القسم :
عربي - نافذة شاملة
نشر بتاريخ :
17/05/2025
توقيت عمان - القدس
9:47:00 PM
سياسيون: غياب الزعماء عن قمة بغداد يُعد نوعًا من العقوبة السياسية ويفقدها دورها – فيديو
الحقيقة
الدولية - أجمع عدد من الخبراء والمحللين السياسيين على أن ما جرى في قمة بغداد
الأخيرة يعكس أزمة متجذّرة في بنية العمل العربي المشترك، من ضعف في التنسيق
وتضارب في المصالح، وصولًا إلى تراجع حضور القادة وعدم فعالية المخرجات.
وقال
الوزير الأسبق أمين المشاقبة لبرنامج " واجه الحقيقة" إن ما جرى في
بغداد ليس إلا امتدادًا "للروتين" المتبع في العمل العربي منذ سنوات،
مضيفًا أن النظام العربي المشترك انهار منذ عام 1990 ولم تشهد العقود التالية أي
محاولات جادة لإعادة توحيده. وأضاف أن جامعة الدول العربية باتت مجرد "شكل من
أشكال التجميع"، في ظل تضارب المصالح بين الدول العربية، وانعدام التوافق على
القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية الكبرى، مشيرًا إلى أن الحرب على غزة،
وأزمات الضفة الغربية، وسوريا، والسودان، واليمن، وليبيا، ولبنان جميعها قضايا
عالقة تعجز الجامعة عن التأثير فيها، بسبب الهيمنة الخارجية والتخاذل الداخلي.
وفي
السياق ذاته، أكد المحلل السياسي فوزان البدور أن قمة بغداد "فشلت قبل أن
تبدأ"، موضحًا أن الخلافات العميقة بين الدول العربية كانت واضحة منذ
البداية، خاصة فيما يتعلق بالملفات السودانية والإماراتية والسورية والعراقية.
وأشار
إلى أن غياب عدد كبير من القادة وانخفاض مستوى التمثيل الرسمي إلى وزراء أو حتى
مساعدي وزراء الخارجية يعكس مدى هشاشة القمة، ويؤكد غياب التوقعات الجدية منها.
وتابع البدور: "ما صدر عن قمة القاهرة الأخيرة من قرارات – وعلى رأسها الخطة
المصرية لوقف الحرب على غزة – لم يلقَ أي تنفيذ فعلي، وبالتالي الشارع العربي لم
يعد ينتظر شيئًا من هذه القمم".
من
جانبه، اعتبر المحلل السياسي د. منذر الحوارات أن التمثيل الرمزي في القمم لا يغني
عن حضور الزعماء السياسيين، موضحًا أن غيابهم يشكل "منقصة" تقلل من وزن
القرارات وتأثيرها.
وأكد الحوارات
أن "الغياب الشخصي للزعماء يُعد نوعًا من العقوبة السياسية، ويفقد القمة
دورها الحقيقي"، داعيًا إلى إعادة الاعتبار للجامعة العربية ومنحها وزنًا
حقيقيًا في المشهد السياسي العربي.
تأتي
هذه التصريحات في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مستقبل العمل العربي المشترك، ومدى
قدرة مؤسساته التقليدية على مواجهة التحديات الجيوسياسية الراهنة، في ظل تمدد
الأزمات وتراجع الإرادة السياسية الجماعية.