إعلام عبري: مقتل 3 جنود وإصابة 2 في استهداف سيارة عسكرية في جباليا زراعة جرش تطلق المدرسة الحقلية الرابعة بكفرخل كلية التمريض في جامعة جرش تحتفل بأداء قسم المهنة لطلبتها المتوقع تخرجهم تدريبات "النشامى" دون إنارة في مسقط قبل المواجهة الحاسمة أمام عٌمان رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خاروف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر

القسم : بوابة الحقيقة
مصلى الرحمة وقوة المقاومة الشعبية
نشر بتاريخ : 3/6/2019 3:16:30 PM
د. مصطفى البرغوثي

بقلم: د. مصطفى البرغوثي*

 

أتيح لنا اليوم الجمعة الماضي أن نصل، رغم العقبات والمنع،إلى القدس ، وأن نشارك جموع المصلين في المسجد الأقصى أداء صلاة الجمعة في مصلى الرحمة، الذي تم إعادة فتحه والحفاظ عليه مفتوحا بإرادة ونضال وصلابة المناضلين المقدسيين الذين قدموا مرة أخرى، بعد هبة تموز عام 2017، نموذجا يقتدى به في المقاومة الشعبية القادرة على تحدي إجراءات الاحتلال المجحفة وعلى فرض الأمر الواقع الفلسطيني .

 

مصلى الرحمة ، ليس مجرد باب فتح، بل هو حيز كبير وجزء مكون من أجزاء المسجد الأقصى، تنتصب في داخله أعمدة تاريخيه بالغة العراقة ويلتصق حائطه الخارجي ببابي الرحمة والتوبة وتحيط به مساحات واسعة من الحرم الشريف.

 

وقد مثل الفعل الشعبي بإعادة أداء  الصلاة فيه وفي  باحته عملا وطنيا بامتياز لأنه إستبق مخططات استعمارية استيطانية خطيرة للاستيلاء عليه و تحويله الى فناء لبناء هيكل مزعوم.

 

وما أثبتته أحداث مصلى وباب الرحمة، مرة أخرى ، أن أبناء وبنات شعبنا المقدسيين عصيين على الاحتلال وقمعه، بل أنهم يتفوقون كل مرة  في القدرة على  التكاتف، والوحدة، والعطاء التطوعي بلا حدود، ودون انتظار لمكافآت من أحد.

 

وهم يشعرونا بالفخر كفلسطينيين، استطاعوا أن يحموا المسجد الأقصى، وكل المقدسات الإسلامية والمسيحية، رغم تقصير كثيرين ممن يملكون الجيوش والأموال والقدرات.

 

وفي المحصلة فإن أهل القدس برهنوا بالأفعال على قوة فكرة وأداء المقاومة الشعبية الأصلية.

 

الوقاحة بلا حدود

 

لم افهم معنى كلمة " خوتسبا" العبرية، حتى شرحها أحدهم لي برواية قصة رجل أقدم على قتل أبيه وأمه للاستيلاء على أموالهم، فحكم عليه بالإعدام وعندما سأله القاضي إن كان لديه كلمة أخيرة، أجاب أنه يطلب الرحمة، فسأله القاضي على أي أساس، فأجاب على أساس أنه يتيم الأبوين .

 

وهكذا فهمت معنى الخوتسبا التي تنطبق على تصرف هذا القاتل ، بمعنى أنها الوقاحة مفرطة الجرأة بلا حدود.

 

غير أنني فهمت الخوتسبا بصورة أفضل عندما بدأ حكام إسرائيل وأعوانهم الحملة الإعلامية الهوجاء، والتي أتبعت بإجراءات قرصنة مالية، ضد الأسرى البواسل وعائلات الشهداء ضحايا القتل والقمع الإسرائيلي .

 

هؤلاء المناضلين الأسرى ، وهؤلاء الشهداء الأكارم، كانوا ضحايا إحتلال غير قانوني وغير شرعي في كل الأعراف ، وبعضهم أحرق حيا أو قتل بدم بارد على يد مستعمرين مستوطنين، أو برصاص جنود الإحتلال، وبعضهم مثل رزان النجار إستشهد على يد القناصة الإسرائيليين وهم يسعفون الجرحى أو يقومون بواجبهم الصحفي.

 

وعدد كبير من الأسرى أعتقل ويعتقل دون تهم، ودون محاكمة، في اطار ما يسمى "الاعتقال الإداري".

 

و أولئك الذين كافحوا منهم دفاعا عن حقهم وحقوق شعبهم  يُسمون  في القاموس الإنساني المعاصر" مقاتلو الحرية" ويمجدون في كل مكان إلا في فلسطين التي لا يتورع حكام إسرائيل، ومن يساندهم بلا حياء في مجلس الشيوخ الأميركي ، عن وصف كل نضال فلسطيني حتى لو إستخدم أكثر الأشكال سلمية بالإرهاب والتحريض واللاسامية.

 

أن يصبح المحتل والقاتل بريئا ومحميا، ويصبح من يدافع عن نفسه متهما و ملاحقا، هذه هي الخوتسبا، وهذه هي أقصى درجات الوقاحة.

 

أما أن تستولي حكومة إسرائيل بالقرصنة واللصوصية على الأموال التي يدفعها شعبنا الرازح تحت الاحتلال كضرائب تقتطع من عرق جبيننا ورزق أطفالنا، بحجة محاصرة مخصصات الأسرى وعائلات الشهداء فتلك وقاحة لم يسجل لها مثيل.

 

ما لا يعرفه المحتلون، مثل كل المستعمرين في كل العصور، أنه ما من إجراء قمعي وما من فعل إنتقامي، استطاع أو يستطيع منع شعب من احتضان ورعاية أسراه وعائلات شهدائه، حتى لو جاع من أجل أن يطعمهم.

 

*الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

 

 

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023