الإعلان عن استشهاد 5 شبان في مخيم نور شمس ما يرفع عدد الشهداء إلى 7 استشهاد ضابط إسعاف وإصابتان برصاص المستوطنين بقرية الساوية جنوب نابلس وزارة التنمية السياسية تحاور اعلاميين حول منظومة التحديث السياسي.. تقرير تلفزيوني وزير خارجية إيران: ما حدث بأصفهان "لم يكن هجوماً بل لعب أطفال" هكذا قتل الاحتلال آلاف الأجنة المجمدة في غزة قوات الاحتلال تعتقل (30) فلسطينيا من الضفة وارتفاع حصيلة المعتقلين إلى (8340) معتقلا بلدية "دير البلح": قوات الاحتلال تدمر أكبر مصنع للأدوية في قطاع غزة أفراح ال الخطيب والنعيرات مصدر مقرب من "حماس" ينفي تعرض الحركة لضغوط قطرية لمغادرة الدوحة نقيب تجار الحلي والمجوهرات للمواطنين: لا تؤجلوا شراء الذهب على امل انخفاض سعره.. فيديو يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة نابلس تشيّع جثماني الشهيدين بني فاضل وبني جامع 3 شهداء مع تواصل القصف المتبادل بين حزب الله و(إسرائيل) 10 شهداء في عدوان الاحتلال المتواصل في طولكرم الرئيس التركي يستقبل قيادات من حماس لبحث الأوضاع في غزة

القسم : بوابة الحقيقة
الجامعات وتهميش واقصاء الكفاءات الوطنية
نشر بتاريخ : 6/29/2020 4:28:54 PM
الدكتور عمر علي الخشمان

بقلم: الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان

 

جلالة الملك عبدالله الثاني منذ عهده المبارك الممتد بحفظ الله ورعايته يحرص كل الحرص على تكريس ثقافة الحوار الوطني والتواصل المباشر مع المواطنين ورفع القضايا التي تختلف حولها وجهات النظر والآراء وتتباين فيها الاجتهادات الى مستوى النقاش العام من خلال حوارات متعددة عبر عنها جلالة الملك عبدالله في الاوراق النقاشية التي طرحها جلالته للراي العام  جاءت هذه المشاركة من قبل جلالته وهو راس الدولة بحد ذاتها مبادرة غير مسبوقة على مستوى العالم.

 

حملت هذه الاوراق الملكية رؤى وتطلعات جلالة الملك وهي رؤية ثاقبة تدعمها ارادة سياسية جادة وقوية لدى صانع القرار الاول في البلاد لتعزيز وتعميق النهج الديمقراطي بطريقة علمية وغير تقليدية اسهاما من جلالته في دعم مسيرة الاصلاح الوطني التي رسمها للوطن من خلال وجود رؤية مستشرقة للمستقبل الديمقراطي الواعد وتتبلور من خلال التعامل مع الاحداث والمجريات والتغييرات المتسارعة على الساحة الاقليمية والدولية.

 

تزخر جامعاتنا الوطنية بالكثير من القيادات والكفاءات الاكاديمية المميزة على مستوى العالم وهذه الكفاءات لها القدر الكبير من الاحترام والتقدير والترحاب وقبول لدى اطياف المجتمع ولديها من الرؤية الاكاديمية والادارية لتطوير الجامعات وتعزيز برامجها على اسس علمية وبرامج اكاديمية وطنية مميزة يمتلكون من الخبرات والكفاءات مما يجعلهم يديرون الجامعات بكل مهنية وكفاءة واخلاص وعمل دؤوب ضمن خطط وبرامج اكاديمية قادرة على استيعاب التطوير والتكنولوجيا وتشكل طموحات الاردنيين وامالهم , بالإضافة الى حبهم وعشقهم لتراب هذا الوطن الغالي وانتمائهم لهذا الوطن وقيادته الهاشمية الحكيمة بكل صدق وامانة واخلاص بعيدا عن المصالح الشخصية, لقد عانى الكثير من  اصحاب التمييز والابداع من الكفاءات الوطنية الاكاديمية مر العيش والسهر والحرمان والجد والمثابرة للحصول على نتائج متقدمة بغية الحصول على درجات علمية واكاديمية متقدمة ومعرفة علمية وتمييز كل في  تخصصه , وجميعا ندرك مدى اصرار المواطن الاردني وحبة وشغفة للعلم والمعرفة والرفعة لاننا شعب متعلم نحب ونقدس العلم ونحترم العلماء واذكر هنا على سبيل المثال ان احد الزملاء المميزين وهو من ضمن افضل مائة باحث واكاديمي على مستوى الوطن وحصل على جوائز ومراكز علمية متقدمة انه حصل على قبول  لدراسة الدكتوراة في احدى الجامعات العالمية المرموقة ولكن الواسطة والمحسوبية والاقصاء المكاني حرمته الحصول على منحة دراسية وبسبب إصراره وحبة للعلم والمعرفة ورغم قسوة الحياه والظروف المادية الصعبة فقد اكمل دراسة الدكتوراة بتميز وكان الاول على دفعته وعمل في احدى الجامعات الوطنية وهو الان من اعلام الكفاءات الوطنية الاكاديمية التي يشار اليها بالبنان, امام هذا الظلم والحرمان والشعور بالاحباط لدى الكثير وكأنني في ضمير ووجدان كل قامة اكاديمية همشت وظلمت انهم يقولون" ان انجازاتنا وتميزنا وابداعنا وعشقنا لوطننا هو همنا الاول لاننا نقول للجميع باننا لا نعيش في الوطن بل الوطن يعيش فينا".

 

لقد ضرب الاقصاء والتهميش المتعمد للأسف الكثير من القامات الاكاديمية وهي سياسة اتبعتها بعض ادارة الجامعات لهذه الكفاءات الوطنية , الا يعقل ان يتم تكريم الكفاءات الوطنية لتميزها وحصولها على مراتب متقدمة وجوائز علمية وبحثية ويكون الكثير منهم رؤساء مجلات عالمية متخصصة  ومميزة في الدول المتقدمة وحاصلين على دعم لمشاريع في التعليم العالي وبكل اسف ومرارة لا تجد من يكرمهم او يقدر جهودهم لا وزارة التعليم العالي ولا جامعاتهم ولو بتكريم بسيط جدا لما قدموه من انجاز وتميز للوطن, بل يتبع معهم سياسة التهميش والاقصاء المتعمد من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتي يفترض انت تكون الراعية لأصحاب الكفاءات والقيادات الاكاديمية  وايضا هذا المشهد نراه بصورة واضحة من بعض ادارة الجامعات والتي يجب ان يكون من ضمن سياستها  ان تجعلهم في المقدمة وان تكون من ضمن برامجها سنويا  تكريم الباحثين  والحاصلين على جوائز  مواقع متقدمة في جامعات العالم من القامات الاكاديمية الوطنية المميزة  التي لها دور بارز في رفعة وتمييز جامعاتهم ولكن لا تعرفهم ولا تهتم بهم ولا بجوائزهم ولا بتميزهم. هل من الانصاف ان لا يحذى الكثير من الكفاءات الوطنية المميزة والتي تم تكريمها من المؤسسات التعليمية في العالم  برئاسة لجنة او عضو اي لجنة من لجان التعليم العالي التي وزعت اللجان فيها على اساس الشخوص وشبكة الاصدقاء والشركاء.  

 

اننا نرى ان بعض الادارات الجامعية باتت كل البعد عن التوجيهات الملكية والتي لخصها جلالته في أوراقه النقاشية  وخاصة الورقة النقاشية الخامسة والتي حملت عنوان سيادة القانون اساس الدولة المدنية وان سيادة القانون اساس الادارة الحصيفة, وكذلك الورقة السادسة والتي ركزت على سيادة القانون وتحديث الاجراءات وافساح المجال للقيادات الكفوة.  ولهذا فقد خسرت الجامعات الكثير من الكفاءات الوطنية نتيجة التهميش وعدم الاهتمام بعطائهم وتقدير جهودهم واعطائهم المكانة التي تليق بهم,  هنا يتساءل الكثير الى متى سيستمر سياسة التهميش واقصاء الكفاءات الوطنية وتعزيز الواسطات والمحسوبيات والاصدقاء والتعامل على اساس المناطقية, ان الاحساس بالظلم والقهر والاحباط يتسرب الى نفوس الكفاءات الوطنية التي ترى الكثير ممن يتسللون الى المواقع المتقدمة والعليا في الجامعات برغم عدم امتلاكهم لاي ميزة او اضافة نوعية عن زملائهم.

 

ان الكفاءات الوطنية الاكاديمية في الوطن الغالي  يثمنون حرص جلالته  على إيلاء قطاع التعليم العالي  كل الاهتمام والرعاية والدعم، إيمانا بأهمية الدور الذي تقوم به الجامعات في بناء جيل واعي مميز لدية الرغبة في التعلم والتطور ومواكبة العصر وان الاستثمار في مستقبل ابنائنا الطلبة عماد نهضتنا هو عنوان مرحلتنا القادمة.

 

على مكتب جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظة الله جميع الكفاءات الاكاديمية الوطنية تضع ما تعانيه من سياسة اقصاء وتهميش وابعاد متعمد للكفاءات الوطنية, وان بعض هذه الجامعات تدير شؤونها على بضعة شخوص وشبكة من المعارف والاصدقاء  لكننا في هذا الوقت بحاجة الى ضخ دماء جديدة من الكفاءات الاكاديمية لتدير شؤون الجامعات على اساس القيادة لا الادارة لاننا بحاجة الى قيادات وطنية قادرة على استيعاب وتترجم توجيهات وتطلعات جلالة الملك في ان الجامعات هي منارة علم ومعرفة وتميز وان الاستثمار في التعليم هو استثمار وطني  بكل توجهات المرحلة القادمة من تطوير وتكنولوجيا وتحديث وابداع وتميز.

 

اننا على ثقة بان جلالة الملك عبدالله الثاني حفظة الله راعي مسيرة العلم والعلماء والتعليم في الوطن الحبيب سيكون نصيرا لأصحاب الكفاءات الوطنية وان ينصفهم من مسلسل التهميش والاقصاء الذي اصبح يشكل مصدر قلق وشعور بالظلم وعدم العدالة والانصاف من قبل بعض ادارة الجامعات.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023