٧وهو مركز أكاديمّي بحثّي متخّصص بدراسات الفكر المتطّرف ومكافحته، تابع للقوات المسلحة الاردنيه/ الجيش العربي .

     وفي عام 2014 تم اعداد خطة وطنية لمواجهة التطرف وذلك على وقع تمدد التطرف والإرهاب في المنطقة والعالم، وخاصة عصابة "داعش" الإرهابية التي بلغت أوج إنتشارها في العام 2014.

 

ومن اهم محاور الحرب على  الإرهاب بالاضافه إلى  الجانبين الأمني والفكري يعتمد على "القوى الناعمة"، عبر الدراما التلفزيونية، والتي اعتمدتها  بعض الدول كمصر مثلا  في السنوات الأخيرة، ليس لمجرد استعراض الجهود التي بذلتها، وما دفعته من دماء غالية، من أبناء قواتها المسلحة واجهزتها الامنيه في مجابهة جماعات الظلام، وإنما أيضا لكشف أهدافهم الدنيئة، ومخططاتهم لتدمير الدولة واستحلال دماء مواطنيها، وهو الأمر الذي أزال قناع "المظلومية" الذي بدا خلال مخاطبة تلك الجماعات لدول الغرب، في محاولة لاستنفار الجماعات الحقوقية، التي طالما غضت البصر عن الانتهاكات المتلاحقة التي ارتكبتها الميليشيات المتطرفة وتهديداتهم أمام الكاميرات، من أجل الضغط على الدولة لتحقيق أهدافهم والنيل من مبتغاهم .

 

وهنا يمكننا القول بأن الأدوات الوطنيه الاردنيه في الحرب على الإرهاب، تجاوزت البعد الأمني، بينما كانت نتائجها تتجاوز بالتبعية مجرد الداخل، ولكنها اعتمدت آليات متزامنة ومتوازية تهدف إلى اجتثاثه من جذوره، عبر جوانب كاشفة للحقائق مكتملة، تحمل أبعاد فكرية بحثية، تفند أفكارهم المغلوطة، وأخرى ناعمة كاشفة، تفضح أفكارهم ومخططاتهم، في إطار استراتيجية تبدو "عابرة للقارات"، نجحت في تجريد جماعات الظلام مما يمكننا تسميته بـ"جناحي" الحشد، سواء البشري، عبر استقطاب الشباب للانضمام إليهم، أو الدولي، عبر "بكائيات" اعتادوا على إطلاقها، للاستنجاد بالدول الأخرى لممارسة الضغوط، والحصول على أكبر قدر من المكاسب السياسية.

 

أن الإرهاب الغاشم يسعى للنيل من عزيمة  وإرادة  الدوله الهدف...فتكون  دماء أبناء الوطن المخلصين وهم  يلبون نداء وطنهم بكل شجاعه وتضحيه مستمرين في انكار للذات وإيمان لن  يتززع بعقيدة صون الوطن     ليبقى الوطن عزيزا مصانا امنا  حرا مستقرا.....

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023