أول تعليق رسمي في مصر على زراعة البن بعد 40 عاما من التجارب المدير السابق للأمن العام اللبناني: ظهور "داعش" مجددا ذريعة لبقاء الغرب في المنطقة وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 26- 4 – 2024 الولايات المتحدة و17 دولة تدعو حماس للإفراج عن المحتجزين لديها بايدن يعين ليز غراندي مبعوثة خاصة جديدة للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط أطعمة تحتوي بلاستيك فاحذرها انتهاء موسم نجم تشيلسي انقلب السحر على الساحر.. قوة جيسوس تتحول لنقطة ضعف الهلال "مستقلة للانتخاب" : مستعدون للانتخابات .."الشؤون السياسيه" : المجلس القادم فرصة للأحزاب - فيديو الصحة العالمية: 57% من أطفال أوروبا بعمر 15 عاما شربوا الخمر مرة على الأقل أدوية الحموضة تزيد احتمالات الصداع النصفي 8 طرق مميزة لشحن الهاتف الذكي بسرعة فائقة البريزات يلقي كلمة أعضاء الفدرالية العالمية لمدن السياحة في نيوزلندا. مندوبا عن الملك وولي العهد.. العيسوي يعزي قبيلة بني حميدة الفرايه من جرش يؤكد على أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية

القسم : بوابة الحقيقة
الجامع بين ترامب، ونتنياهو، وقانون القومية
نشر بتاريخ : 10/2/2018 10:58:34 AM
د. مصطفى البرغوثي

 بقلم: د. مصطفى البرغوثي*

 

ما هو الجامع بين تصريحات ترامب وبين تصريحات نتنياهو في نيويورك؟

 

ترامب قال أنه مع إسرائيل 100% ( مئة بالمئة) وقال أنه " يحب حل الدولتين ولكنه مستمر بمشروع صفقة القرن، وهوفخوربنقل السفارة للقدس وإخراجها من معادلة التفاوض"، وادارته فخورة بقطع المساعدات عن الآونروا وبنفي حقوق اللاجئين الفلسطينيين، ونتنياهو قال :"لا مكان لدولة فلسطينية ذات سيادة غرب النهر"، أي في فلسطين.

 

وكل ذلك يجري في ظل إقرار الكنيست لقانون القومية العنصري دون أي احتجاج من الإدارة الأمريكية ، وفي خضم الإستعداد لإزالة وهدم تجمع الخان الأحمر، والبدء بتهويد ما يسمى بمنطقة E1 .

 

ما معنى ذلك؟ إنه يعني أن هناك مخططا تتضمنه صفقة القرن لتزوير وتشويه ما يسمى بحل الدولتين، وجعل فكرة الدولة الفلسطينية مجرد معازل وكانتونات، بدون القدس،وبلا حدود، وبلا سيادة، وبلا تواصل جغرافي، وبدون سيطرة على الموارد الطبيعية، وتحت السيطرة الإسرائلية الأمنية والاستعمارية الكاملة، مع تصفية حق اللاجئين في العودة، وحق الفلسطينيين في القدس.

 

إنه نظام الأبارتهايد العنصري، ومخطط لتهويد الضفة الغربية بالكامل، في محاولة لتكرار ما جرى في أراضي 1948، ولتكريس الفصل الكامل بين غزة والضفة.

 

 ولمن لم يلاحظوا لا بد من التذكير بما حمله قانون القومية الخطير الذي أقره كنيست إسرائيل.

 

القانون ينص على أن ما يسميها " أرض إسرائيل" هي الوطن القومي لليهود، وأن حق تقرير المصير فيها محتكر ومحصور باليهود فقط، وأن القدس العاصمة الموحدة لإسرائيل، ولايحدد القانون حدود " أرض إسرائيل"، ثم ينص على أن الإستيطان قيمة قومية يهودية يجب تشجيعها وتعزيزها وتثبيتها، في حين لايتخلى الخطاب الإسرائيلي، من يمينه الى يساره، عن تكرار تسمية الضفة الغربية ب" يهودا و السامرة".

 

الإستيطان لا يجري في الهواء ، بل في الضفة الغربية بما فيها القدس، وبالتالي فإن قانون القومية العنصري يؤشر إلى شيء واحد، اعتبار الضفة الغربية جزءا من "أرض اسرائيل" وتهويدها بالإستيطان، وبقانون القومية، وفرض نظام الأبارتهايد عليها أيضا.

 

وهكذا يصبح "حل الدولتين" الذي تحدث عنه ترامب غطاءً، وذراً للرماد في العيون لتسهيل هدف نتنياهو "لا دولة فلسطينية ذات سيادة غرب النهر" ولضم وتهويد الضفة الغربية بالكامل.

 

وهذا بمجموعه ليس حلا، بل تصعيد للمواجهة القائمة بين الشعب الفلسطيني والاستعمار الإستيطاني الصهيوني.

 

الخلاصةُ لا يحق لأحد مواصلة الحلم بالمفاوضات، أوالمراهنة على  حلول وتسويات مع حكومات كهذه، وما دامت إسرائيل محكومة بالتطرف والعنصرية اليهودية، فلا يحق لأحد أن يتواني للحظة، عن بذل كل جهد لتوحيد الصف الفلسطيني في مواجهة الخطر، ولتقديم الرواية الحقيقية لما يجري لعالمٍ أمعن نتنياهو وداعموه في تضليله .

 

ولم يعد هناك حل دون افشال و إسقاط نظام الأبارتهايد والتمييز العنصري في كل فلسطين، ولن يتاتى ذلك إلا بإستراتيجية تركز قبل كل شيء على تغيير ميزان القوى، وتنحي كل الخلافات، والإختلافات، لصالح ذلك الهدف النبيل .

*الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023