نشر بتاريخ :
17/05/2025
توقيت عمان - القدس
8:37:36 PM
الشاي الأسود والتوت والحمضيات.. مفتاح الشيخوخة الصحية
كشفت دراسة
حديثة وطويلة الأمد استمرت 24 عامًا وشملت أكثر من 86 ألف مشارك، أن تناول كميات
أكبر من الشاي الأسود، والتوت بأنواعه، والفواكه الحمضية بشكل يومي، قد يلعب دورًا
هامًا في تعزيز شيخوخة صحية والحفاظ على جودة الحياة مع التقدم في العمر.
وأجرى هذه
الدراسة فريق بحثي مشترك من جامعة إديث كوان في أستراليا، وجامعة كوينز بلفاست في
المملكة المتحدة، وكلية هارفارد للصحة العامة في بوسطن بالولايات المتحدة
الأمريكية.
وأوضحت
الدكتورة نيكولا بوندونو، المحاضرة في جامعة إديث كوان، أن "الهدف من الأبحاث
الطبية لا يقتصر فقط على إطالة متوسط العمر، بل يركز بشكل أساسي على ضمان بقاء
الأفراد يتمتعون بصحة جيدة ونشاط خلال أطول فترة ممكنة من حياتهم. وقد أظهرت
دراسات سابقة بالفعل أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات أكبر من مركبات الفلافونويد
يعيشون لفترة أطول، وهم أقل عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة الشائعة مثل الخرف،
ومرض السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية. وتؤكد نتائج دراستنا الجديدة هذه
النتائج، حيث تشير إلى أن الأشخاص الذين يدمجون المزيد من الفلافونويد في نظامهم
الغذائي يميلون إلى الشيخوخة بشكل أفضل والحفاظ على صحتهم العامة مع مرور
الوقت"، وذلك وفقًا لما نقلته صحيفة "ذا ميرور" البريطانية.
وتُعرف
الفلافونويدات بأنها مجموعة واسعة من المركبات النباتية الطبيعية التي تنتمي إلى
فئة أكبر تُعرف باسم البوليفينولات. وتتواجد هذه المركبات بوفرة في العديد من
الفواكه والخضروات، بالإضافة إلى المشروبات النباتية مثل الشاي والعصائر الطبيعية.
وعلقت خبيرة
التغذية الدكتورة إميلي برپا من شركة "ياكولت" على هذه النتائج قائلة:
"إن العلاقة المتزايدة التي تربط بين تناول الشاي الأسود، والتوت، والفواكه
الحمضية وبين تحقيق شيخوخة صحية أمر بالغ الأهمية، خاصة من منظور صحة الأمعاء.
فهذه الأطعمة غنية بالبوليفينولات، وهي مركبات نباتية طبيعية تعمل كمضادات للأكسدة
القوية وتغذي الميكروبات المفيدة الموجودة في الأمعاء."
وأوضحت
الدكتورة برپا أن هذه المركبات، عند وصولها إلى القولون، تخضع لعملية تحويل بواسطة
ميكروبات الأمعاء لتتحول إلى مركبات نشطة بيولوجيًا تساهم في تقليل الالتهابات في
الجسم، ودعم وتقوية جهاز المناعة، وقد تؤثر أيضًا بشكل إيجابي على صحة الدماغ
ووظائفه الإدراكية.
وأضافت:
"إن الاتصال المعقد بين الأمعاء والدماغ يلعب دورًا محوريًا في عملية
الشيخوخة. فالأمعاء الصحية، التي يتم دعمها من خلال تناول الأطعمة الغنية
بالبوليفينولات، تساهم في تعزيز الوظائف الإدراكية من خلال إنتاج أحماض دهنية
قصيرة السلسلة وتنظيم عمل النواقل العصبية الهامة، مما يساعد على الحفاظ على
الذاكرة وتقليل خطر التدهور المعرفي المرتبط بالتقدم في العمر."
كما أشارت
الدكتورة برپا إلى أن هناك أطعمة أخرى غنية بالبوليفينولات، مثل زيت الزيتون البكر
الممتاز، والشوكولاتة الداكنة (باعتدال)، والأطعمة المخمرة، تساهم أيضًا في تعزيز
تنوع ميكروبيوم الأمعاء، وهو عنصر أساسي في الأنظمة الغذائية التي تعزز طول العمر
والصحة العامة، مثل النظام الغذائي المتوسطي الشهير.
وعلى الرغم من
أن النتائج التي لوحظت بين الرجال كانت أقل وضوحًا مقارنة بالنساء، إلا أن الدراسة
أشارت أيضًا إلى وجود ارتباط بين ارتفاع استهلاك الفلافونويد وتحسن الصحة النفسية
لديهم.
وأفادت
الأستاذة أدين كاسيدي من جامعة كوينز بلفاست، الباحثة الرئيسية في الدراسة:
"من المعروف علميًا أن الفلافونويدات تمتلك خصائص قوية مضادة للأكسدة
والالتهابات، وتدعم صحة الأوعية الدموية، بل وتساعد أيضًا في الحفاظ على كتلة
العضلات مع التقدم في العمر. وكل هذه العوامل مجتمعة تلعب دورًا حاسمًا في الوقاية
من الضعف الجسدي والحفاظ على الصحة البدنية والنفسية الجيدة مع التقدم في
العمر."
من جهته، أكد
الأستاذ إيريك ريم من كلية هارفارد للصحة العامة أن هذه النتائج الهامة تؤكد على أهمية
إجراء تعديلات غذائية بسيطة في النظام الغذائي اليومي لتحسين جودة الحياة ودعم
عملية الشيخوخة الصحية والمستدامة.
الحقيقة
الدولية - وكالات