كولومبيا تعلن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع "إسرائيل" مندوبا عن الملك وولي العهد.. رئيس الديوان يعزي عشيرة الفراية مؤسسة خيرية بريطانية تحذر من خطر ترحيل أطفال اللاجئين إلى رواندا بعد اعتبارهم بالغين مايك تايسون يواجه جيك بول في نزال احترافي رسمي انتصارات لمنتخب الملاكمة في بطولة آسيا للشباب ورشة تدريبية للعاملين في التأهيل المجتمعي في الاغوار الجنوبيه "أكيد": تسجيل 71 إشاعة الشهر الماضي "خلال حملة أمنية واسعة".. الداخلية التركية تعتقل 41 شخصا مشتبها بانتمائهم لـ"داعش" فريق الأمن العام لرفع الأثقال يحقق نتائج لافتة في بطولة الماسترز الدولية وزير الاقتصاد الرقمي والريادة يلتقي وفداً من البرلمان العربي النائب العرموطي يودع مجلس النواب إرادة ملكية بإلغاء قانون التصديق على اتفاقية امتياز التقطير السطحي للصخر الزيتي الملك ينعم على شخصيات ومؤسسات بميدالية اليوبيل الفضي - أسماء 4887 شاحنة مساعدات دخلت قطاع غزة خلال نيسان أوكرانيا.. محاكمة 10 أطباء زوروا مصدّقات طبية لأشخاص للتهرب من الخدمة العسكرية

القسم : بوابة الحقيقة
كيف مر الوقت بسرعة
نشر بتاريخ : 2/15/2021 12:24:50 PM
د. رهام زهير المومني

بقلم: الدكتورة رهام زهير المومني

 

 نسأل أنفسنا أحيانا كيف مرت الأوقات بحلوها ومرها مسرعة لم نشعر بها… كيف لنا أن نتناسى أن السعادة والفرح إحساس وقرار، فهي أن نتخذ من المواقف الصعبة جسرا نعبر فوقه لنصل إلى وِجهتنا بالإصرار والتصميم، فنحن مَن يصنع هذا النجاح والفشل بالتعامل الإيجابي مع كليهما.

كل يوم نستيقظ فيه هو نعمة من الله وهِبة، لندرك ونتعلم أهمية الوقت فنعلّم من نحب كيفية استثماره بالطريقة الصحيحة، لأنه غالٍ وثمينٍ وكيف لا يُعّوض، ولا يمكن استرجاع ما مضى منه، واستغلال كل ثانية بما هو مفيد حق وواجب حتى لا نندم ونَهدره بأمور لا تسمن ولا تغني من جوع بأفضل الطرق.

عند سؤال أحدهم عن سبب غيابه أو رغبته برؤيتك يرد عليك قائلا: (ما عندي وقت) والتحرر من هذه العبارة مُلكنا إذا رغبنا… فالوقت هو نفسه ما نملك وما يملك غيرنا ممن يستثمرونه، فلا تتحجج بالوقت وإلتزاماتك وظروفك، يجب أن تتمرن على استثماره وتنظيمه حسب ظروفك وقدراتك وأن تستثمر في نفسك بالتخطيط الجيد والعلم والتجربة والمعرفة عندما تبدأ، والتعلم من الأخطاء… فقط إبدأ.

كيف مر الوقت بسرعة … عبارة نرددها عندما نكون مع من نحب ولمن ننجذب نحوهم لمنطق معين أو لفكر أو لشخصية وسلوك أو لصفة فريدة تميزهم أو لحاجة تربطنا بهم، تمر الأوقات معهم ونحن لا ندري كيف … إنما يسيطر علينا شعور غريب جميل مليء بالروحانية والبهجة والسرور والمتعة، ويطغى على المكان طاقة إيجابية وحماس ودفء مشاعر، فنحن لا نرتوي إلا بالحب والهدوء والسكينة، لا نتحمّس إلآ بتجربة الجديد المستمر الممتع الذي يزيد شعورنا بطول الزمن، ولا نَسعد إلا بلقاء يترك عندنا إحساسا جميلا يرافقنا حتى في المنام حتى لو غرقنا بعمل لا متناهٍ..

وإذا كنا من هؤلاء الذين يستهلكون طاقاتهم بالعيش في الماضي من دون العمل للمستقبل والعيش بالحاضر سيمر الوقت بطريقة مختلفة، فنحن نريد أن نعمل على إبطاء هذا الوقت لنشعر به مع من نحب ومع ما نحب ولما نحب.

أحيانا عندما أزور أصدقاء أو صديقات أو حتى أشخاصا لا أعرفهم مسبقا، أشعر برغبة بالبقاء ويرافقني شعور باستمتاع بالحديث معهم والاستماع إليهم،فتمر الساعات كالثواني، ما يزيد طاقتي الإيجابية ويضفي على نفسي بلسما وعطرا يفوح بأي مكان أكون موجودا فيه، وأجد نفسي نشيطة متفائلة أحمل باقات الورد والمحبة وأنشرها في كل مكان، وأحيانا أخرى أنظر عشرات المرات للساعة بانتظار مرورها… لأعود مثقلة بأعباء نفسانية من زيارة مملة سلبية مستفزة بلا قيمة ولا معنى، هنا تشعر بأهمية كل دقيقة مهدورة ضاعت منك، وتبدأ بإعادة برمجة نفسك لتعود كما كنت.

كيف مر الوقت مسرعا … هو بالحقيقة كتاب لمؤلف اسمه ستيف تيلور يجيب عن سر تباطؤ أو تسارع الزمن لدى الناس، ولِمَ يملكون تصورات مختلفة عنه وكيف يؤثر في أحاسيسهم المختلفة، فحسب نفس الشخص ينقضي الوقت، فالشخص الغارق بالعمل لا يشعر بالوقت بينما الشخص الذي يشعر بألم والذي ليس لديه ما يفعله يشعر بثقل كل ثانية، فإذا أردنا أن نعرف قيمة وأهمية السنة نعرفها من طالب رسب، ومعرفة أهمية الشهر من أم ولدت طفلها قبل شهر من موعد ولادتها، وأهمية الأسبوع من كاتب لم ينشر مقاله في مجلة أسبوعية، وأهيمة اليوم من عامل مياومة، وأهمية الساعة من شخص ينتظر عزيزا عليه كان مسافرا ، وأهمية الدقيقة من شخص فاتته وسيلة السفر وأهمية الثانية من شخص تفادى حادثا، وأهمية الجزء منها من شخص فاز بميدالية ذهبية برقم قياسي، فالوقت من ذهب ويجنبنا الكثير من المشاكل التي لن تُحل بكنوز الدنيا بضياعه، وهو أكثر ما نحتاج له وأسوأ ما نستخدم.

فالشخص الموهوب يهتم به لأنه يتعلم كل جديد ويستثمره ويحترمه فلا يضيع وقته في دراسة أو قراءة ما هو غير مفيد أو صعب في حين يتوفر البديل الأسهل والأعمق، والإهمال وإساءة الإستخدام والعمل في غير الوقت المناسب هي الطرق لإضاعته، وهذا لا يعني أننا لا يجب أن نجد أوقاتا هادئة مريحة للرفاهية، فوجودها مهم لاستكمال الحياة بعطائها وإنجازاتها وذلك عندما تعرف كيف تخطط له وتنظم وترتب الأولويات فقط علينا أن نبدأ ونضع الأفكار والأشياء التي نحتاجها ونقرر ومن ثم نبدأ العمل، ولن نعرف قيمة أنفسنا إلا إذا عرفنا قيمة وقتنا.

فالوقت هو الحياة إن ذهب لن يعود، وإن كثر بلا فائدة فَسد، وإن وُجدَ أفرح من حوله، وإن انقضى بما هو مفيد وجديد أَسعد، وإن قَضى على من نُحب أزعل … إنه الوقت يا سادة هبة الله، إستثمروه بالمحبة والتنظيم والإنجاز، فهو الشفاء والقوة والجمال، وهو السعادة والدواء وهو أغلى ما نملك، واعلم أنك إذا تهربت وبدأت بإعطاء المبررات لعدم إمكان رؤية أحدهم، إعرف وقتها أنك لا تريد رؤيته فالحجة مش بالوقت … الحجة أنت من وماذا تريد …

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023