تحذير لمزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية واشنطن توافق على طلب النيجر بسحب قواتها من أراضيها الاحتلال يدمر أكبر مصنع للأدوية في قطاع غزة مجلس الشيوخ الأمريكي يصادق على تجديد العمل بقانون المراقبة والتجسس ريم البغدادي رئيسة لملتقى سيدات الأعمال للمرة الثانية الكرملين: القوات الأوكرانية تستهدف الصحفيين الروس عمدًا الاحتلال يواصل منع دخول غاز الطهي إلى غزة دائرة الأراضي: توقف استقبال طلبات البيع يدويا في العاصمة اعتبارا من الاحد الوزير الهناندة يتابع برنامج الترميز الرقمي في مدرسة المصطبة الثانوية المختلطة رئيس الديوان الملكي الهاشمي يلتقي فعاليات شبابية وزير الطاقة والثروة المعدنية يرعى حفل اختتام مسابقة Solar Innovators Challenge بمشاركة 55 فريقاً.. منصّة زين للإبداع تطلق هاكاثون الذكاء الاصطناعي زين راعي الاتصالات الحصري لبطولة الأردن للدرِفت 2024 مطار دبي الدولي يعود للعمل بكامل طاقته عبداللهيان: إيران لن تردّ على هجوم الجمعة طالما أنّ مصالحها لم تتضرّر

القسم : بوابة الحقيقة
كذبة عمونا
نشر بتاريخ : 2/5/2017 5:00:31 PM
د. مصطفى البرغوثي
 
بقلم د. مصطفى البرغوثي

"إخلاء مستعمرة عمونا" لم يكن سوى كذبة كبرى ومسرحية خداع إعلامية نظمها نتنياهو وحكومته، للتغطية على عملية الاجتياح الاستيطاني للضفة الغربية، والتي شملت، حتى ساعة كتابة هذا المقال، إقرار 8000 وحدة استيطانية جديدة، وعلى الأغلب فإن الرقم سيتجاوز عشرة آلاف وحدة قبل نشر المقال.

ومنذ تولي ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة ونشاطات الاستيطان تتصاعد في الضفة الغربية، بما فيها القدس، بشكل جنوني لا سابق له. ومعها تتوالى مخططات تشريع قوانين تسمح بمصادرة أراضي الفلسطينيين الخاصة لمصلحة المستوطنات، ولتبييض مئة وعشرين بؤرة استيطانية جديدة، وقوانين أخرى لتشريع ضم أجزاء من الضفة الغربية لإسرائيل تماماً كما جرى للقدس.

لم يحدث إخلاء في عمونا، فالإخلاء لا يكون بنقل بيوت المستوطنين من أرض فلسطينية مسروقة إلى أرض فلسطينية مسروقة أخرى. وهذا النقل لا يعطي شرعية لا لمستعمرة عمونا الجديدة، ولا لأي مستعمرة استيطانية، فكلها مخالفة للقانون الدولي، وجميعها يجب تصنيفها كجرائم حرب.

الشيء الذي عرته مسرحية الإخلاء، بالمقارنة مع عمليات هدم بيوت الفلسطينيين في أم الحيران بالنقب، هو نظام الأبارتهايد (التمييز العنصري) الإسرائيلي.

فمقابل النعومة واللطف اللذين أبدتهما شرطة الاحتلال تجاه مجرمي الاستيطان في عمونا، كان هناك الضرب والقتل والتنكيل في أم الحيران، الذي طال حتى نواب الكنيست الفلسطينيين.

"أبارتهايد" بلغة الأفريكان تعني وجود قانونين مختلفين لمجموعتين سكانيتين تعيشان على نفس الأرض. وهذا هو النظام العنصري الذي يعيشه الشعب الفلسطيني ليس فقط في الضفة والقطاع المحتلين، بل كذلك في عكا ويافا وحيفا والنقب وسائر أراضي 48. وهو نظام نجح في مزج التهجير والتطهير العرقي بالاحتلال الأطول في التاريخ الحديث وبمنظومة تمييز تتغلغل في أعماق حياة الشعب الفلسطيني. نظام يجب أن يزول حتى يصل الناس إلى الحرية والكرامة والعدالة والمساواة، ولكنه لن يزول وحده، ولن يزول بالأمنيات، ولن يزول بالكلام والبيانات، ولن يزول بمواصلة المراهنة على المفاوضات مع صانعيه، سيزول بمقاومته، وبتغيير ميزان القوى لصالحنا، وبالإيمان المطلق بقدرتنا على تحقيق آمالنا وأحلامنا وتجاوز كل من يحاول إحباطنا وبث اليأس في صفوفنا، أو إقناعنا بنظرية "ليس في الإمكان أحسن مما كان".

مرة أخرى... استيقظوا، فالنار وصلت إلى دار كل واحد منا.

* الامين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023