جيش الاحتلال يعلن مقتل 3 من جنوده في شمال غزة طقس لطيف الثلاثاء وارتفاع تدريجي في الحرارة حتى الجمعة أثناء تجمعهم للوصول إلى المساعدات.. 24 شهيدا في غزة صباح الثلاثاء وزارة الشباب: مواقع عرض مباراة الأردن وعُمان جاهزة لاستقبال الجماهير جريمة تهز العراق.. ابن يقتل والده داخل محمية للغزلان تقنية تعيد الأمل في استعادة البصر عبر جزيئات نانوية تحذير من ارتفاع أعداد الفطريات القاتلة الأم التي هزت تركيا.. تعذيب وعض طفل بوحشية لسبب صادم أخصائية تغذية تقدم وصفة ذهبية لتعزيز التركيز والطاقة خلال الامتحانات "أبل تستأنف" قانونًا أوروبيًا بسبب مخاوف بشأن خصوصية المستخدمين وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الثلاثاء 3- 6- 2025 "الاقتصاد الرقمي" تحذّر من رسائل تنتحل اسم مركز الاتصال الوطني الفراية: الدعم الأردني للفلسطينيين هو دعم حقيقي مادي ومعنوي الأردن: مواصلة المستوطنين اقتحام الأقصى عمل مرفوض محللون رياضيون : مباراة الأردن مع الشقيق العماني لا تقبل القسمة على إثنين - فيديو

القسم : مقالات مختاره
أنثروبولوجيا و(خبيزة)
نشر بتاريخ : 4/23/2017 6:07:51 PM
احمد حسن الزعبي
 
احمد حسن الزعبي

بعض الأغاني مرتبطة بالأماكن..مثلاً اذا سمعت هاني شاكر تتذكر ممرات الجامعة...واذا سمعت وردة الجزائرية تتذكّر عربات الكباب في مجمع عمان..شخصياً لا أستطيع أن أسمع كلمة «ربيع» الا وتتراقص أمام عيني «ضمة خبيزة»..فالخبيزة هي العلامة الفارقة في أيام هذا الشهر ،بحيث لا تلتفت يميناً او يساراً ، شرقاً او غرباً الاّ و ترى عروق الخبيزة تحاصرك في كل مكان..ناهيك عن الهدايا التي تأتيك من كل حدب وصوب على سبيل المودة و»الطعمة» و»الوحام» النسوي الذي يجعلك تخزّن حديدا في مستودعات الدم، قادرة أن تبني عشرة أبراج سكنية بحجم «برج خليفة»..

يحزنني أن عمر هذا الفصل بات قصيرا جداً ، منذ يومين وأنا أشتم رائحة الصيف القائظ رغم الخضرة المقاومة في الحقول..في السابق كان يعمّر الربيع طويلاً مثل عجائز القرى الجبلية..في مثل هذا التوقيت أو قبله بأسابيع كانت «حجّاتنا» يشكلن فريقاً نسوياً من الحارة للبحث عن الخبيزة في السهول ،المعدات القتالية بسيطة وسهلة..»خوصة» / سكينة ذات أسنان منشارية ،وكيس خيش خفيف..ويبدأ الزحف البشري نحو الرياض والتلال البسيطة، وعندما يتم الاستقرار على مكان ما ، يجلسن على أكياس الخيش وسط حقل «الخبيزة» ويبدأن بـ»قطع أعناق» هذه النبتة المسالمة ، وكلما تجمعت كمية وفيرة من «العشبة الخضراء» يحزّم عليها خيط «مصّيص» على شكل ربطة وتوضع جانباً ، طبعاً كل واحدة من»جنّايات» الخبيزة تعرف رصيدها من الربطات الخضراء كما يعرف رجال الأعمال رصيدهم في البنوك بالفلس الأحمر، وعندنا تغمض الشمس عينها في قلب السهل...تضع كل ذات «خبيزة» خبيزها في كيس الخيش وتحمله بكل سرور على ظهرها كواحدة من غنائم الربيع الكثيرة ويعدن إلى بيوتهن البسيطة الوادعة..


كانت العجايز يتمتّعن بذكاء فطري في انتقاء مكان الخبيزة ، فمثلا يبعدن ويتجنّبن الخبيزة النابتة قرب السناسل أو تحت سياج الدور الخارجية لأنهن يضعن احتمالية كبيرة لــ»تبوّل» فتيان الحي و»المزنوقين» من المارة بهذه الأماكن لذا يشطبنها من الأماكن المتاحة «للتلقيط»..كما أن الخبيزة ذات الأوراق العريضة والعروق الغليظة نوعية غير محببة حيث تسمى «خبيزة الجِمال» أي ان هذه الخبيزة تصلح لأكل الجمال والبعير وليس للبشر ،لخشونة الورق وقساوة العرق...بقي ان أقول ان زمن البساطة غاب بغياب رموشهن عنا...فانسحب جيل الخبيزة وجولات السهول لصالح جيل «النوتيلا» على الرفوف...

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023