القسم : بوابة الحقيقة
فلذة كبدي لا تدعهم يستغفلونك
نشر بتاريخ : 9/23/2020 4:44:33 PM
خوله كامل الكردي

بقلم: خوله كامل الكردي

 

كثير ما سمعنا عن جرائم اختطاف اطفال في اماكن عديدة من العالم، والاعتداء عليهم ثم قتلهم بكل برود ووحشية؟! اذا اردنا ان نعرف الاسباب، فلننظر حولنا وونتامل ونسال انفسنا: ماذا فعلنا لاجل ابنائنا كي يدرؤوا عن انفسهم خداع بعض النفوس المريضة واستمالتهم والتمكن منهم؟ ماذا فعلنا نحن كي نحميهم من فضولهم وسذاجة عالمهم؟! جوابنا هو ان الامر بسيط جدا علينا كاباء وامهات ان نشبع ابنائنا منا، لا نتركهم بمفردهم يحيكون العلاقات الخيالية بين الاب وابنه او بين البنت وامها والعكس صحيح، فهل سالنا انفسنا مرة اخرى عن اخر مرة احتضنا ابنائنا وسالناهم عن احوالهم وماذا فعلوا في يومهم الدراسي وكيف تعاملوا مع معلميهم وزملائهم ورفاق الحي؟!

 

مجرد السؤال والاستفسار عن حال الابناء، كفيل بان يشعرهم بانهم ليسوا بمفردهم وهناك من يهتم لامرهم ويريد مصلحتهم والخير لهم، لكن ان يتخلى البعض منا عن دوره ولا يعبء بخبايا عقولهم وقلوبهم تلك هي الكارثة؟! من الطبيعي ان نعلمهم كيف يشتكون وكيف يفضفضون لنا لا ان نقمعهم بالصراخ في وجوهم والسخرية من حديثهم، والاخطر من ذلك ان نعودهم ان يكونوا ساذجين، نحذرهم من ان تاتينا شكوى عليهم من قبل المعلم او من الجيران، والا سينالون ما يستحقونه من الضرب والشتم والعقاب النفسي القاسي، اننا بردة الفعل هذه لا ندري اننا نزرع الخوف والرعب في نفوسهم، فيفضلون الصمت على الكلام مهما حدث لهم حتى لو تعرضوا للاهانة او التنمر في المدرسة او في اي مكان اخر. لا نقول ان نعلمهم الاعتداء على الاخرين وضربهم، ولكن نعلمهم كيف يرفضون اهانتهم والاعتداء عليهم من قبل زملائهم او غيرهم، نعلمهم كيف يتوجهون لمعلميهم يبثون شكواهم، فالصمت هو بداية النهاية بالنسبة لحياتهم ومستقبلهم.

 

النصيحة والارشاد هو المطلوب منا كاولياء امور نخاف على ابنائنا من اي سوء قد يصيبهم، كثير ما نرى اطفالا صغارا يذهبون الى محال البقالة ليشتروا ما يطلبه منهم ابائهم او امهاتهم في بعض المجتمعات، هنا يكمن الشرر.. هنا تتاجج النفوس الخبيثة برؤية طفل بمفرده فيلعب الشيطان لعبته؟! فهل ندري في هذه الدقائق التي يمضيها طفلنا خارج المنزل بين يدي شخص غريب ما الذي يمكن ان يحدث له؟! انها الفرصة الذهبية يا صديقي التي ينتظرها اشباه البشر، كي ينقضوا على الطفل وينتزعونه من احضان والديه كلمح البصر والذهاب به الى المجهول وبغفلة منا؟!

 

ان من الواجب علينا كاولياء امور مسؤولون عن ابنائنا امام الله وامام انفسنا ومجتمعنا ان نعلمهم كيف يدافعون عن انفسهم، نعلمهم كيف يرفضون الحديث او الذهاب مع اي شخص مهما كانت معرفتنا به سوانا فالمثل العربي يقول " من مامنه يؤتى الحذر"، ندلهم كيف يبوحون بما يتعرضون له من اذى من دون وجل او تردد، ونحن ايضا نعلم انفسنا كيف لا نترك ابنائنا مع الاخرين لاندري ما تحدثهم به عقولهم، نربي ابناءنا على ثقافة الوعي والفهم والفطنة، لا ان تكون قطعة حلوى او التذرع بمعرفة الاب او الام طريقا لجر الطفل نحو مصير الله اعلم كيف يكون؟! ليفترسه ذاك الوحش الادمي وتكتب نهاية تعيسة يذوق مرارتها ذوية مدى الحياة ... وساعتها لن ينفع الندم.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023