نقيب تجار الحلي والمجوهرات للمواطنين: لا تؤجلوا شراء الذهب على امل انخفاض سعره.. فيديو يونيسف: إصابة نحو 12 ألف طفل منذ بداية الحرب على غزة نابلس تشيّع جثماني الشهيدين بني فاضل وبني جامع 3 شهداء مع تواصل القصف المتبادل بين حزب الله و(إسرائيل) 10 شهداء في عدوان الاحتلال المتواصل في طولكرم الرئيس التركي يستقبل قيادات من حماس لبحث الأوضاع في غزة تحذير لمزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية واشنطن توافق على طلب النيجر بسحب قواتها من أراضيها الاحتلال يدمر أكبر مصنع للأدوية في قطاع غزة مجلس الشيوخ الأمريكي يصادق على تجديد العمل بقانون المراقبة والتجسس ريم البغدادي رئيسة لملتقى سيدات الأعمال للمرة الثانية الكرملين: القوات الأوكرانية تستهدف الصحفيين الروس عمدًا الاحتلال يواصل منع دخول غاز الطهي إلى غزة دائرة الأراضي: توقف استقبال طلبات البيع يدويا في العاصمة اعتبارا من الاحد الوزير الهناندة يتابع برنامج الترميز الرقمي في مدرسة المصطبة الثانوية المختلطة

القسم : مقالات مختاره
الدولة المدنية
نشر بتاريخ : 10/27/2016 11:54:25 AM
د. فايز الربيع
د. فايز الربيع

يعتبر البعض أن الدولة المدنية هي نتائج الفكر العلماني الذي يفصل بين الدين و السياسة - و أكد البعض ان العلمانية هي حياد الدولة حيال الدين - واعتبر مصطلح الدولة المدنية دولة مؤسسات تقوم على الفصل بين الدولة والسياسة - محافظة على اعضاء المجتمع بغض النظر عن القومية و الدين و الجنس و الفكر - و هي تتضمن حقوق و حريات جميع المواطنين باعتبارها روح مواطنة - تقوم على قاعدة المساواة في الحقوق والواجبات - و هي في نظرهم دولة القانون والدستور المستمدان من التجارب الانسانية لتنظيم حياة المجتمع بحيث تتكون سلطات ثلاث - التنفيذية والتشريعية والقضائية مع عدم تداخل هذه السلطات وتكاملها وتتوفر في المجتمع قاعدة الحرية واحترام الآخر - ومرجعية الدولة هي ارادة الناس و فكرهم - باعتبار ارادة الناس مصدر السلطات - والعلمانية كما هو واقع تقر بحرية الاديان و العقائد وتحترم خصوصية الناس في اديانهم.

ان الموقف من الدولة المدنية يمكن ان يلخص في اتجاهات عدة - القبول المطلق كما جاء من الغرب وفئة قبلت هذا اللفظ و لم تصل به الى غايته - وفئة وصلت به الى غايته - باعتبار الدول تقوم على تعدد الاديان وسيادة القانون - وأخيرا ً من قال ان الدولة المدنية تراعي الاطياف الفكرية و الثقافية داخل محيط لا سيطرة فيه على احد - وتجري السياسة على اساس المصلحة و التشريع و تعبر عن شرائع الأمة - ويؤكدون ان العلمانية تعني ( الدنيوي ) - وما ينتمي الى عالم الارض وليس الى السماء.

ينادي البعض بالدولة المدنية لأننا لا نجد في ظلالها اي تطرف - وهي تنظيم لحياة البشر من خلال التعايش السلمي المتشرك هي الدولة التي تبعد المقدس عن متاهات السياسة - حكومتها لا تدعي انها ظل الله في الأرض - إذن هي صناعة عقل بشري - يقر القوانين من خلال مجالس منتخبه تؤكد التعددية - هي جهد بشري - وهي نموذج الديموقراطيات الغربية بكل اشكالها.

ولكن ما علاقة ذلك بالبعد الاسلامي تحديدا، اي ما علاقة الدين بالسياسة ؛ هي ليست الفصل المطلق - ولا التماهي المطلق فالدين حاضر كموجه و روح دافعة و قوة للامة - لكن الممارسة السياسية ممارسة بشرية نسبية قابلة للخطأ - لا ينبغي إضفاء طابع القداسة عليها و من هنا لا مجال في هذا الفهم لأي صورة من صور نظرية الحكم الإلهي أو ما يعرف بالـثـيـوقراطية و إذا كانت هناك قواعد عامة تؤطر لهذه المفاهيم فإن القوانين تصوغ نصوصا ً تفصيلية - و تطبيق القانون من صلاحيات السلطة التنفيذية و لا يجوز للأفراد أن يباشروه - إن العلاقة بين الدين و الدولة في الإسلام ليست علاقة توحد ولا فصل - هي علاقة الفروع بالاصول و الأركان و المقاصد. لقد كان الرسول صل الله عليه و سلم في الرسالة مبلغ وفي الامامة منشئ - ورأس الدولة بشر مجتهد.

لقد نصت وثيقة المدنية على عدم حصر المواطنة فقط في المسلمين و حددت لكل مواطن بغض النظر عن دينه حقوق و واجبات و حددت حدود الدولة لهذه الحقوق و الواجبات.

ان ضرورة الدولة للمجتمع اساسية - و هي من جنس المجتمع - والدولة اجتهاد بشري لا يحتكر التفكير لها ولا تنفيذ دستورها جماعة او فئة - هي حق لكل من هو قادر عليها ليست دولة حزب او جماعة مهما كبرت والحاكم غير معصوم و الامة مصدر تقنين النصوص بما لا نص فيه و قد رفض الامام مالك ان يكون الموطأ هو وحده قانون قضاء الدولة.

ان الاختلاف سنة كونية - فإذا كان الاختلاف في أمر العقيدة مقبول فالإختلاف في شأن الدنيا أكثر قبولا ً - إن تأكيد قيمة الحرية و القبول بحق الاختلاف و التعددية و العدالة و التسامح و النظام و روح العمل الجماعي و التناصر في مقاومة الظلم و الجور و حب الحقيقة و احترام ارادة الأمة و مصلحة الجماعة و تداول السلطة و التمسك بالسلم و التعاون كلها مساحات تلتقي فيها الدولة المدنية مع النظرة الاسلامية، و قديما غير الرسول صلى الله عليه و سلم أسم يثرب الى المدينة تأكيدا ً على النقلة الجديدة للأمة الإسلامية كحالة في مواجهه البداوة في أول نظام سياسي مستقر أقيم في المدينة المنورة له أركان الدولة - وللحديث بقية.

عن الرأي

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023