عودة السعودية إلى القائمة - 38 مليارديرا عربيًا في قائمة فوربس 2025 الصفدي يبحث جهود التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة الإخبارية السورية: غارة "إسرائيلية" على مبنى البحوث العلمية في حي مساكن برزة بدمشق بوليتيكو: ترمب يبلغ مقربين بخروج ماسك من الحكومة نتنياهو يعلن السيطرة على محور موراغ: تداعيات وتغييرات استراتيجية في غزة البرلمان العربي: اقتحام وزير الأمن القومي "الإسرائيلي" للأقصى استفزاز للمسلمين وزيرة التنمية تبحث تعزيز التعاون الاجتماعي مع المغرب والبحرين تركيا تندد بدعوات المعارضة إلى مقاطعة تجارية جماعية ليوم واحد عدد القتلى الناجم عن زلزال ميانمار يتجاوز 3 آلاف شخص تعيين أحمد يعقوب حكما لقمة الفيصلي والحسين إربد بدوري المحترفين الملك يجتمع بممثلي مؤسسات اقتصادية حكومية وشركات ألمانية حلف الناتو: العلاقة مع سوريا ستعتمد على تقديم الحكومة الجديدة "إصلاحات شاملة" بثلاث كلمات.. بنزيما يلخص فرحة الاتحاد ببلوغ نهائي كأس السعودية الأردن يدين استهداف الاحتلال عيادة تابعة للأنروا في مخيم جباليا الملك يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الإيراني

القسم : بوابة الحقيقة
ليفهم دعاة "صفقة القرن" أنه لا بديل عن الحرية
نشر بتاريخ : 4/22/2019 4:59:34 PM
د. مصطفى البرغوثي

 بقلم د. مصطفى البرغوثي*

 

يخطىء نتنياهو وفريق ترامب الذي يعمل بإرشاداته إن ظنوا أن طرح ما يسمى بصفقة القرن سيضعف إرادة الشعب الفلسطيني، أو إصراره، على نيل الحرية الكاملة من نظام الاحتلال ومنظومة الأبرتهايد العنصرية.

 

أولا لأنه ما من شعب يمكن أن يقبل بإرادته العبودية لنظام قهر وإضطهاد عنصري.

 

وثانيا لأنهم لن يجدوا أي فلسطيني يتمتع بحد أدنى من المصداقية يمكن أن يقبل أطروحاتهم، وإن وجدوا شخصا كهذا فلن يكون في نظر شعبه سوى خائن لقضيته.

 

وثالثا، إن من همسوا في آذانهم بإستعدادهم للتطبيع مع إسرائيل وهي تقهر الشعب الفلسطيني، لن يستطيعوا أن يواجهوا شعوبهم، أو يرضخوها لمخططاتهم.

 

ورابعا، لأن أفكار هذه الصفقة معزولة عالميا، فهي مرفوضة من الغالبية الساحقة من المجتمع الدولي، ومن دول كبرى كروسيا، والصين، وغالبية دول الإتحاد الأوروبي.

 

فلماذا إذن تتواصل الإعلانات عن قرب طرح صفقة القرن رغم وضوح المؤشرات بأنها ستفشل؟

 

التفسير المنطقي هو أن "صفقة القرن" ليست مشروعا للحل ولا مدخلا للتفاوض.

 

بل هي وسيلة لتحقيق هدفين.

 

 الأول: تغيير المواقف الرسمية المعلنة للإدارة الأميركية، والتي وإن كانت دوما منحازة لإسرائيل فإنها لم تتجرأ حتى الآن على خرق القانون الدولي السائد بالاعتراف بضم أراض محتلة بالقوة، أو تقديم الغطاء لإنشاء وضم مستعمرات استيطانية مخالفة لقرارات الأمم المتحدة، بما فيها مجلس الأمن، وبصفقة القرن فإن إدارة ترمب تعلن انحياز الولايات المتحدة الكامل للعنصرية الصهيونية المتطرفة، وتشاركها في خرق القانون الدولي .

 

أما الهدف الثاني فهو استخدام هذه "الصفقة" كغطاء لاستفحال عملية الضم والتهويد والإستعمار الإستيطاني الذي تمارسه الحركة الصهيونية وحكومة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني .

 

وبالإضافة لذلك يعتقد بعض الواهمين أن الإعلان عن "صفقة القرن"سيمثل وسيلة ضغط إضافية  على أطراف عربية لتقبل بالتطبيع مع منظومة الاحتلال والأبرتهايد العنصرية، على أمل ان تتجرأ هذه الأطراف وتخالف مشاعر، وآمال، وتاريخ شعوبها.

 

ما جرى في الأسبوعين الأخيرين في الجزائر والسودان، وما يجري، ربما يشكل خير رد على أوهام " صفقة القرن"، فبغض النظر عن اختلاف الظروف بين البلدين، فإنهما يشهدان ثورتين شعبيتين حقيقتين يتصدرها جيل الشباب الباسل والجريء .

 

ثورتان تطالبان بالديمقراطية الحقيقية، ويحق الشعب في اختيار وانتخاب قادته،  وبحكم مدني يستند لإدارة الشعب لا لبنادق العسكر، وسراديب التحقيق، ثورتان تعيدان للإنسان العربي الشعور بالكرامة، وبقدرته على أن يصنع ما صنعته شعوب كثيرة في العالم بتحقيق الحرية والديمقراطية.

 

كثيرون ظنوا، ومن بينهم نتنياهو، أن من الممكن إخضاع الشعوب بالقوة والبطش والتنكيل، وأن من الممكن إخضاع الشعوب لإتفاقيات جائرة تفرض على حفنة من قادتها وبمعزل عن إرادة هذه الشعوب.

 

وكثيرون ظنوا أن رياح الديمقراطية، والتغيير، وآمال الشباب قد إنطفأت في العالم العربي الممزق بصراعاته وخلافات حكامه.

 

لكن الحقيقة وإرادة التغيير تكرر عودتها، وفي كل مرة تفاجىء أولئك المراقبين الذين لا تسمح لهم عنصريتهم بقبول العرب والفلسطينيين كشركاء للإنسانية في طموحاتها لقيم الحرية والكرامة والديمقراطية الحقيقية.

 

يستطيع غرينبلات أن يشدو كما يريد في مدح خطته لتصفية حقوق الشعب الفلسطيني، لكن الجواب يأتيه من الخرطوم والجزائر، وسيسمعه مدويا في فلسطين.

 

*الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023