نشر بتاريخ :
20/04/2025
توقيت عمان - القدس
9:19:15 AM
كشفت دراسة حديثة أجرتها منصة WellnessPulse للأبحاث الصحية والعافية
في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، عن نتائج مثيرة للقلق بشأن مدى انتشار
جزيئات البلاستيك الدقيقة في أجسام البالغين وتراكمها مع التقدم في العمر.
وأوضحت الدراسة أن كمية البلاستيك
الدقيق التي يبتلعها الإنسان تزداد باستمرار مع مرور السنوات. فعلى سبيل المثال،
يقدر الباحثون أن طفلًا في سن العاشرة يكون قد استهلك ما يعادل زجاجة مياه صغيرة
من البلاستيك الدقيق، بينما يرتفع هذا الإجمالي بشكل كبير ليصل إلى 5.75 كيلوغرام
بحلول سن العشرين.
وبحلول سن الأربعين، قد تصل كمية
البلاستيك الدقيق المتراكمة في الجسم إلى 11.47 كيلوغرام، وتزداد إلى 14.34
كيلوغرام في سن الخمسين، ثم إلى 17.2 كيلوغرام في سن الستين.
وفي سن الثمانين، تشير التقديرات إلى
أن كمية البلاستيك المستهلكة قد تعادل في وزنها زورقًا متوسط الحجم، مما يسلط
الضوء على التراكم الهائل لهذه الجزيئات على مدى حياة الإنسان.
ولم تقتصر خطورة هذه الجزيئات الصغيرة
السامة على بقائها في الجسم فحسب، بل تبين أنها تترسب أيضًا في أعضاء حيوية مثل
الدماغ والقلب، وقد ربطتها الدراسات بعدد من الأمراض الخطيرة بما في ذلك السرطان
والسكتات الدماغية والخرف ومضاعفات الحمل.
وحذر الباحثون من أنه "بحلول
نهاية الحياة، قد يتراكم في الجسم والأعضاء ما يعادل تقريبًا 3 زجاجات بلاستيكية
سعة 1.5 لتر من البلاستيك الدقيق".
واستندت منصة WellnessPulse
في دراستها إلى تحليل 20 دراسة علمية سابقة هدفت إلى قياس مستويات البلاستيك
الدقيق (وهي جزيئات يقل حجمها عن 5 ملليمترات) في الأنسجة البشرية.
واستخدم الباحثون تقنيات متقدمة، بما
في ذلك الأدوات المعززة بالذكاء الاصطناعي، لتحديد متوسط تركيز البلاستيك الدقيق
في مختلف أعضاء الجسم. وقد تم اكتشاف هذه الجزيئات في الدم، بالإضافة إلى 17 عضوًا
ونسيجًا بشريًا آخر، بما في ذلك القلب والدماغ والجهاز التناسلي. ولوحظ أن مستويات
البلاستيك الدقيق في الدم كانت الأعلى، حيث بلغت 43 ضعفًا مقارنة بتلك الموجودة في
الدماغ.
وتشير الأبحاث إلى أنه عند دخول جزيئات
البلاستيك الدقيق إلى مجرى الدم، فإنها تميل إلى الالتصاق بجدران الشرايين، مما
يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية. كما ربطت الدراسات وجود هذه الجزيئات في
الدم والدماغ بمجموعة من المشكلات الصحية الخطيرة، مثل السكتات الدماغية والخرف
وفشل الكبد.
وفي سياق متصل، أظهرت دراسة نشرت في
مجلة نيو إنغلاند الطبية أن الأشخاص المصابين بتصلب الشرايين قد يحملون جزيئات
بلاستيكية دقيقة في اللويحات المتراكمة في الشرايين التي تغذي الدماغ، وهو ما يزيد
بشكل كبير من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
أما بالنسبة لتأثير البلاستيك الدقيق
على الصحة التناسلية، فقد كشفت دراسة نشرت في مجلة لانسيت أن الرجال الذين يتعرضون
لمستويات أعلى من هذه الجزيئات يعانون من تدهور في جودة السائل المنوي وانخفاض في
عدد الحيوانات المنوية.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل قاطع حتى
الآن يثبت أن البلاستيك الدقيق يسبب هذه الأمراض بشكل مباشر، إلا أن الدراسات
والأبحاث الحالية تشير بقوة إلى وجود علاقة ارتباط قوية بينهما، مما يستدعي مزيدًا
من البحث والتحقيق في هذا المجال.
الحقيقة الدولية - وكالات