القسم : بوابة الحقيقة
وحدةُ جبهتنا الداخلية ومتانتها؛ ردّنا على صفعة العصر..
نشر بتاريخ : 2/10/2020 12:04:03 PM
الأستاذ الدكتور صلحي الشحاتيت

يُفاجئني منْ لا يدرك متانة وحصانة جبهتنا الداخلية، فهي صامدة، مترابطة، ومتراصة، فلم يفت في عضدها أيّ إفتراء، فهو الأردن بكل أطيافه؛ في الملمّات يسطع بريق معدنهم، كيف لا ونحن نلتفُّ خلف شبلٍ هاشميّ، أخذ على نفسه إعلاء الحق وصون الكرامة.

 

جاؤوا بصفقة؛ وكان رد جلالته كالصفعة التي تأتي على حين غِرّة، فموقف جلالته الثابت والشجاع تجاه الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتمسكه بحل الدولتين التي تقوم على أساس دولة فلسطينية مستقلة تشمل جميع الأراضي المحتلة منذ عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية، ناهيك عن إصراره في سبيل الحفاظ على المقدسات الإسلامية والمسيحية والوصاية عليها، هذا الموقف لم يكن وليد اللحظة، فرفض جلالته لصفقة القرن سبق وأُعلن عنه منذ اللحظة الأولى التي صدح فيها خبر هذه الصفقة، ففي كل لقاءات جلالته مع أبناء الشعب، وفي جميع زياراته للعواصم العالمية، وأمام البرلمان الأوروبي مؤخراً، أعلن جلالته عن اللاءات الثلاثة؛ «كلا للتنازل عن القدس المحتلة، كلا للوطن البديل، كلا للتوطين»، وهذه إشارة واضحة لأي محاولة للتشكيك أو التأويل الذي يتعرض له الأردن في ظل ما ينتج عن هذه الصفقة.

 

صفقة القرن ليست وليدة سنة أو ثلاثة، بل هي وليدة منذ نشوء الكيان الصهيوني، ونحن في غفلة، وما لا نعرفه أنّ سياسة كل الرؤوساء المتعاقبين في امريكا كانت تصبّ في مصلحة هذه الصفقة، وكانوا يعدون العدّة، ويمهدون للوصول إلى ما وصل إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم، لكن ما لا يعرفوه أن هذه الصفقة فاشلة، لأن القضية التي تستهدفها ليس لها ثمن مادي، ولا تباع ولا تشترى.

 

ونحن في ظل هذه الظروف الحساسة، لا بد لنا من تعظيم منسوب الثقة المطلقة بحكمة القيادة الهاشمية في قيادة الدولة الأردنية والتي عبرت بها في مختلف المحن والخطوب نحو بر الأمن والأمان، مع التأكيد على ضرورة التفافنا حول قيادتنا الهاشمية؛ التفاف السوار بالمعصم، لمواجهة كل التحديات والضغوطات التي يتعرض لها الأردن مع كل الاتجاهات نتيجة لهذه الصفقة، فنحن نتعرض لضغوطات من الجانب الأمريكي من جهة، ومن بعض الدول العربية من جهة أخرى، وكما قال جلالته بأن سلاحه الوحيد هو «توحُّد الأردنيين».

 

«أملي بالله، الذي ادعوه أن يجعل لنا من عبدالله الإبن العربَّي الحق، الذي يحيا لأسمه وينشأ مع ما يتفق وتقاليد أسرتنا الهاشمية في خدمة أمتنا»، هذا ما ختم به المغفور له بإذن الله صاحب الجلالة الملك الحسين بن طلال المعظم كتابه: «قصة حياتي»، والتي قالت عنها الصحف العالمية: إنها أروع قصة حياة تُنشر في العالم، وأدعاها إلى إثارة النفس تقديراً وإعجاباً !وها هو جلالته يسير على خطى والده الحسين بن طلال في خدمة الأمة، فموقف جلالته من صفقة القرن ومن ورائه الشعب سيسطّر بماء الذهب، وسيذكر التاريخ يا سيدي أنك وقفت لوحدك أمام العاصفة.

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023