مبادرة عكست روح التضامن في المفرق - التكفل بمصاريف دفن وعزاء احد أبناء الجالية المصرية تلفريك في عمّان ..قريباً عاملة نظافة تعيد 28 ألف دولار عثرت عليها في مستشفى البشير جامعة جرش والدفاع المدني يبحثان سبل تعزيز التعاون العملي في مجالات السلامة العامة الصفدي: العالم مليء بالأفكار لحل أزمة غزة لكنه يفتقد الإرادة منصة "جاهز" تواصل استقبال طلبات الراغبين بالعمل في الانتخابات فتح الجسر الجديد في غور حديثة أمام حركة السير السلم الكهربائي خارج الخدمة منذ سبع سنوات في مستشفى الملك المؤسس جامعة الشرق الأوسط تحتفل بتخريج "فوج العشرين" في الذكرى العشرين لتأسيسها البشابشة لـ "الحقيقة الدولية": بلدية عجلون تواجه مديونية ضخمة تصل إلى 16 مليون دينار "الميثاق الوطني" يلتقي شيوخ ووجهاء المخيمات ويُشيد بمواقف جلالة الملك في دفاعه عن القضية الفلسطينية الأردن يرحب بعزم بلجيكا الاعتراف بالدولة الفلسطينية 185 وفاة بسبب سوء التغذية خلال آب الغذاء والدواء تسحب طلاء الأظافر "الجل" لاحتوائه على مادة محظورة احباط 3 محاولات تهريب في مواقع مختلفة عبر بالونات
القسم : بوابة الحقيقة
ذكرى النكبة.. لا الاستقلال!
نشر بتاريخ : 4/17/2018 2:27:50 PM
بقلم: د. عزت جرادات

 

ذكرى النكبة.. لا الاستقلال!

 

بقلم: د.عزت جرادات

 

المشهد (1).. لعل ما أشدّ إيلاماً من وقع الحسام المهند، أن تبدأ هذا المشهد (بالنكبة)، ذلك المصطلح الذي نحته أو صكّه المؤرخ العربي المشهور قسطنطين زريق: (ليست هزيمة العرب بفلسطين بالنكبة البسيطة، وإنما هي نكبة بكل ما في الكلمة من معنى، ومحنة أشدّ ما اُبتلي به العرب في تاريخهم الطويل، على ما فيه من محنٍ ومآسٍ- من مقدمة كتابه معنى النكبة- دار العلم للملايين- بيروت -1948).

 

ففي شهر نيسان (1947) نشرت (نيويورك تايمز) سلسلة من الأحداث، كان أبرزها في: عندما تسللّ (ادّي جاكسون) اليهودي، من الباب الخلفي للبيت الأبيض، لمقابلة صديقه الرئيس (ترومان) والذي أكد له التزامه بالوعد الذي قطعه للمذكور وايزمن بالاعتراف بدولة إسرائيل بقناعة تامة، ودعماً للقرار الذي اتخذته (هيئة الأمم المتحدة -29/11/1947) بإقامة دولة إسرائيل في فلسطين، بعواطف أوروبية جياشة، وتأييد دولي كبير آنذاك (33 دولة مع -13 دولة ضد- 10 دول امتناع ومنها بريطانيا).

 

وعلى اثر تلك الزيارة بعث وايزمن برسالة إليه يشكره على دعمه ويدعوه إلى الاعتراف (بالحكومة الإسرائيلية المؤقتة) لدول إسرائيل الديموقراطية، وفي (14/5/1948)، وعند الظهر بتوقيت فلسطين، أذاع  (ديفيد بن غوريون) بصفته رئيس وزراء حكومة إسرائيل المؤقتة (إعلان الاستقلال) وإقامة (الدولة) عند الساعة الثانية عشرة في منتصف ليل (15/5/1948) منهياً بذلك عهد الانتداب البريطاني، ويعلن البيت الأبيض الاعتراف بالحكومة المؤقتة لدولة إسرائيل، وبانتهاء الحرب العربية الإسرائيلية عام (1948) أعلنت إسرائيل (يوم الاستقلال) متجاهلة أمرين: الأول: يوجد شعب آخر يمثل السكان العرب الأصليين لفلسطين يعانون (النكبة) بعد تهجيرهم وإحلال اليهود الغرباء محلهم. والثاني: إن (النكبة) قد تحولت من حدث تاريخي، إلى عنوان لمأساة ومعاناة للشعب الفلسطيني داخل فلسطين وخارجها.

 

المشهد (2): النكبة

في ذكراها السبعين، تعود النكبة أشدّ إيلاماً: فلم تقتصر على معاناة الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين، حيث الجدار العنصري يقطّع الأوصال، وحواجز الطرق تحيل الحياة اليومية للفلسطينيين جحيماً، فقد امتدت لتعمّ الوطن العربي، وتحول دون تجسيده مشاعره وتأكيد عزيمته وتعزيز تضامنه لإبقاء (فلسطين) قضية حية في ضمائر أبناء الأمة وأجيالها، حيث المعاناة الوطنية لمعظم أقطارها متمثلة بالحالة البينية، والفتن الداخلية، وسرطان الإرهاب، والأخطر من ذلك فقدان حاسة الاتجاه نحو التنمية ومبادئ العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان والديمقراطية.

 

إن غياب ذكرى النكبة عن الساحة العربية، فكرياً وثقافياً وسياسياً لهو مؤشر خطير على مستقبل القضية الفلسطينية، ومكانتها على الأجندة العربية، وتحصينها ضد إخطار الحلول الإقليمية التي تجهز عليها بنداً بندا بدءاً بقضية القدس، فحق العودة للاجئين، فوحدة الأراضي الفلسطينية التي تمزقها المستوطنات الصهيونية... الخ... والتي تجعل قيام دولة فلسطينية مستقلة في مهب الريح.

 

أما الجانب المشرق في ذكرى النكبة فيتمثل بتمسك الشعب العربي الفلسطيني بقضيته، وصموده على أرضه، وتحديه لقوى الاحتلال الصهيوني، وتصميمه على تحقيق هويته العربية الفلسطينية بدولته المنشودة وعاصمتها القدس العربية المحتلة.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2025