مئات المستعمرين يقتحمون الأقصى بالتزامن مع “عيد الفصح” اليهودي الأردن يسير قافلة مساعدات جديدة إلى غزة مكونة من 115 شاحنة 114 دعوى سُجلت لدى وحدة سلطة الأجور في وزارة العمل في الربع الأول من 2024 شهيد في رام الله واقتحامات جديدة في الضفة الغربية الحرارة أعلى من معدلاتها بـ 12 درجة اليوم غضب وعمليات توقيف في جامعات أميركية على وقع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين الصين تحذر من أن الدعم العسكري الأميركي لتايوان يزيد من "خطر حصول نزاع" نحو 282 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في 2023 باريس سان جيرمان يهزم لوريان ويضع قدما على منصة التتويج الأحلام تتبدد.. ليفربول يتعرض لهزيمة ثقيلة أمام جاره اللدود إيفرتون وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الخميس 25 -4 -2024 اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات الجامعة العربية تدعو العالم للاعتراف بدولة فلسطين لإنقاذ فرص السلام روسيا تمنع تمرير مشروع قرار أمريكي في مجلس الأمن الدولي حول عدم نشر الأسلحة النووية في الفضاء القسام: استدرجنا قوتين صهيونيتين واوقعناهم بكميني ألغام

القسم : بوابة الحقيقة
مصلى الرحمة وقوة المقاومة الشعبية
نشر بتاريخ : 3/6/2019 3:16:30 PM
د. مصطفى البرغوثي

بقلم: د. مصطفى البرغوثي*

 

أتيح لنا اليوم الجمعة الماضي أن نصل، رغم العقبات والمنع،إلى القدس ، وأن نشارك جموع المصلين في المسجد الأقصى أداء صلاة الجمعة في مصلى الرحمة، الذي تم إعادة فتحه والحفاظ عليه مفتوحا بإرادة ونضال وصلابة المناضلين المقدسيين الذين قدموا مرة أخرى، بعد هبة تموز عام 2017، نموذجا يقتدى به في المقاومة الشعبية القادرة على تحدي إجراءات الاحتلال المجحفة وعلى فرض الأمر الواقع الفلسطيني .

 

مصلى الرحمة ، ليس مجرد باب فتح، بل هو حيز كبير وجزء مكون من أجزاء المسجد الأقصى، تنتصب في داخله أعمدة تاريخيه بالغة العراقة ويلتصق حائطه الخارجي ببابي الرحمة والتوبة وتحيط به مساحات واسعة من الحرم الشريف.

 

وقد مثل الفعل الشعبي بإعادة أداء  الصلاة فيه وفي  باحته عملا وطنيا بامتياز لأنه إستبق مخططات استعمارية استيطانية خطيرة للاستيلاء عليه و تحويله الى فناء لبناء هيكل مزعوم.

 

وما أثبتته أحداث مصلى وباب الرحمة، مرة أخرى ، أن أبناء وبنات شعبنا المقدسيين عصيين على الاحتلال وقمعه، بل أنهم يتفوقون كل مرة  في القدرة على  التكاتف، والوحدة، والعطاء التطوعي بلا حدود، ودون انتظار لمكافآت من أحد.

 

وهم يشعرونا بالفخر كفلسطينيين، استطاعوا أن يحموا المسجد الأقصى، وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، رغم تقصير كثيرين ممن يملكون الجيوش والأموال والقدرات.

 

وفي المحصلة فإن أهل القدس برهنوا بالأفعال على قوة فكرة وأداء المقاومة الشعبية الأصلية.

 

الوقاحة بلا حدود

 

لم افهم معنى كلمة " خوتسبا" العبرية، حتى شرحها أحدهم لي برواية قصة رجل أقدم على قتل أبيه وأمه للاستيلاء على أموالهم، فحكم عليه بالإعدام وعندما سأله القاضي إن كان لديه كلمة أخيرة، أجاب أنه يطلب الرحمة، فسأله القاضي على أي أساس، فأجاب على أساس أنه يتيم الأبوين .

 

وهكذا فهمت معنى الخوتسبا التي تنطبق على تصرف هذا القاتل ، بمعنى أنها الوقاحة مفرطة الجرأة بلا حدود.

 

غير أنني فهمت الخوتسبا بصورة أفضل عندما بدأ حكام إسرائيل وأعوانهم الحملة الإعلامية الهوجاء، والتي أتبعت بإجراءات قرصنة مالية، ضد الأسرى البواسل وعائلات الشهداء ضحايا القتل والقمع الإسرائيلي .

 

هؤلاء المناضلين الأسرى ، وهؤلاء الشهداء الأكارم، كانوا ضحايا إحتلال غير قانوني وغير شرعي في كل الأعراف ، وبعضهم أحرق حيا أو قتل بدم بارد على يد مستعمرين مستوطنين، أو برصاص جنود الإحتلال، وبعضهم مثل رزان النجار إستشهد على يد القناصة الإسرائيليين وهم يسعفون الجرحى أو يقومون بواجبهم الصحفي.

 

وعدد كبير من الأسرى أعتقل ويعتقل دون تهم، ودون محاكمة، في اطار ما يسمى "الاعتقال الإداري".

 

و أولئك الذين كافحوا منهم دفاعا عن حقهم وحقوق شعبهم  يُسمون  في القاموس الإنساني المعاصر" مقاتلو الحرية" ويمجدون في كل مكان إلا في فلسطين التي لا يتورع حكام إسرائيل، ومن يساندهم بلا حياء في مجلس الشيوخ الأميركي ، عن وصف كل نضال فلسطيني حتى لو إستخدم أكثر الأشكال سلمية بالإرهاب والتحريض واللاسامية.

 

أن يصبح المحتل والقاتل بريئا ومحميا، ويصبح من يدافع عن نفسه متهما و ملاحقا، هذه هي الخوتسبا، وهذه هي أقصى درجات الوقاحة.

 

أما أن تستولي حكومة إسرائيل بالقرصنة واللصوصية على الأموال التي يدفعها شعبنا الرازح تحت الاحتلال كضرائب تقتطع من عرق جبيننا ورزق أطفالنا، بحجة محاصرة مخصصات الأسرى وعائلات الشهداء فتلك وقاحة لم يسجل لها مثيل.

 

ما لا يعرفه المحتلون، مثل كل المستعمرين في كل العصور، أنه ما من إجراء قمعي وما من فعل إنتقامي، استطاع أو يستطيع منع شعب من احتضان ورعاية أسراه وعائلات شهدائه، حتى لو جاع من أجل أن يطعمهم.

 

*الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023