عودة السعودية إلى القائمة - 38 مليارديرا عربيًا في قائمة فوربس 2025 الصفدي يبحث جهود التوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة الإخبارية السورية: غارة "إسرائيلية" على مبنى البحوث العلمية في حي مساكن برزة بدمشق بوليتيكو: ترمب يبلغ مقربين بخروج ماسك من الحكومة نتنياهو يعلن السيطرة على محور موراغ: تداعيات وتغييرات استراتيجية في غزة البرلمان العربي: اقتحام وزير الأمن القومي "الإسرائيلي" للأقصى استفزاز للمسلمين وزيرة التنمية تبحث تعزيز التعاون الاجتماعي مع المغرب والبحرين تركيا تندد بدعوات المعارضة إلى مقاطعة تجارية جماعية ليوم واحد عدد القتلى الناجم عن زلزال ميانمار يتجاوز 3 آلاف شخص تعيين أحمد يعقوب حكما لقمة الفيصلي والحسين إربد بدوري المحترفين الملك يجتمع بممثلي مؤسسات اقتصادية حكومية وشركات ألمانية حلف الناتو: العلاقة مع سوريا ستعتمد على تقديم الحكومة الجديدة "إصلاحات شاملة" بثلاث كلمات.. بنزيما يلخص فرحة الاتحاد ببلوغ نهائي كأس السعودية الأردن يدين استهداف الاحتلال عيادة تابعة للأنروا في مخيم جباليا الملك يتلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الإيراني

القسم : بوابة الحقيقة
الإنقسام لن يقودنا إلا إلى الهاوية
نشر بتاريخ : 1/29/2019 6:50:59 PM
د. مصطفى البرغوثي

بقلم: د. مصطفى البرغوثي*

 

رغم كثرة ما قيل في وصف مخاطر ومساويء الإنقسام الداخلي الفلسطيني،  لعل من المفيد التذكير ببعض الحقائق التي تقف جلية أمام عيوننا، ومع ذلك يجري تجاهلها في خضم المناوشات والصراعات الداخلية.

 

الحقيقة الأولى، أن هناك إختلالا خطيرا في ميزان القوى بيننا وبين الحركة الصهيونية وحكام إسرائيل، يستغلونه لتنفيذ مخططاتهم على أرض الواقع بوقاحة، وشراسة غير مسبوقة، مستفيدين من عوامل محلية وإقليمية ودولية.

 

وما من مدخل لتفعيل عناصر القوة الفلسطينية في مواجهة هذا الإختلال، سوى إنهاء الإنقسام وتوحيد الصف الوطني.

 

الحقيقة الثانية، أن الشعب الفلسطيني لم يمر منذ نكبة عام 1948 بظرف أخطر مما يمر به اليوم وعنوانه محاولة تصفية عناصر القضية الفلسطينية من القدس إلى حقوق اللاجئين، إلى حقنا في تقرير المصير وإقامة دولة حرة مستقلة ذات سيادة.

 

الحقيقة الثالثة، أن الفشل الرئيسي للحركة الصهيونية ، والنجاح الأهم للشعب الفلسطيني وهو صموده على أرض وطنه، مهدد اليوم بسبب الإنفصال القائم بين غزة والضفة، والعزل القسري لمدينة القدس .

 

الحقيقة الرابعة ، أن الإحتلال والتطهير العرقي الذي مورس سابقا في عام 1948 ، قد تحول بشكل كامل ألى منظومة أبرتهايد عنصرية كولونيالية إحلالية تشمل كل مكونات الشعب الفلسطيني في الداخل والأراضي المحتلة والخارج، وهي منظومة لا يمكن مواجهتها وإسقاطها إلا بإعادة توحيد مكونات الشعب الفلسطيني الثلاثة.

 

الحقيقة الخامسة، أن حق الشعب الفلسطيني في تمثيل نفسه والذي إنتزعه عبر تضحيات باهظة منذ إنطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة ، مرورا بالإنتفاضة الشعبية الباسلة، والذي يتجسد في الإعتراف العربي والعالمي بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل للفلسطينيين، مهدد اليوم بسبب الإنقسام، وبسبب المؤمرات الخارجية وعلى رأسها ما يسمى بصفقة القرن، التي تسعى لإستغلال الإنقسام لسلب الفلسطينين حق تمثيل قضيتهم وأنفسهم.

 

الحقيقة السادسة، أن اي عملية ديموقراطية ، بما قيها الإنتخابات الديموقراطية الشاملة التي حان أوانها منذ زمن بعيد، لن تكتمل وتحقق أهدافها وشرعيتها الكاملة دون مشاركة جميع القوى الفلسطينية، ودون ضمان إجراءها في الضفة بما فيها القدس وقطاع غزة وحيثما أمكن في الخارج.

 

الحقيقة السابعة، أن أصدقاء وأنصار شعبنا على الصعيد الدولي يشعرون بقلق لا مثيل له، وبإرتباك محرج ، بسبب تفاقم حالة الإنقسام الداخلي، ويكررون بألم عميق وإستياء غير مسبوق، أنهم عاجزون عن فهم إستمرار حالة الإنقسام أو في تبرير فشل الفلسطينيين في توحيد أنفسهم، حتى الآن، في ظل كل المخاطر التي ذكرناها سابقا.

 

وهذا ما يجب فهمه بدقة في تفسير المبادرة الروسية بدعوة القوى الفلسطينية إلى موسكو للبحث في إنهاء الإنقسام وتحقيق الوحدة، وهي مبادرة يجب الإستفادة منها لإجتياز إمتحان الخروج من نفق الإنقسام، مع ادراك أن فشلا جديدا في انحاز الوحدةخلال ذلك الإجتماع ستكون له نتائج وخيمة و خطيرة..

 

الحقيقة الثامنة، أن الوحدة لن تتحقق إلا بقبول مبدأي المشاركة وحق الشعب في الممارسة الديموقراطية، ولن تتجسد إلا بتغليب المصالح الوطنية على المصالح الفصائلية، الحزبية، والذاتية، والفردية.

 

لن يقودنا الإنقسام إلا إلى الهاوية ، ولن ينقذنا منها إلا الإيمان المخلص بالوحدة الوطنية في مواجهة أعداء قضيتنا.

*الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023