بناءً على طلب مالك العقار - إخلاء عمارة وسط السوق التجاري بمادبا بعد ظهور تشققات وفيات الاردن وفلسطين اليوم الجمعة 11- 7 – 2025 أردني يفوز بـ "مليون دولار" في سحب بدبي الملك يسلط الضوء على فرص الاستثمار في الأردن خلال لقاء مع ممثلين عن كالبرز في كاليفورنيا تصريحات وزراء حكومة حسان، هل تعجّل من إجراء أول تعديل وزاري؟ اتفاق بين بلدية الرمثا و " elp " الممولة من الاتحاد الأوروبي للتعاون المشترك مادبا.. الأوقاف ترعى احتفال ذكرى الهجرة النبوية الشريفة طالب اردني يحصل على معدل 100% في توجيهي قطر مندوبا عن الملك وولي العهد. العيسوي يعزي أبو هنية وأبو جاموس الأمم المتحدة: إدخال أول شحنة وقود لغزة منذ 130 يوما نصار: سلامي سيقود منتخب النشامى في كأس العالم ضابطان في الشرطة الفلسطينية - ارتقاء منفذي العملية البطولية في غوش عتصيون بعد انهيار عمارة اربد.. تخوفات من انهيار بناية بمجمع الشيخ خليل - صور وزير الخزانة الأميركي: قانون الضرائب "بداية" للسيطرة على الديون مهاجر إفريقي يخاطر بحياته وينقذ عائلة كاملة من حريق في ضواحي باريس

القسم : بوابة الحقيقة
صفقة القرن ومصباح د.يوجين!
نشر بتاريخ : 7/2/2018 5:44:26 PM
بقلم: د. عزت جرادات

أبحث عن مصباح ديوجين، ذلك الفيلسوف الإغريقي الذي كان يحمل مصباحه ليل نهار للبحث عن الحقيقة! أظن إن كثيراً من الكتاب والقراء العرب قد أصابهم (صداع الرأس) في ملاحقتهم للصفقة التي أطلق عليها (صفقة القرن) ، فمفهوم الصفقة إن ثمة طرفين على الأقل مشتركان فيها: فكرة وإعداداً وتسويقاً، وتكون هناك شفافية في الصفقة، وتعرفها الإطراف المعنية دونما حاجة لمصباح ديوجين.

أما هذه الصفقة فلا يعرف عنها بوضوح وشفافية أكثر من تسريبات الصحافة وبخاصة الغربية والأمريكية تحديداً، فتتصدى لها الأقلام والتحليلات السياسية، والتي تكون كما يقال (أخماساً في أسداس). ولعل أخطر ما يقال أن الصفقة ( تتمتع) بقبول بعض الجهات العربية، وممارسة الضغوط لقبولها. وفي الوقت نفسه تؤكد الاجتماعات العربية تمسكها (بحل الدولتْين) وبالخيار الاستراتيجي الوحيد، وهو السلام الشامل الذي تعبر عنه المبادرة العربية.

أين هي الحقيقة إذن؟ هل يمكن لأي جهة عربية أو غربية أو شرقية اطلعت على تفاصيل هذه الصفقة إن تتحدث عنها بوضوح؟! إن من حق الشعوب العربية إن تكون ملمة على الأقل ببعض عناصر هذه الصفقة والتي تعتبر من أخطر الأمور وتهدد المصير العربي: فالقدس وحق العودة مؤجلة لمفاوضات لاحقة، وحدود الرابع من حزيران (1967) تخضع لتعديلات لخدمة المصالح الإسرائيلية وأمن الحدود يخضع لسلطات إسرائيلية من جميع الجهات، وتكون الإدارة الفلسطينية مسؤولة عن غرّة ومناطق (أ و ب، وأجزاء من مناطق ج) في الضفة الغربية، ثم تأتي المحادثات الإقليمية العربية الإسرائيلية للتوصل إلى معادلة السلام النهائي، وحتى تدرك الشعوب العربية جوهر الحقيقة، فإنها بحاجة ملحة (لمصباح ديوجين ) ليؤكد لها هذه التسريبات أو يدحضها، إلا إذا كشفت عنها إي جهة أتيح لها الاطلاع عليها، فالموقف يتطلب عدم انتظار إعلان أو إطلاق هذه الصفقة من قبل صاحبها، كما يتطلب التحرك العربي، على هشاشته إقليمياً ودولياً، لتفعيل الحل الذي اعتمدته الشرعية الدولية، وأوكلته إلى اللجنة الرباعية: الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والولايات المتحدة، والقائم على ما يسمى (حل الدولتينْ) باعتباره يمثل أدني طموحات الشعب العربي الفلسطيني خلال مائة عام من الصراع العربي- الصهيوني.

وإذا لم يتم هذا التحرك العربي، فإن ذلك يعني ببساطة انتظار (صفقة القرن) على نمط مسرحية (بانتظار المخلص غودو) للكاتب المسرحي الايرلندي (ببكيت)، والذي لم يعد، وتظل الشعوب العربية تبحث عن (مصباح ديوجين) ليكشف لها الحقائق.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023