- الأردن يعرب عن اسفه لفشل مجلس الأمن في تبني قرار بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة أمبري: على السفن التجارية في الخليج وغرب المحيط الهندي البقاء في حالة حذر سانا: خسائر مادية اثر قصف العدو لمواقع داخل سوريا الحكومة: "تأخر" طرح عطاء تصميم المرحلة 2 من مشروع حافلات التردد السريع في عمّان النفط والذهب يرتفعان بعد أنباء عن التصعيد في المنطقة حزب النهج الجديد ينظم ورشة عمل في بدر الجديدة الحرس الثوري الإيراني يعلن حالة التأهب القصوى بعد صواريخ "إسرائيلية" مسؤول اميركي: صواريخ "إسرائيلية" ضربت موقعا في إيران أجواء مائلة للدفء في أغلب المناطق حتى الاثنين انفجارات بأصفهان.. إيران تنفي وقوع هجوم خارجي و"إسرائيل" ترفض التعليق "مرض قاتل" ينتشر في ولاية أمريكية ويهدد حياة البشر بعد وصول مغامر بريطاني لأقصى نقطة في إفريقيا ركضا.. خبراء يوضحون ما يفعله الجري بالجسم "الديناصور" الهندي.. هل يسرح في الطبيعة حقا أم في مخيلة البشر؟ هل تغلب ريال مدريد على مان سيتي بالحظ؟.. غوارديولا ينهي الجدل

القسم : بوابة الحقيقة
لبنان والدولة المستحيلة
نشر بتاريخ : 1/18/2022 3:24:13 PM
مروان سمور


بقلم: مروان سمور

 

قدّر عدد المقيمين في لبنان خلال فترة المسح الذي اجرته (ادارة الاحصاء المركزي اللبنانية) لعامي 2018 و 2019 بحوالي 4.8 مليون نسمة توزعوا بين 80% من اللبنانيين و20% من غير اللبنانيين .

 ويتوزع الشعب اللبناني على 18 طائفة معترف بها , وتشمل المسلمين من السنة والشيعة والدروز والعلويين , بالمقابل المسيحيين ينقسمون إلى عدد من الطوائف، مثل المارونيين واليونان الأرثوذكس واليونان الكاثوليك .

واللبنانيون منتشرون في شتّى أنحاء العالم كمغتربين أو كمهاجرين من أصل لبنانيّ , ويصل عددهم - حسب تقديرات رسمية - لعام 2001  اكثر من 8.600.000 ملايين نسمة  .

 ويعيش الشيعة في جنوبي لبنان وفي شمالي سهل البقاع، بينما يعيش معظم السُّنة في المدن الكبيرة: بيروت، طرابلس، صيدا، وفي محافظة الشمال. ويعيش الدروز في منطقة الشوف في جنوب شرقي بيروت العاصمة ، ويسكن الموارنة في الإقليم الجبلي شرقي بيروت مباشرة ، بينما تعيش أعداد كبيرة من المسيحيين الروم في وادي البقاع .

 

نظام المحاصصة

ووفق الدستور اللبناني الحالي : ان لبنان جمهورية ديمقراطية برلمانية , ولكنه عرفا يعتمد نظام توزيع السلطات على الطوائف المؤلفة للنسيج والفسيفساء اللبناني ,  فمثلا رئاسة الجمهورية تعود للموارنة ، ورئاسة الوزراء تعود للسنة , أما رئاسة مجلس النواب فهي للشيعة , وفقا لما نصّ عليه اتفاق الطائف .

ان التقاسم الطائفي للمناصب في لبنان لا يقتصر على الرئاسات الثلاثة فقط ، بل يمتد ليشمل جميع المناصب الهامة العليا والمتوسطة. فقائد الجيش على سبيل المثال ماروني ، أمّا وزير الداخلية فهو مسلم سنِّي ، ومدير قوى الأمن الداخلي مسلم سنِّي ، ومدير المخابرات العسكرية مسلم شيعي ، وهناك أيضًا حصص للطوائف والأقليات الأصغر مثل الدروز والمسيحيين الأرثوذكس والأرمن .

 

مجلس النواب

اما مجلس النواب اللبناني فيبلغ اعضاءه 128 عضوا، ينقسمون مناصفة بين المسلمين والمسيحيين ، أي 64 نائبا لكل طائفة ، ويتوزع النواب المسلمون على الشكل التالي : 27 نائبا للسنة ومثلهم للشيعة ، وثمانية نواب للدروز، ونائبان علويان .

 وعند المسيحيين يستحوذ الموارنة على الحصة الكبرى بـ 34 نائبا ، يليهم الروم الأرثوذكس بـ 14 مقعدا ، والروم الكاثوليك بثمانية مقاعد ، والأرمن بستة ، والإنجيليون بمقعد واحد ، إضافة إلى مقعد للأقليات.

 

اما توزيع مقاعد مجلس النواب الحالي على التيارات المختلفة , فكان كالتالي :

التيار الوطني الحر:  بزعامة جبران باسيل مع حلفائه  له 29 مقعدا , وتيار المستقبل : له 21 نائبا ، وحركة أمل : لها 16 مقعدا , اما حزب القوات اللبنانية : بزعامة سمير جعجع فتضم 15 مقعدا , وحزب الله : له 13 مقعدا , والحزب الاشتراكي : بزعامة  تيمور جنبلاط وحلفائه فتضم 8 مقاعد , اما تيار المردة : بزعامة سليمان فرنجية وحلفائه فيضم 7  مقاعد , وكتلة الوسط المستقل : بزعامة نجيب ميقاتي التي تضم 4 نواب , والحزب القومي السوري الاجتماعي : وتضم 3 نواب  , وحزب الكتائب : وتضم 3 نواب  , أما البقية فهم نواب مستقلون , ولكن جزء كبير منهم منحازين لأحد الاطراف الرئيسية .

 

محطات تاريخية

مع انتهاء الاحتلال الفرنسي عام 1943، اتّفق اللبنانيون على ما يطلق عليه «الميثاق الوطني» .

وقاد هذا الميثاق «بشارة الخوري» ليصبح أول رئيس جمهورية لبناني و«رياض الصلح» أول رئيس حكومة لبنانية , وذلك بعد استقلال البلاد عن فرنسا عام 1943 .

وبناء على هذا الاتفاق ، توافق اللبنانيون بشكلٍ عرفيّ على توزيع السلطة , بحيث ينال المسيحيون الموارنة رئاسة الجمهورية ، ويحصل المسلمون السنة على رئاسة الوزراء . والمسلمون الشيعة على رئاسة البرلمان .

وفي عام 1975 شهد لبنان حربًا أهلية دامت 15عامًا واستمرت إلى عام 1990 , راح ضحيتها اكثر من 150 الف لبناني .

 واستغلّت قوات الاحتلال الإسرائيلية هذه الحرب الأهلية وقامت بغزو لبنان عام 1982، حتى وصلت إلى بيروت قبل أن تنسحب حتى جنوب لبنان ومن ثم انسحابها منه عام 2000 .

وتوقفت الحرب الاهلية عام 1990 عندما اتفق الفرقاء ووقعوا على وثيقة (اتفاق الطائف) ، وتمّ خلالها تعديل الدستور اللبناني , وتوزيع السلطات بين الفرقاء .

والنتيجة , ان اتفاق الطائف , الذي أنهى الحرب الأهلية قبل 30 عامًا، ربما حافظ على السلام في لبنان ، ولكن اثره بدأ يتصدَّع على وقع فساد النظام السياسي الذي قام بتأسيسه , القائم على التوزيع الطائفي , والنخبة التي اتت من خلاله , وجعل من شبه المستحيل اتخاذ أي قرارات كبرى دون توافق جميع الفرقاء السياسيين الموزعين على أساس طائفي .

وأخيرا , اذا أردنا التعرُّف على السبب الحقيقي وراء هذه الاحتجاجات الاخيرة للبنانيين ، لن نجده يتجاوز انتشار الفساد في مؤسسات الدولة وبين قياداتها من مختلف الطوائف ، كما يقول المتظاهرون في هتافاتهم التي تطالب بإقالتهم جميعًا بلا استثناء تحت شعار «كلنّ يعني كلنّ»

 

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023