القسم :
علوم وتكنولوجيا
نشر بتاريخ :
20/04/2025
توقيت عمان - القدس
9:18:17 AM
كشف باحثون من جامعة الأورال
الفيدرالية الروسية أن التفاعل المعقد بين العوامل الوراثية والظروف البيئية يساهم
بنسبة تقدر بنحو 10% في تحديد مستوى الرضا عن الحياة لدى الأفراد.
جاء هذا الاستنتاج في بيان صحفي صادر
عن مكتب العلاقات العامة بالجامعة، والذي أوضح أن الدراسة الحديثة سلطت الضوء بشكل
خاص على دور جين يُعرف باسم GRIN2B.
هذا الجين، بحسب الباحثين، يعتبر علامة حيوية لمرونة الخلايا العصبية ويؤدي دورًا
محوريًا في تنظيم العمليات المعرفية الأساسية مثل الذاكرة والتعلم، بالإضافة إلى
تأثيره على آليات التكيف العصبي واستجابة الأفراد للعوامل الاجتماعية المحيطة بهم.
وقد تبين أن هذا الجين وحده يساهم بنسبة 10% في تحديد مستوى الرفاهية النفسية
للأفراد.
وقد استندت هذه النتائج الهامة إلى
تحليل إحصائي دقيق لبيانات جمعت من 1000 طالب جامعي. خضع جميع المشاركين في
الدراسة لسلسلة شاملة من الفحوصات العصبية والنفسية المتقدمة على مدار العام
الدراسي 2023.
وقام الفريق البحثي بتحليل عشرة مواضع
جينية متعددة الأشكال، وهي عبارة عن تغيرات في تسلسل الحمض النووي. وقد أظهرت
النتائج أن خمسة من هذه المواضع الجينية قد يكون لها تأثير على استعداد الأفراد
لتكوين الرفاه النفسي.
وأوضحت الدكتورة يوليا سيتشينكو،
الأستاذة المساعدة بقسم علم النفس العام والاجتماعي بجامعة الأورال الفيدرالية، أن
"الجينات التي تناولتها دراستنا تحدد القدرات المعرفية للأفراد، بدءًا من
كفاءة استدعاء المعلومات وصولًا إلى القابلية للإصابة بأمراض التنكس العصبي مثل
ألزهايمر. وعلى وجه التحديد، يُظهر جين (KIBRA)
ارتباطًا وثيقًا بالوظائف الإدراكية الطبيعية، حيث تساهم بعض متغيراته الجينية في
تعزيز الذاكرة طويلة المدى لدى الإناث وإبطاء معدلات التدهور المعرفي."
وأضافت الدكتورة سيتشينكو أن
"الفهم العميق للآليات الجزيئية التي تتحكم في تفاعل المواقع الجينية مع
العوامل الوراثية سيمكن المجتمع العلمي من استيعاب التداخل المعقد بين المحددات
البيولوجية والمتغيرات الاجتماعية التي تجعل الإنسان أكثر رفاهية نفسيًا، كما
سيساهم هذا الفهم في تحسين التعامل مع المرضى وتقديم إرشادات حول تعديل نمط الحياة
والتخفيف من الآثار السلبية المحتملة".
يُذكر أن الرفاه النفسي يعني امتلاك
الفرد للموارد التي تمكنه من العيش بشكل طبيعي وتحقيق التوازن بين مصالحه الشخصية
والاجتماعية، مع القدرة على بناء علاقات إيجابية وتحقيق الأهداف بوعي ومرونة.
وتشير الجامعة إلى أن الأبحاث
المستقبلية ستركز على دراسة العوامل النفسية-الفسيولوجية وعلاقتها بالرفاه النفسي
بشكل أعمق، وذلك من خلال تحليل بيانات تخطيط أمواج الدماغ للطلاب.
الحقيقة الدولية - وكالات