الاحتلال يعتقل 7 فلسطينيين في الخليل ويقيم حواجز عسكرية إصابات خطيرة خلال اقتحام الاحتلال لنابلس عدوان الاحتلال على طولكرم يتواصل لليوم الـ66.. دمار واسع واعتقالات ارتفاع غرام الذهب إلى 63 دينارا الاحتلال يهدم منشآت فلسطينية في عناتا جرش.. لقاء حواري في بليلا حول الرؤية الملكية للتحديث السياسي الإرهابي المتطرف بن غفير يقود اقتحام المستعمرين للأقصى بحراسة مشددة قوات الاحتلال تقتحم مخيم الدهيشة جنوب بيت لحم عدوان الاحتلال على جنين يتواصل لليوم الـ72.. دمار واسع ونزوح جماعي قوات الاحتلال تهدم بركسا للخيول في القدس المحتلة لبنان يتلقى إشارات "غير مطمئنة" بتصعيد صهيوني وشيك ارتفاع مأساوي لضحايا زلزال ميانمار.. 2886 قتيلاً و4639 مصابًا الأمم المتحدة ترفض ادعاء الاحتلال بوفرة الغذاء في غزة: "سخافة مطلقة" الصين تطلق مناورات عسكرية واسعة في مضيق تايوان.. وتحذيرات أمريكية من "العدوان" 21 شهيدًا في غارات متواصلة لجيش الاحتلال على غزة

القسم : مقالات مختاره
الناسور العصعصي
نشر بتاريخ : 1/16/2017 7:43:20 PM
احمد حسن الزعبي
 
احمد حسن الزعبي

كان يتابع آراء المواطنين حول رفع الأسعار المتوقع ،غَضِب من ضعف المواطن في التعبير عن حاله، وغضب من تغوّل المسؤول على ضعف الأخير ، كان متكئاً فجلس ، أحس فجأة بألم حاد في الصدر ، وكأن جداراً كاملاً قد سقط عليه ،لم يعد يستطع التنفس كما كان..وقف في الغرفة ليتمشّى قليلاً..لكن الألم لم يتركه لحظة ، طلب أبو يحيى من أحد الأولاد أن يرافقه إلى الطوارىء .. تناول فروته و»كرت» التامين وصعد إلى البكم برفقة شلاش وغادرا إلى المستشفى..

فور وصوله ارتمى على احد الأسرة الشاغرة مستغلاً ذهاب المريض صاحب السرير إلى الحمّام، فهرع إليه أحد الأطباء المتدرّبين وبدأ يسأله نفس الأسئلة التقليدية عن مكان الوجع وعن عدد الأولاد وعن التدخين وعن «الشبكات» والمميعات، ثم حضرت إحدى الممرضات بجهاز فيه «طابات معدنية كثيرة» وقامت بزرعها حول صدر الحجي بينما أخذت زميلتها عينة دم واتصلت بالمختبر لأخذها بسرعة، بينما بقي الطبيب المتدرّب يسأله عن تراكمي السكري وتراكمي شايش في الجامعة ..

طلعت النتائج ،حضر الطبيب المختص بعد أن كان في «جولة» على ذمته .. قال لشلاش بكل صراحة : الوالد لازمه عملية قلب مفتوح..ثم تكلم بالانجليزي مع الطاقم التمريضي ،ففكوا الطابات عن صدر الختيار ووضعوا صورة التخطيط في مغلف ،ثم نقلوه إلى طابق العمليات، أبو يحيى التقط كلمة «مفتوح» فتفقّد سحّاب سرواله وعندما اكتشف انه محكم عرف ان المسألة بها «عملية قلب «.. قام شلاش بإرسال «رسالة واتساب» الى مجموعة العائلة «أبوي بده عملية» ،دقائق قليلة وحضر الجميع على الفور بــ»بكم جوز فزة» ومعهم بعض «الحرامات والغيارات « فيما تأخرت أخته «صيتة» بالحضور لتأتي لاحقاً مع ابن تركية ومعها «طنجرة زغاليل»ملفوفة ببشكير...

خرج الأطباء ،خلعوا قفازات المطاط،وازاحوا الكمامات عن أفواههم وقالوا للعائلة المنتظرة على أعصابها : الحمد لله الحجي بخير..نص ساعة بيصحصح من البنج وبتشوفوه ان شاء الله.سألت أخته صيته الدكتور: «أفوّت له «هالزغلولات» ما زالهن ساخنات»..تأفف الطبيب من سؤال أخت المريض وقال: يا حجة..بالأول يصحى أخوك وما «يفلمنا» وبكره طعموه «رف الحمام مغرب»..

استيقظ ابو يحيى من غيمة التخدير..بدأ يلمح الوجوه ومكونات الغرفة ، مدّ يده نحو صدره ليتفقد الجرح والخياطة..لم يلمس شيئاً، تأكّد ثانية بيده من فوق السره جنوباً وحتى الحنجرة شمالاً ومن إبطه الشمال إلى إبطه اليمين لا يوجد حتى غرزة إبرة واحدة ... شاهد ابو يحيى وجه الدكتور الجراح مبتسماً فقال له المريض : يكثّر خيرك يا دكتور ويسلم أيدك..كيف عملتوا لي عملية قلب مفتوح وما «شقيتوا» صدري .. سبحان الله على هالعلم ،فعلاً «وعلم الإنسان ما لم يعلم»..

ابتسم الطبيب وقال: بالحقيقة .... كنا بدنا نعملك قلب مفتوح وبطلنا، لأنه يوم قلبناك ع ظهرك عدم المؤاخذة..اكتشفنا انه عندك «كيس شعر» بأسفل الظهر تماماً .. أو ما يسمى «الناسور العصعصي»..بلشنا بكيس الشعر ونسينا القلب..

ابو يحيى : كيف صارت هاي؟ اصلع من فوق ومجدّل من تحت؟؟ كيس شو هاظ؟...

الطبيب: اسمه ناسور.. كيس شعر مش ضروري و بيخوّفش وما في منه خطورة..

أبو يحيى: ليش شلتوه..لعاد؟

الطبيب: عشان نقول انه عملنا لك عملية في «الناسور العصعصي»...

ابو يحيى: والقلب والشرايين المسكرة؟؟

الطبيب: ملحقين..المهم راح «الكيس» اللي كان مغلبنا واحنا نشتغل..

**

الوطن تماماً مثل «أبو يحيى»..قلنا لهم: «بدنا تغيير في نهج السياسة لا وجوه الساسة ،نريد «قلباً مفتوحاً» مع الجميع يزيل كل الحلول المغلقة ...فراحوا قلبونا ع ظهرنا و»شالوا كيس الشعر»!!.


عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023