زراعة جرش تطلق المدرسة الحقلية الرابعة بعنوان تغذية المجترات والخلطات العلفية في كفرخل كلية التمريض في جامعة جرش تحتفل بأداء قسم المهنة لطلبتها المتوقع تخرجهم تدريبات "النشامى" دون إنارة في مسقط قبل المواجهة الحاسمة أمام عٌمان رونالدو يوجه رسالة تهنئة لنجوم بلاده مندوبا عن الملك وولي العهد...العيسوي يعزي آل خزنة كاتبي الف مبروك لـ احمد ابو الهيجاء ومحمد ابو خاروف ولي العهد لخريجي الكلية الجوية: بكم ستزهو سماء الأردن الغالي القضاة ينفي حضوره غداء الاوقاف بمكة الذي انسحبت منه البعثة الاعلامية مجهول يضع حفاضة طفل على رأس رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في مقهى الحملة الأردنية و"الخيرية الهاشمية" توزعان وجبات في محافظات غزة انتهاء المحادثات الروسية الأوكرانية في إسطنبول إذاعة "يوم القيامة" تخرج إلى الأثير برسائل غامضة! منحة للموظفين السوريين بقيمة 500 ألف ليرة بمناسبة عيد الأضحى الملك يتقبل أوراق اعتماد عدد من السفراء في قصر بسمان الزاهر ولي العهد يرعى حفل تخريج دورة مرشحي الطيران/54 في كلية الملك الحسين الجوية

القسم : بوابة الحقيقة
الوقاحة المزدوجة
نشر بتاريخ : 12/9/2018 2:22:56 PM
د. مصطفى البرغوثي

بقلم: د. مصطفى البرغوثي*

 

لم تكتف الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية بإرسال جواسيسها إلى قطاع غزة،بهدف تركيب وصيانة أجهزة تصنت وتجسس على أبناء شعبناهناك،وهم ينتحلون هويات مزورة بأسماء مواطنيين من غزة،بل إنحدرت إلى الحضيض من خلال إستخدام أنبل مهنة إنسانية، وهي مهنة الطب،كغطاء من خلال الإدعاء بأن جواسيسها أطباء وممرضون موجودون في غزة لخدمة المرضى.

 

هناك توافق عالمي، وحضاري، على تحييد مهنة الطب عن الإستخدام لأغراض سياسية، وخاصة عن إستخدامها لأغراض تجسيسية أوإستخباراتية حقيرة.

 

وعندما يؤدي الأطباء في كل العالم قسم أبوقراط فأنهم يتعهدون أولا بعدم إيذاء البشر من مرضاهم، وثانيا بأنهم سيقدمون علمهم ومهنتهم الإنسانية لكل من يحتاجها بغض النظرعن جنسه، أو دينه، أو قوميته، أو معتقداته، أو وظيفته.

 

ولم تكن صدفة أن يطلق على الأطباء والممرضات لقب ملائكة الرحمة، لأن المُتوقع منهم الرحمة غير المشروطة، والإبتعاد عن إلحاق الأذى .

 

وليست صدفة أن الناس يضعون ثقتهم في الأطباء والممرضين لأنهم يتوقعون منهم، بغض النظر عن بعض الحالات الشاذة، أرفع أشكال الرعاية والمسؤولية في التخفيف من آلامهم وتقديم العلاج لهم.

 

وعندما يلجأ رجال الإستخبارات الإسرائيلية إلى إستغلال مهنة الطب، وسمعة الأطباء، للتغطية على جرائمهم فأنهم يرتكبون جريمة مزدوجة، بل ويمارسون وقاحة مزدوجة يجب أن تكون مدانة ومرفوضة في كل المحافل، وعلى كل المستويات.

 

وهذه بالمناسبة ، ليست الجريمة الأولى التي ترتكبها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في هذا المجال، وهناك عشرات الحالات الموثقة، التي حاول فيها رجال المخابرات الإسرائيلية استغلال معاناة آباء وأمهات من قطاع غزة، كانوا يعانون من أمراض مستعصية، أو يرافقون أطفالهم الذين يعانون من السرطانأوأمراض فتاكة أخرى، لإجبارهم على العمالة للأجهزة الإستخبارتية، ووضعهم أمام خيار إجرامي، إما بفقدان حياة فلذات أكبادهم، أو العمالة وخيانة وطنهم.

 

وصف الكاتب الإسرائيلي ران غولدشتيان في مقال له بصحيفة هارتس ما قامت به الأجهزة الإسرائيلية ، بأنه " استغلال ساخر للطب لأغراض عسكرية" وأنا أقول ، أنه ليس فقط إستغلال ساخر، بل إستغلال حقير وقح لأكثر المهن الإنسانية نبلا وإحتراما.

 

والسؤال المهم هنا، موجه للسيدة نيكي هيلي مندوبة الإدارة الأمريكية في الأمم المتحدة، التي تنطحت لتمرير مشروع في الجمعية العامة للامم المتحدة، لإدانة حق الشعب الفلسطيني في المقاومة والدفاع عن النفس، وفشلت فشلا ماحقا، فهل ستقوم هي و إدارتها بإدانة الفعل الإسرائيلي الذي خرق كل القواعد الإنسانية، وكل إحترام للعمل الإنساني ومهنة الطب؟.

 

وهل ستقوم جكومات بعض الدول التي تتبارى في ملاحقة المنظمات الإنسانية الفلسطينية لمحاسبتها على أي موقف مقاطع للاحتلال، بإدانة ما أقدمت عليه أجهزة الإستخبارات والحكومة الإسرائيلية من إساءة لمهنة الطب الإنسانية؟

 

على كل حال فإن إنحدار الأجهزة الإسرائيلية إلى هذا المستوى الدنيء لا يمثل برأيي علامة قوة، بل هو مظهر ضعف وإفلاس، في مواجهة اصرار الشعب الفلسطيني على المقاومة والنضال من أجل حقه في الحرية، والكرامة، والمعاملة الإنسانية.

 

* الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

 

 

 

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023