وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 9- 7- 2025 منتحل شخصية وزير الخارجية الأمريكي يتواصل مع مسؤولين حول العالم غوشة : انهيار مبنى إربد يختلف عما حدث في الجوفة واللويبدة مونديال الأندية: سان جرمان يواجه ابنه الضال مبابي في "التحدي الكبير" لريال التعليم العالي: 640 مقعدا تنافسيًا للطب البشري في الجامعات الرسمي المخبز الأردني شمال قطاع غزة يواصل تقديم خدماته الأردن يرحب بقرار "اليونسكو" المتعلق بالبلدة القديمة للقدس وأسوارها الداوود : الأكاديمية الدولية للتجارة الإلكترونية" مؤسسة تدريبية ومنصة متقدمة للتعلم المهني والتقني محليا .. انخفاض أسعار الذهب بمقدار دينار للغرام الحنيطي: عمليات تطوير منظومة أمن الحدود بأحدث المعدات والتقنيات مستمرة اتفاق اردني سوري على التوزيع العادل لمياه حوض اليرموك مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي بوفاة نقيب الصحفيين الأسبق سيف الشريف فيديو مرعب .. ثعبان عملاق يبتلع مزارعاً باندونيسيا مكافحة الأوبئة: لا علاقة للبطيخ بالفيروس المعوي المنتشر بين الأردنيين سوريا: نرغب بالاستفادة من التجربة الأردنية في مكافحة التسوّل – تقرير تلفزيوني

القسم : مقالات مختاره
استعادة الوعي
نشر بتاريخ : 1/8/2017 12:55:07 PM
ماهر ابو طير


ماهر ابو طير

تفجرت في عمان، قصة الفساد في صندوق الدعوة، التابع لوزارة الاوقاف، بعد سؤال وزير الاوقاف الدكتور وائل عربيات في مؤتمر صحفي، عن شيك صادر بقيمة ثمانية واربعين الف دينار، باسم أحد الأئمة، والقصة التي تفجرت، تبين أن لها خيوطا اخرى، تمتد الى صندوق الدعوة، وتتجاوز الإمام ذاته.

الشيك المصروف لمرة واحدة، ووفقا لتصريحات لاحقة للوزير، تسلمه الامام بالخطأ، وطلب منه موظفون في الاوقاف اعادة المبلغ، وهو ماتم فعلا، فالإمام على ما يبدو، ليس له علاقة بالمبلغ، وانما براتبه المحدود جدا فقط الذي لايتجاوز 280 دينارا من اصل الشيك، والوزير ذاته يكشف ان هذا المبلغ قد لا يكون عاد الى موازنة الصندوق، وهناك شيكات اخرى، بالطريقة ذاتها، والملف كله يخضع للتحقيق، علما ان الوزير ذاته هو الذي اكتشف الواقعة، ولم تكن مباغتة.

ما يراد قوله اليوم، خطير جدا، اذ اننا امام كارثة الفساد، الذي استوطن البلد، ولم تسلم مؤسسة منه، ولا شخص، حتى وصل الى وزارة الاوقاف، وصندوق الدعوة، الذي يتعرض لاختلاسات مالية، بل ان المثير ان الوزير يقول انه قد يكون هناك عدد من الائمة والاشخاص متورطون بقصص اخرى، اي اصدار شيكات، بمبالغ مرتفعة، ثم اعادتها للصندوق، وعدم دخولها فعليا الى الموازنة.

هذه هزة  كبرى تمس المؤسسة الدينية في البلد، تمس سمعة رجال الدين، وحتى تبرعات المساجد عبر الصناديق، لاننا الان أمام موجة نقد هائلة لرجال الدين، ولأئمة المساجد، وللاسف، لن يستثني الناقدون احدا، بل لعلنا نقرأ استهزاء بكل امام مسجد، وخطيب، ومؤذن، من وراء نفر قليل، جلبوا سوء السمعة الى المؤسسة الدينية، واضف الى ذلك، ان ثبوت وجود اختلاسات في صندوق «الدعوة لله» سوف يحطم كل لجان جمع التبرعات في المساجد، وسيجعل القرش الذي يضعه المصلي في صندوق المسجد، محل ارتياب، اذا ما كان سيصل فعلا الى مكانه المحدد، ام انه سيذهب يمينا ويسارا، وثقافة التعميم لدينا، قاتلة، ونقطة الحبر السوداء، تعكر بئرا كاملة، هذه الايام.

ملف الفساد في البلد، لم يترك احدا، فالبنية الاخلاقية لدينا، انهارت للاسف الشديد، فساد في الحكومات، فساد في القطاع الخاص، وفساد بين الافراد، من سائق التاكسي وصولا الى الميكانيكي، وما بينهما، بحيث اصبحت البلد «حارة كل من ايده اله» على ما يقول المثل الشامي، وفوق كل هذا فساد اخلاقي عارم، آخر ادلته تحرش اساتذة جامعيين، بطالبات، ولربما هذا ما انكشف، والمخفي أعظم في بقية جامعات البلد.

لماذا وصلنا الى هذا المنحدر، لماذا تركنا البلد لينزلق يوما بعد يوم الى هذه الوديان الموحلة، بكل هذه القصص، ومالذي تنتظره الدولة، لاستعادة الوعي والخروج من هذه الفوضى، التي تنذر بخطر كبير جدا.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023