القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
20/04/2025
توقيت عمان - القدس
9:18:48 AM
شهد المذنب الأخضر C/2025 F2 (SWAN) الذي اكتشف حديثًا
انفجارًا مثيرًا للاهتمام أثناء اقترابه من الشمس، مما أثار حماس العلماء وهواة
الفلك في جميع أنحاء العالم.
وقد رُصد هذا الجرم السماوي، الذي يظهر
كلؤلؤة زمردية في الفضاء، لأول مرة من قبل فلكي أسترالي هاو في الأول من أبريل
الجاري، وذلك أثناء تحليله لبيانات مرصد الشمس والغلاف الشمسي "سوهو"،
وهو مشروع مشترك بين وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية.
وكشفت صور جديدة التقطها المصور الفلكي
مايك أولاسون من ولاية أريزونا الأمريكية عن زيادة مفاجئة في سطوع المذنب، حيث
تضاعف لمعانه أربع مرات خلال الفترة بين الثالث والسادس من أبريل. ويعزو الخبراء
هذا التغير الدراماتيكي إلى ثوران جليدي أطلق سحابة من الغبار والجليد التي تعكس ضوء
الشمس بشكل أكثر فعالية.
وتثير هذه الظاهرة احتمال أننا قد نشهد
ما يُعرف بـ "البركان الجليدي"، وهو نوع نادر من المذنبات التي تنفجر
بشكل متكرر عند تعرضها لحرارة الشمس. تحدث هذه الانفجارات عندما تتسبب حرارة الشمس
في تبخر المواد المتجمدة داخل المذنب، مما يخلق ضغطًا هائلاً يؤدي إلى تشقق القشرة
الخارجية وانفجار محتوياتها الجليدية إلى الفضاء. ومن الأمثلة الشهيرة على هذه
الظاهرة المذنب 12P/Pons-Brooks،
الذي أُطلق عليه اسم "مذنب الشيطان" بسبب شكل القرون التي اتخذها أثناء
انفجاره في العام الماضي.
ومع ذلك، يحذر العلماء من أن ثوران
المذنب الأخضر، الذي كان يُعرف سابقًا باسم SWAN25F،
قد لا يعني بالضرورة أنه بركان جليدي. بل قد يكون مجرد تبخر سريع لكتل جليدية على
سطحه نتيجة للتعرض المباشر لأشعة الشمس. ويفسر هذا الاحتمال البديل سبب كون
الزيادة في السطوع مؤقتة ولم تصل إلى الشدة التي شوهدت في المذنبات البركانية
الجليدية المعروفة.
أما بالنسبة لرصده من الأرض، فلا يزال
المذنب مرئيًا عبر التلسكوبات الصغيرة والمناظير الفلكية. لكن التوقعات السابقة
بأن يصبح مرئيًا بالعين المجردة في الأسابيع المقبلة أصبحت أقل تأكيدًا بعد هذا
الانفجار. فقد اعتمدت التوقعات الأولية على بيانات تضمنت فترة السطوع المؤقت، مما
قد يعني أن التقديرات كانت متفائلة أكثر من اللازم.
ويقدم هذا الحدث الفلكي الاستثنائي
مشهدًا خلابًا لعشاق السماء، كما يمنح العلماء فرصة ثمينة لدراسة سلوك المذنبات
الغامضة وفهم آليات عمل البراكين الجليدية في الأجرام السماوية البعيدة في نظامنا
الشمسي. ومع استمرار المذنب في رحلته نحو الشمس، حيث سيصل إلى أقرب نقطة منها في
الأول من مايو المقبل على مسافة 31 مليون ميل (50 مليون كيلومتر)، يترقب الجميع ما
إذا كان سيقدم المزيد من المفاجآت التي قد تعيد كتابة فهمنا لهذه الأجرام السماوية
الغامضة.
الحقيقة الدولية - وكالات