القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
24/05/2025
توقيت عمان - القدس
7:33:50 PM
في واقعة
مذهلة تبرز الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي، تمكن شاب مصري من إنقاذ حياة ابن
عمه البالغ من العمر 17 عامًا، الذي تناول جزءًا كبيرًا من "حبة الغلة"
السامة، والتي تُعرف بأنها تؤدي إلى "الوفاة حتمية" كما يقول الأطباء،
وتسببت في حصد أرواح الكثيرين ممن أقدموا على الانتحار في مصر.
يروي
"إسلام عادل" في منشور على موقع "فيسبوك" كيف لجأ إلى نموذج
ذكاء اصطناعي متطور، "تشات جي بي تي"، لسؤاله عن الطريقة المثلى للتعامل
مع حبة الغلة السامة، بعدما تناول ابن عمه "محمد" جزءًا منها. جاء ذلك
بعد أن أبدى الأطباء في المستشفى يأسًا من إنقاذ حياته. وقد أرشده الذكاء
الاصطناعي إلى استخدام زيت البرافين فورًا لتغليف قرص الغلة وتقليل تفاعله مع
سوائل المعدة ومنعه من إطلاق غاز الفوسفين القاتل.
أوضح
"إسلام" أن "محمد" تناول حبة الغلة بعد خلاف مع والده، وبدأت
أعراض التسمم الفوري بالفوسفين في الظهور والتفاقم سريعًا. فذهب به مسرعًا إلى
المستشفى المركزي بأبنوب (محافظة أسيوط)، حيث كانت أعراض التسمم قد بدأت في الظهور
ودخل المريض في مرحلة القيء الارتجاعي. وفي المستشفى، تم تشخيصه فورًا بتسمم
الفوسفين ورفضوا استقباله نظرًا لخطورة الحالة.
وتابع
"إسلام" أنه قرر التوجه إلى مستشفى أسيوط، لكن قبل ذلك "قررت أسأل
العظيم جي بي تي عن التصرف الأمثل فنصحني فورًا باستخدام زيت البرافين وحصلنا على
زجاجة من الصيدلية وتناولها محمد ثم ذهبنا إلى المستشفى الجامعي وتحديدًا قسم
استقبال السموم".
واصل
"إسلام": "بمجرد دخولنا ومعرفتهم أنه تسمم بقرص الغلة، أبدوا حالة
من اليأس وعدم التجاوب بالشكل المتوقع، فصرخت فيهم وطلبت بدء البروتوكول العلاجي،
فقالوا لي في استسلام: للأسف ما فيش بروتوكول علاجي، لا يوجد حل أو مضاد للتسمم
بالفوسفين، الأمر محسوم والحالة ستموت حتى لو مؤشراتها الحيوية جيدة حاليًا، لكن
الانتكاسة ستحدث في أي لحظة".
وأضاف أنه
حاول إقناع الطبيبة بمحاولة إنقاذ الطفل وإعطائه محاليل ومواد داعمة للعمليات
الحيوية، بينما سيحاول هو السيطرة على إطلاق غاز الفوسفين. وتابع قائلاً:
"الطبيبة سألتني أنت طبيب؟ فقلت لا لكن معي نموذج ذكاء اصطناعي متطور ونسخة
تجريبية محدودة الاستخدام من جي بي تي 5، قالت لي لو على المحاليل سهلة ركبوا له
اللي عاوزه".
وتابع
"إسلام": "بدأت رحلة تلقي التعليمات من جي بي تي، وطلب مني توفير 9
زجاجات من زيت البرافين وبدء تعاطيها بالتناوب فورًا وهذا ما حدث خلال دقائق،
وبعدها تمارين التنفس مع مواد داعمة للصدر والقلب والرئتين وبدأنا الانتظار".
وأشار إلى أن
العديد من الحالات المشابهة في المستشفى كانت "تتساقط واحدًا تلو الآخر"
بينما "محمد" حالته مستقرة، مضيفًا أن إحدى الطبيبات قالت له "مش
عاوزاك تاخد أمل كبير، الولد سيموت".
وأكد
"إسلام" أنه بعد مرور عدة ساعات، كان الشاب ما زال في كامل وعيه وبدون
أعراض تسممية حادة، لكنه عانى في الساعات الأولى من القيء المشبع بالفوسفين.
مضيفًا أن حالة الطفل شجعت الأطباء على الاهتمام بالحالة وقياس الضغط والسكر
والأكسجين ورسم قلب كل نصف ساعة، حتى ظهر اليوم التالي، وتم سحب عينة دم وتبين أن
تسمم الميتوكوندريا سلبي، ليدخل بعدها المريض في مرحلة محاليل الإعاشة والانتظار
لحين انتهاء فترة الـ 24 ساعة.
وختم في منشوره:
"بالفعل تجاوزنا فترة الـ 24 ساعة وزالت مرحلة الخطر وتم تسجيل خروج لمحمد
يسري بحمد الله وبدون ملاحظات". ونشر صاحب الواقعة صورًا من تفاعله مع
"جي بي تي" على مدار اليوم للحصول على نصائح التعامل مع الحالة، مؤكدًا
على الدور الحيوي الذي لعبه الذكاء الاصطناعي في هذه القصة الملهمة لإنقاذ حياة
بشرية.
الحقيقة
الدولية - وكالات