العراق يستعيد حوالي 700 مواطن مرتبطين بداعش من مخيم سوري الإصابة تضرب لاعب الهلال قبل الكلاسيكو السعودي انتقادات من الداخل مجلس النواب الأمريكي لازدواجية معايير واشنطن في علاقتها بـ"إسرائيل" وأوكرانيا "الإسلامي للتنمية" يمول مشاريع في تركيا بـ 6.3 مليارات دولار "أسترازينيكا" تعترف.. لقاح كورونا يسبب آثارا جانبية مميتة تحذير طبي: الشخير قد يفقدك أسنانك واشنطن: 5 وحدات عسكرية "إسرائيلية" ارتكبت "انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" توقيف موظف في "التنمية الاجتماعية" استولى على اموال احدى الجمعيات شركة صينية تبني 18 ناقلة غاز طبيعي مسال لصالح "قطر للطاقة" وزير الزراعة يعلن البيان الختامي للمؤتمر الوزاري التعاوني الحادي عشر تونس تقترض 1.2 مليار دولار من "المؤسسة الدولية الإسلامية" توقعات بارتفاع التضخم في تركيا فوق 70% خلال أبريل "ذبحتونا": قرار تخفيض مقاعد الطب في ظاهرة إيجابي وفي باطنه "عليه بعض الملاحظات".. فيديو الشلبي: هناك تحولات حقيقية داخل المجتمعات الغربية حول القضية الفلسطينية بورصة الهند تبيع وحدتها للتكنولوجيا الرقمية لإنفستكورب

القسم : بوابة الحقيقة
"أيباك".. المنظمة التي سيطرت على امريكا
نشر بتاريخ : 12/22/2021 3:23:24 PM
مروان سمور


 

بقلم: مروان سمور

 

 رغم أن اليهود الأميركيين لا يشكلون أكثر من 3% من سكان الولايات المتحدة، فإن نفوذهم كبير داخل مراكز صنع القرار في السياسة الخارجية الأميركية، وذلك من خلال لوبي صهيوني (أو إسرائيلي أو يهودي) منظم ومؤثر.

يتكون هذا اللوبي من عشرات المنظمات التي تعمل بنشاط على توجيه السياسة الخارجية الأميركية، لتحقق مصالح دولة إسرائيل، ولتنسجم مع سياستها، وبخاصة تجاه الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.

ولا يضم اللوبي الصهيوني يهودًا أميركيين فقط، بل يضم في صفوفه أيضا العديد من المتشددين المسيحيين، الذين يؤمنون بأن قيام دولة إسرائيل في فلسطين عام 1948 هو جزء من نبوءات التوراة والإنجيل، والتي تعتبر مقدمة لعودة المسيح إلى الأرض منتصرا.

ان إحصائيات ودراسات لنفوذ اليهود في امريكا فتقول انهم يشكلون  أكثر من 20% من من أساتذة الجامعات الكبرى في أمريكا ، وحوالي 50% من أفضل 200 مثقف في أمريكا وحوالي 60% من كتاب ومنتجي أفضل وأقوى الأفلام والمسلسلات الأمريكية هم أيضًا من اليهود، ناهيك عن الصحف والمجلات والقنوات الفضائية وكبرى شركات النفط والتكنولوجيا.

كل هذه الإحصائيات تدل على نجاح اللوبي اليهودي بفرض نفسه كلاعب أساسي في السياسة الأمريكية، من خلال تغلغله الواضح في مختلف مناحي الحياة في المجتمع الأمريكي وتحكمه بها.

وتعود الأيام الأولى لجماعات الضغط الصهيوني إلى أوائل القرن العشرين، ولكن هذا الضغط أصبح مثمرًا حقًا خلال رئاسة هاري ترومان، حين قامت هذه الجماعات بالضغط على البيت الأبيض لدعم تقسيم فلسطين.

وهناك عدد كبير من المنظمات والمؤسسات اليهودية - الأميركية المختلفة , تمارس عمل اللوبي ، وعلى مستويات متعددة، كرابطة مكافحة التشهير، ورابطة اليهود الإصلاحيين في أميركا ، ومنظمة جي ستريت .

ولكن عندما يُقال اللوبي الإسرائيلي، فإنّ أوّل ما يتبادر الى الذهن هو اللجنة الأميركية الإسرائيلية للشؤون العامة (إيباك)، المعروفة بما لها من تأثير على أعضاء الكونغرس والسياسة العامة الامريكية .

 

وسنتناول بشرح مختصر عن "ايباك" وادواها ومظاهر نفوذها وذلك فيما يلي :

 

تتربع أيباك على عرش جماعات الضغط اليهودية في واشنطن , وتضم في عضويتها أكثر من مائة ألف عضو غالبيتهم من اليهود ومن المسيحيين الصهيونيين. وتدعم "إيباك" شبكة تضم أكثر من 70 منظمة يهودية تابعة لها. وشبكة من 17 مكتبًا إقليميًا، وتقدر قيمة ميزانية إيباك السنوية بـ40 مليون دولار .

ولا تساهم "إيباك" بشكل مباشر في الحملات السياسية، فهي تفرض سيطرتها الكاملة على أعضاء الكونجرس وتمول الكثير من حملاتهم سواء كانوا ديمقراطيين أو جمهوريين، واي رئيس ساكن للبيت الابيض لا يمكنه اغفال رأيها وخاصة في مواضيع تخص امن اسرائيل . 

واذا اردنا الجديث عن نفوذها وسطوتها , فقد نجحت (ايباك) في إسقاط عدة اعضاء كونغرس أو افشالهم في الانتخابات حال قيام هؤلاء بدعم دولة عربية أو دعم القضية الفلسطينية .

 وكان ستيفن روزن، مدير شؤون السياسة الخارجية السابق لـ "أيباك" ، قد تفاخر في مقابلة أجراها معه جيفري غولدبرغ من مجلة "نيويوركر" عام 2005، بأن بإمكانه جمع توقيعات 70% من أعضاء مجلس الشيوخ على ورقة مناديل فارغة بمجرد أن يطلب منهم ذلك.

وجاءت هذه الواقعة بعد الكشف عن تسجيل صوتي عام 1992 لمحادثة بين رئيس "إيباك" السابق ديفيد شتاينر ورجل الأعمال في نيويورك حاييم كاتز، حيث تفاخر شتاينر بأنه "أبرم صفقة" مع إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش (الأب) لتزويد إسرائيل بما يقرب من 13 مليار دولار في شكل قروض ومساعدات العسكرية.

وكشف ايضا بانه تفاوض مع حملة الرئيس الأسبق بيل كلينتون الرئاسية من أجل تعيين وزير للخارجية ومستشار للأمن القومي مواليين لإسرائيل.

وتصرح إيباك على موقعها الرسمي على الإنترنت أن مقابلاتها مع أعضاء الكونغرس الأمريكي تتجاوز 2000 مقابلة سنويًا، تقدم من خلالها تقارير ودراسات استراتيجية عن الشرق الأوسط والعالم ومدى إمكانية الاستفادة من الفرص المتاحة في كل منطقة لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل. والتي تثمر عن حوالي 100 تشريع وقانون محاب لإسرائيل سنويًا .

 

والخلاصة , ان "إسرائيل" تتحكم بالسياسة الخارجية الأمريكية من خلال مجموعة من المنظمات ومجموعات الضغط المؤثرة على الجهازين التشريعي والتنفيذي من جهة، ومن خلال تحكمها بمفردات الحوار السياسي المتعلق ب"إسرائيل" عبر وسائل الإعلام الرئيسية من جهة أخرى.  ولا يسعنا ان نغفل السيطرة اليهودية على معظم وسائل الاعلام الامريكية , من صحف ووكالات انباء ومجلات ومحطات تلفزيون وراديو وايضا سيطرتهم على معظم شركات السينما في هوليوود , فقد اصبحوا الحارس الوحيد تقريبا على عقل المواطن الامريكي .

 

وأيضاً من خلال تحالفها مع الأصوليين المسيحيين المتصهينين الذين ينعمون بدورهم بوزنٍ وتأثير سياسيين كبيرين في الحياة الأمريكية.

وجوهرة العقد هنا بالطبع هي إيباك، وهي رأس حربة اللوبي الصهيوني في الكونغرس الأمريكي التي تستطيع من خلال علاقاتها وأموالها أن تعاقب من يعارض "إسرائيل" وأن تكافئ من يؤيدها، وهي من أقوى مجموعات الضغط المنظمة في واشنطن.

  وهذا مجرد مثال أخر على دور اللوبي الصهيوني في الحياة السياسية الأمريكية الذي يؤثر أيضاً بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وعملية التعيين في الوظائف العليا في الدولة، خاصة تلك التي تمت بصلة للمنطقة العربية .

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023