الرفاعي: الاحتلال يستغل الانشغال بما يحدث في غزة لذبح القرابين في الأقصى.. فيديو وزيرة التنمية الاجتماعية تشارك المجلس الوطني لشؤون الاسرة خطيب المسجد الاقصى: الفلسطينيون لن يسمحوا بإدخال قرابين الى المسجد الاقصى الصفدي: حل قضية اللاجئين يكون بعودتهم إلى وطنهم الجمارك: ليس هناك استيفاء لأي رسوم جديدة على المغادرين عبر الحدود أعيان يلتقون صيادلة من أبناء الأردنيات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 7 إنزالات جوية لمساعدات بمشاركة دولية على شمالي القطاع مطلوب ثالث من ضمن مطلوبي الرويشد يسلّم نفسه لإدارة مكافحة المخدرات انخفاض الدخل السياحي للأردن 5.6% خلال الربع الأول 593.8 مليون دولار حوالات المغتربين الأردنيين خلال الشهرين الاولين من عام 2024 عطلة للمسيحيين بمناسبة أحد الشَّعانين وعيد الفصح أردوغان: لا أعتقد أن قيادة حماس ستغادر قطر المياه: ضبط وردم 18 بئرا مخالفة ومحطات معالجة وتحلية وبيع مياه وتزويد في منطقة البحر الميت الأردن يدين جرائم الاحتلال البشعة المستمرة بغزة وآخرها اكتشاف المقابر الجماعية الخارجية القطرية: أي تصعيد بغزة سيعيق المفاوضات ويؤدي لتدهور الوضع الإنساني

القسم : بوابة الحقيقة
من هم القتلة؟
نشر بتاريخ : 4/23/2017 5:29:17 PM
د. مصطفى البرغوثي
 
بقلم: د. مصطفى البرغوثي* 

لم يتورع نتنياهو ووزراؤه، الذين أصابتهم الهستريا بسبب إقدام الأسرى الفلسطينيين البواسل على خوض الإضراب عن الطعام، عن وصف قادة الأسرى بالقتلة، ولم تتوقف آلة العنصرية الإسرائيلية عن تقديم مقترحات تتسم بالحقارة والدناءة الشديدة، مثل اقتراح وزير الاستخبارات والمواصلات الإسرائيلي كاتس بإعدام الأسرى، أو اقتراح وزير الجيش أفيغدور ليبرمان بأن يُترك الأسرى المضربون ليموتوا جوعا كما جرى للمناضلين الايرلنديين بقيادة بوبي ساندز.

وبالقدر نفسه من الدناءة قررت إدارة السجون الإسرائيلية إنشاء مستشفى ميداني عسكري يتيح لها استخدام "التغذية القسرية" المحرمة دوليا، لأن الأطباء المدنيين ونقابتهم يرفضون الإقدام على هذه الجريمة بحق الأسرى.

المناضل مروان البرغوثي ليس بحاجة لمن يدافع عنه، فمقالته في صحيفة "نيويورك تايمز" وضعت بمهارة الاحتلال في قفص الاتهام، وهو لم يقتل أحدا بيديه، ولكن السؤال الأهم هنا: من الذي فعل ذلك وما سجل قادة إسرائيل أنفسهم الذين يبجلون في بعض المحافل الدولية بل يمنحون جوائز السلام؟

ألم يكن مناحيم بيغن قاتلا ومسؤولا بنفسه عن مجزرة دير ياسين وجرائم أخرى ارتكبتها منظمته الأرغون مثل نسف فندق الملك داود وقتل بريطانيين وفلسطينيين ويهود؟ بل أضاف هو وإسحق شامير إلى سجلهما اغتيال الكونت برنادوت ممثل الأمم المتحدة ومندوبين دوليين آخرين.

ألم يشارك إيهود باراك رئيس وزراء إسرائيل ووزير دفاعها الأسبق بيديه وبسلاحه في قتل كمال ناصر وكمال عدوان وأبو يوسف النجار وزوجته في بيروت؟ كما قامت وحدته باغتيال القائد الفلسطيني أبو جهاد في تونس. أليس شمعون بيرس هو من أصدر الأمر بارتكاب مجزرة قانا فقتل النساء والأطفال في ملجأ للأمم المتحدة في لبنان؟

ألم يشارك نتنياهو وتسيبي ليفني وباراك في ارتكاب جرائم حرب خلال الاعتداءات المتتالية على قطاع غزة، والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء بمن في ذلك مئات الأطفال، وملف هذه الجرائم على طاولة محكمة الجنايات الدولية الآن؟ أم أن علينا أن نذكر الوزراء الإسرائيليين بماضي أرييل شارون، في مجزرة قبيا عام 1953، وقتل الأسرى المصريين عام 1967 ومجزرة صبرا وشاتيلا التي فاقت بشاعتها كل المجازر عام 1982؟

الشعب الفلسطيني لم ينس ولن ينسى.

ولكن على العالم أن يتذكر، والعالم من واجبه أن يساند نضال أسرى يمارسون أكثر أشكال النضال سلمية وأنبل أشكال المقاومة الشعبية بالإضراب عن الطعام، وهو السلاح الوحيد الذي يملكونه وهم محاصرون في سجون الاحتلال.

شاركنا يوم الجمعة في تظاهرة لقرى القدس بالقرب من سجن عوفر، وحاولنا جاهدين رفع أصوات حناجرنا لتصل للأسرى داخل السجن، مع أننا نعرف أنهم ليسوا بحاجة لذلك كي يدركوا أن شعبهم بأسره معهم، وكان معنا فتيان صغار، ولدوا وعاشوا طوال حياتهم، مثل آبائهم، في ظل الاحتلال والقمع والتمييز العنصري، وهؤلاء ليسوا بحاجة لتحريض كي يصبحوا مناضلين، فحياتهم ومعاناتهم تقودهم إلى ذلك، لكن وجودهم ذكرنا أن جيل الأمل والنصر القادم يكبر ويشتد عوده رغم كل القمع والتنكيل ومحاولات بث الإحباط واليأس، ورغم انزواء بعض من تعبوا من أعباء النضال.

المناضلون الفلسطينيون ليسوا قتلة، بل هم مناضلون من أجل الحرية وصناع حياة وأمل، مستعدون للتضحية حتى بحياتهم من أجل حرية شعبهم، أما معظم وزراء إسرائيل فأنا أتحدى أن يكون أي منهم يفكر بأحد غير نفسه ومنصبه وثروته المستقبلية، ولذلك نحن متفائلون وهم متشائمون غارقون في عنصريتهم.

* الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023