زراعة جرش تطلق المدرسة الحقلية الرابعة بعنوان تغذية المجترات والخلطات العلفية في كفرخل كلية التمريض في جامعة جرش تحتفل بأداء قسم المهنة لطلبتها المتوقع تخرجهم تدريبات "النشامى" دون إنارة في مسقط قبل المواجهة الحاسمة أمام عٌمان رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خاروف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية

القسم : مقالات مختاره
اللحظة حرجة لهذه الأسباب
نشر بتاريخ : 8/17/2024 1:25:47 PM
ماهر ابو طير

بقلم: ماهر أبو طير

 

هذه أكثر لحظة حرجة في الإقليم، حيث تجمّعت كل الصراعات المجدولة في توقيت واحد، بعد أن أصبحت الجدولة مستحيلة، ولا بد من حسمها، بالحرب، أو التسويات، أو عبرهما معا.

 

مائة عام من الاحتلالات، والحروب، وسيطرة قوى على المنطقة، غربية وإقليمية، وخرائط نفوذ متغيرة، والنظام الرسمي العربي تعرض إلى ضربات عميقة على مدى عقود، من تأثيرات القوى النافذة في العالم، مرورا بالثورات والانقلابات، والاعتداء على حقوق الشعوب ونهبهم تحت عناوين مضللة مختلفة، وشعارات وشرعيات لم تعد صالحة اليوم للاستمرار بذات الطريقة.

 

تجمعت كل الصراعات اليوم في المشرق العربي، ما يحدث في فلسطين، وتأثيرات المشروع الإسرائيلي الممتد، وتموضع تركيا، ومشروع إيران، وتغير الخرائط في المشرق، والإنهاكات الاقتصادية التي تؤشر على انهيارات مقبلة عند أقل هزة، مع شيوع اليأس والإحباط، وانسداد الأفق في وجه شعوب قفزت إلى البحر الأبيض المتوسط بحثا عن قارب نجاة نحو الشمال، فوق أن الدول التي تعزل نفسها بذريعة الحياد وحماية نفسها، معرضة للإفناء أكثر من غيرها.

 

اليوم تتشكل خريطة جديدة، لكن ببطء، وهذا طبيعي جدا، لأن بنى المنطقة لم تعد تحتمل كل الخراب المؤسس فوق ظهرها، إضافة إلى الاستهدافات في سياقات مطامع النفط والثروات والدين والمنافذ البرية والبحرية، والطاقة، وسيادة المنطقة والعالم، ومحاولات صد قوى مؤثرة ومنعها من التمدد إلى المنطقة وخصوصا الصين وروسيا، وما يتعلق بالاقتصادات الجديدة.

 

نقطة التفجير الأساسية اليوم، نراها بكل وضوح، فإسرائيل تريد حكم المنطقة وإعلان ذاتها قوى عظمى في الشرق الأوسط، بدعم عالمي، في تحالف مشهر، وليس سرا، وهي في سياق يهودية الدولة من جهة، وتثبيت العملاق الأمني والاقتصادي والعسكري من جهة ثانية بدأت تواجه تحديات تجلت أولها بتأثيرات ضربة السابع من أكتوبر، التي تتجاوز تأثيراتها غزة.

 

لأن القصة هكذا تداعت إسرائيل وكل حلفائها من أجل تأديب كل المنطقة، وهذا يفسر أن إسرائيل اليوم ومن معها تتحدث عن "رزمة دول" بحاجة إلى العقاب، وليس عن تنظيم في غزة، ولهذا لا يقبل رئيس حكومة الاحتلال عقد صفقة أسرى حتى الآن، لأنه يريد ومن معه الدخول إلى الخريطة الأوسع في لبنان وسورية والعراق واليمن وغزة والضفة وإيران، من خلال حرب كبرى، تمتد جذورها إلى بقية دول الإقليم العربية، وقوى دولية، في سياقات حسم الصراعات بدلا من مواصلة جدولتها، بعد أن بلغت الفوائد الربوية للجدولة حدا لا يحتمله النظام العالمي القائم.

 

من أجل أن نفهم الذي يجري فإن علينا أن نؤمن أن الدعوات للتهدئة، والمصالحات، والتسويات السياسية والعسكرية ووقف الحرب، لا تعني أبدا الرغبة بتجنيب المنطقة الحروب، بل تعد نمطا من أنماط الحروب الدبلوماسية التي يراد عبرها تحقيق ذات النتائج، أي حسم الصراعات وإنتاج خريطة نفوذ جديدة في هذه المنطقة التي تعد قلب العالم، برغم نقاط ضعفها ومشاكلها.

 

استمرار التحليل السطحي والحديث حول نتنياهو وإذا ما كان يريد تحرير أسراه أو لا، وعدم فهم الذي تفعله إسرائيل من حيث تدمير كل القطاع يعود إلى انطباع خاطئ يقول إننا أمام مجرد حرب في قطاع غزة، ستنتهي قريبا، وواقع الحال يقول إن هذه الحرب ستقود إلى ما هو أوسع وأكبر، سواء بالحرب أو من خلال التسويات، وهكذا فإن غزة هنا مجرد "صاعق تفجير" لكل هذا الغاز في المنطقة، والذي لا بد من التعامل مع كلف تفجيره بشكل أو آخر عما قريب.

 

علينا أن نتذكر أن هذه أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ تأسيسها، فقد عبرنا الشهر الحادي عشر، وإسرائيل تواصل الحرب، وهذا يقول ضمنيا وفقا لكل ما سبق، إن افتراض توقف الحرب ميدانيا، لن يؤدي إلى وقفها فعليا، بل ربما تشتد أكثر، من أجل إعادة رسم خرائط الإقليم، والذي للمفارقة يستدرج العالم اليوم، نحو مصير مفتوح في رماله المتحركة وعوالمه الغامضة.

 

بدأت في غزة، ولا أحد يعرف أين ستنتهي.

عن الغد

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023