ولي العهد يحذر من خطورة الإجراءات "الإسرائيلية" الأحادية في تقويض السلام الوحدات يخسر من المحرق البحريني برباعية نظيفة في دوري أبطال آسيا 2 إربد .. هل يحسم القضاء اشكالية مشروع "حسبة الجورة" ؟ ترحيب عربي ودولي واسع بخارطة الطريق الأردنية السورية الأميركية بشأن السويداء ايمن هزاع المجالي: زيارة الأمير تميم تعكس عمق العلاقات الأردنية القطرية - فيديو الزعبي: المال السياسي شوّه الحياة النيابية وشراء الأصوات أضعف ثقة الأردنيين بالبرلمان - فيديو مجزرة جديدة.. عشرات الشهداء باستهداف الاحتلال مدينة غزة مبابي يكشف سر فوز ريال مدريد على مارسيليا إيزاك ينضم لقائمة ليفربول أمام أتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا الفيدرالي الأمريكي يخفض الفائدة لأول مرة في 2025 علي السنيد يكتب : مستشارية العشائر والدور المنشود الاردن يدين قيام جمهورية فيجي بفتح سفارة لها في القدس المحتلة فريق طبي أردني ينقذ شاباً فلسطينيا تعرض لإصابة قاتلة من مستوطنين ورشة توعوية حول الآثار السلبية للإدمان والمخدرات في جرش مديرية شباب البترا تعقد لقاءً مع أصحاب المبادرات والمشاريع الصغيرة
القسم : بوابة الحقيقة
صفقة القرن ومصباح د.يوجين!
نشر بتاريخ : 7/2/2018 5:44:26 PM
بقلم: د. عزت جرادات

أبحث عن مصباح ديوجين، ذلك الفيلسوف الإغريقي الذي كان يحمل مصباحه ليل نهار للبحث عن الحقيقة! أظن إن كثيراً من الكتاب والقراء العرب قد أصابهم (صداع الرأس) في ملاحقتهم للصفقة التي أطلق عليها (صفقة القرن) ، فمفهوم الصفقة إن ثمة طرفين على الأقل مشتركان فيها: فكرة وإعداداً وتسويقاً، وتكون هناك شفافية في الصفقة، وتعرفها الإطراف المعنية دونما حاجة لمصباح ديوجين.

أما هذه الصفقة فلا يعرف عنها بوضوح وشفافية أكثر من تسريبات الصحافة وبخاصة الغربية والأمريكية تحديداً، فتتصدى لها الأقلام والتحليلات السياسية، والتي تكون كما يقال (أخماساً في أسداس). ولعل أخطر ما يقال أن الصفقة ( تتمتع) بقبول بعض الجهات العربية، وممارسة الضغوط لقبولها. وفي الوقت نفسه تؤكد الاجتماعات العربية تمسكها (بحل الدولتْين) وبالخيار الاستراتيجي الوحيد، وهو السلام الشامل الذي تعبر عنه المبادرة العربية.

أين هي الحقيقة إذن؟ هل يمكن لأي جهة عربية أو غربية أو شرقية اطلعت على تفاصيل هذه الصفقة إن تتحدث عنها بوضوح؟! إن من حق الشعوب العربية إن تكون ملمة على الأقل ببعض عناصر هذه الصفقة والتي تعتبر من أخطر الأمور وتهدد المصير العربي: فالقدس وحق العودة مؤجلة لمفاوضات لاحقة، وحدود الرابع من حزيران (1967) تخضع لتعديلات لخدمة المصالح الإسرائيلية وأمن الحدود يخضع لسلطات إسرائيلية من جميع الجهات، وتكون الإدارة الفلسطينية مسؤولة عن غرّة ومناطق (أ و ب، وأجزاء من مناطق ج) في الضفة الغربية، ثم تأتي المحادثات الإقليمية العربية الإسرائيلية للتوصل إلى معادلة السلام النهائي، وحتى تدرك الشعوب العربية جوهر الحقيقة، فإنها بحاجة ملحة (لمصباح ديوجين ) ليؤكد لها هذه التسريبات أو يدحضها، إلا إذا كشفت عنها إي جهة أتيح لها الاطلاع عليها، فالموقف يتطلب عدم انتظار إعلان أو إطلاق هذه الصفقة من قبل صاحبها، كما يتطلب التحرك العربي، على هشاشته إقليمياً ودولياً، لتفعيل الحل الذي اعتمدته الشرعية الدولية، وأوكلته إلى اللجنة الرباعية: الأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وروسيا، والولايات المتحدة، والقائم على ما يسمى (حل الدولتينْ) باعتباره يمثل أدني طموحات الشعب العربي الفلسطيني خلال مائة عام من الصراع العربي- الصهيوني.

وإذا لم يتم هذا التحرك العربي، فإن ذلك يعني ببساطة انتظار (صفقة القرن) على نمط مسرحية (بانتظار المخلص غودو) للكاتب المسرحي الايرلندي (ببكيت)، والذي لم يعد، وتظل الشعوب العربية تبحث عن (مصباح ديوجين) ليكشف لها الحقائق.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025