العيسوي: التحديث خيار وطني ثابت ومواقف الملك صلبة في الدفاع عن قضايا الأمة الشرع: سوريا لا تقبل القسمة والالتزام باتفاق 1974 ثابت رغم الاعتداءات "الإسرائيلية" فوز السلط على الأهلي بدوري المحترفين الرئيس السوري يستقبل قائد القيادة المركزية الأميركية في دمشق المنطقة العسكرية الجنوبية تحبط محاولة تسلل بواسطة مسيّرة وزير المياه : سدود الأردن فارغة أمانة عمّان تطلق حملة "عمّان حلوة" لتعزيز النظافة والمظهر الحضاري للمدينة الأردن يرحب باعتماد الجمعية العامة قرارا يؤيد "إعلان نيويورك" حول تنفيذ حل الدولتين الحملة الأردنية: توزيع ألف كيس طحين شمال وجنوب غزة الناتو يطلق عملية "الحارس الشرقي" لتعزيز دفاعاته بعد انتهاك المجال الجوي البولندي 113.08 مليون دولار صادرات "صناعة إربد" الشهر الماضي هيئة الاتصالات: اتفاق مع "روبلوكس" لإزالة غرف الدردشة والمحتوى المسيء في الأردن مناورات روسية بيلاروسية وقلق غربي متصاعد الفلسطينيون يرفضون أوامر جيش الاحتلال بالنزوح من شمال ومدينة غزة نحو الجنوب ترامب يلوّح لبوتين: صبرنا أوشك على الانتهاء
القسم : مقالات مختاره
سكان الأرض في غرفة المعيشة!
نشر بتاريخ : 4/10/2017 12:33:36 PM
حلمي الاسمر

حلمي الأسمر

بلغ حجم الأحداث الجسام التي تعصف بعالمنا بعامة، وبمنطقتنا العربية بخاصة، مستوى غير مألوف، فما يكاد المرء يفرغ من إغلاق فم الدهشة لرؤية مشهد مريع، حتى يفتحه تحت تأثير حدث مزلزل، ربما يكون غير مسبوق، والحديث هنا يدور حول المشهد الإنساني برمته، اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وعسكريا، وحتى فنيا، فنحن اليوم ندور فيما يشبه «الخلاط» الضخم الذي لا يعطينا الفرصة الكافية للتوازن، والوقوف على قدمين ثابتتين، وربما يكون هذا هو شأن المجتمع الإنساني منذ قديم الزمان، ولكن الجديد هنا أن التطور الصاروخي في نقل المعلومة عبر منصات الإعلام المختلفة، شعبية كانت أم مؤسسية، جعلنا نعيش ليس في قرية صغيرة فحسب، بل كأن سكان الكرة الأرضية كلهم يجلسون معا في غرفة المعيشة في البيت، الأمر الذي وفر لنا حالة مذهلة من الشفافية المفرطة، لم تتوفر لأسلافنا البشر منذ سكنوا الكهوف، وقبل أن يكتشفوا النار!

-2-
في ظل هذا الفهم لواقعنا، يطرح من يتمتع بشيء من «التوازن» سؤالا في غاية الأهمية: ما دوري أنا وسط هذا «الخلاط»؟ هل أدور مع الدائرين، فأصرخ وأولول، ولا أكف عن الشكوى، وأخوض مع الخائفين؟ أم أحاول أن أصنع «كبسولة» افتراضية كي أتنفس هواء نقيا، خالصا، ليس مخلوطا بأي من الغازات السامة التي تطلقها الأحداث؟ والجواب في غاية الوضوح، فمن يمتلك القدرة على صناعة الكبسولة إياها، عليه أن ينأى بنفسه عن ذهنية القطيع، ويحاول تنوير الطريق للآخرين، ليس لإنقاذهم فقط من السوداوية التي تحاول قتلهم، بل محاولة فتح نوافذ من أمل، وهي بالمناسبة موجودة، ولكن تحتاج لمن يزيل عنها الغبار، فالكون وجد لكي يستمر، بك أو بدونك، ولولت أم ابتسمت، ألقيت رأسك على وسادة من غيم، أم ضربته بصخرة!

-3-
في محيطنا الصغير في وطننا الصغير تحديدا، نلهث وراء الحدث، ويلهث وراءنا، ولسنا استثناء من أمة ربما تعيش على حافة هاوية، و»منعطف تاريخي!» وبالمناسبة، منذ وعيت على هذه الدنيا وأنا أسمع وأقرأ مثل هذا المصطلح، وما يشبهه مثل نحن نعيش في «ظروف بالغة الدقة» و»ظروف استثنائية» و»حقبة خاصة» وغيرها، ما يعني أننا في المائة سنة الأخيرة على الأقل، لم نشعر باستقرار، ولا هدوء بال، كأننا كرة تتقاذفها الأقدام، فلا شيء جديدا على حالنا...

المهم.. 
أستذكر هنا حديث نبويا شريفا يقول: من قال «هلك الناس، كان أهلكهم» ومعناه أن من يدمن على ذم الحال واللطم وإشاعة اليأس، فهو كذلك، وهو يشيع ما هو عليه من بؤس بين الناس، كمن يبشر بالخراب، و»صلاح الحال من المحال!» ..
أفترض أن القارىء العزيز يدور في ذهنه الآن سؤال، وكأني به يقول لي: 
إختصر، ماذا تريد أن تقول؟ فأقول له، أنني قلت، فاختر أين تكون!

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025