العيسوي: التحديث خيار وطني ثابت ومواقف الملك صلبة في الدفاع عن قضايا الأمة الشرع: سوريا لا تقبل القسمة والالتزام باتفاق 1974 ثابت رغم الاعتداءات "الإسرائيلية" فوز السلط على الأهلي بدوري المحترفين الرئيس السوري يستقبل قائد القيادة المركزية الأميركية في دمشق المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تسلل بواسطة مسيّرة وزير المياه : سدود الأردن فارغة أمانة عمّان تطلق حملة "عمّان حلوة" لتعزيز النظافة والمظهر الحضاري للمدينة الأردن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يؤيد "إعلان نيويورك" حول تنفيذ حل الدولتين الحملة الأردنية: توزيع ألف كيس طحين شمال وجنوب غزة الناتو يطلق عملية "الحارس الشرقي" لتعزيز دفاعاته بعد انتهاك المجال الجوي البولندي 113.08 مليون دولار صادرات "صناعة إربد" الشهر الماضي هيئة الاتصالات: اتفاق مع "روبلوكس" لإزالة غرف الدردشة والمحتوى المسيء في الأردن مناورات روسية بيلاروسية وقلق غربي متصاعد الفلسطينيون يرفضون أوامر جيش الاحتلال بالنزوح من شمال ومدينة غزة نحو الجنوب ترامب يلوّح لبوتين: صبرنا أوشك على الانتهاء
القسم : بوابة الحقيقة
صفقة القرن: تطهير عرقي واحتلال مدفوع الأجر
نشر بتاريخ : 5/13/2019 4:30:44 PM
د. مصطفى البرغوثي

 بقلم د. مصطفى البرغوثي*

 

ليس معروفا مدى دقة، أو صحة، ما نشرته صحيفة إسرائيل اليوم من تفاصيل لما يسمى " بصفقة القرن".

 

ولا يوجد شك، بأن تسريب بعض التفاصيل مما تحتويه يمثل بالونات إختيار لردود الأفعال الفلسطينية والعربية، والدولية.

 

وقد برز في ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية تفصيلان خطيران، ووقاحة لم يقدم عليها محتل.

 

 الأول يتعلق بسكان القدس الفلسطينيين من قبل والذي يوحي بأن الخطة تتضمن سحب هوياتهم المقدسية، وبالتالي إلغاء حق وجودهم في مدينتهم المقدسة.

 

والثاني التأكيد بأن وضع القدس سيبقى على ما هو عليه، أي أنها ستبقى تحت السيطرة والسيادة الإسرائيلية المطلقة.

 

وإذا جمعنا التفصلين فإنهما يعنيان أن الخطة الأميركية تفتح الطريق لتنفيذ تطهير عرقي ضد سكان القدس الفلسطينيين.

 

أما الوقاحة الني لم يتجرأ عليها تاريخيا أي محتل من قبل، فهي التأكيد على أن الكيان الفلسطيني في قطاع غزة وما تبقى من الضفة بعد سلب معظمها لصالح المستعمرين، سيكون منزوع السلاح بالكامل ومجرد من أي إمكانية للدفاع عن النفس، ولكن سيكون عليه دفع أثادة وتكاليف حماية الحكومة الإسرائيلية وجيشها.

 

وما يعنيه ذلك، أن الفلسطينيين سيبقوا خاضعين للاحتلال، ولنظام الأبارتهايد الإسرائيلي وسيكون عليهم أن يدفعوا لإسرائيل ثمن إحتلالهم وثمن جهاز ما يتكلفه جهاز الأمن الإسرائيلي لإستبعادهم.

 

بإستثناء مرحلة الإنتفاضة الأولى، فإن إسرائيل كانت تجبى من الفلسطينيين تحت الإحتلال تكاليف إحتلالهم، من خلال جمع الضرائب، والرسوم، والغرامات ومصادرة المياه، والأراضي والثروات الطبيعية.

 

وكلما كان اإحتلال مربحا كلما اتعطف الجمهور الإسرائيلي نحو لبعنصرية والتطرف الشوفيني، وكلما ظهر ذلك بوضوح في كل إنتخابات إسرائيلية

 

اليوم يدفع كل عامل في إسرائيل 2500 شيكل شهريا اثارة للمشغلين، وتقتطع إسرائيل ليس فقط نسبة 3% من أموال الضرائب التي تجمعها والتي يدفعها المواطن الفلسطيني، بل تقتطع دون حساب ما يحلو لها من عوائد الضرائب الفلسطينيين.

 

ويدفع الأسرى والأسيرات ثمن وتكاليف سجنهم، من خلال الغرامات الباهظة، وتكاليف طعامهم وسجنهم في السجون، وهذا هو المكان الوحيد في العالم الذي يسجن فيه الأسرى على حسابهم وحساب أهلهم .

 

يتذمر كثير من إنتشار مشاعر الإحباط واليأس في صفوف بعض الفلسطينيين، وما يؤدي إليه ذلك من سلبية ونفور المشاركة في النضال ضد الإحتلال، وكثير من ذلك يعود للشعور يعجز القيادات الفلسطينية عن توحيد نفسها، وعن تقديم رؤية إستراتجية جامعة للشعب الفلسطيني، تتناسب مع حجم التحديات التي يواجهها.

 

لكن" صفقة القرن"، ومشاريع الضم والتهويد، والقمع والحصار والإذلال الذي تمارسه إسرائيل ليس أمرا مجردا بل هو واقع يمس أو سيمس حياة كل فلسطيني وفلسطينية.

 

ولا سبيل لصد إلا المشاركة في النضال ضده، ولن يزول الإحتلال، ولن يسقط نظام الأبارتهايد ما دام مربحا، وما لم تصبح تكاليفه أكبر من مكاسبه.

 

*الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025