الحقيقة الدولية - وجه النائب د. موسى الوحش انتقادات واضحة للحكومة خلال كلمته في مناقشة البيان الوزاري أمام مجلس النواب، داعيًا إلى إصلاحات شاملة تتناول الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وأكد أن الشعب الأردني يتطلع إلى خطوات عملية لتحسين حياته اليومية، بعيدًا عن الوعود النظرية والكلام المكرر.

افتتح الوحش كلمته بتحية للمقاومة الفلسطينية وصمود أهل غزة، مطالبًا الحكومة بأن تكون سندًا حقيقيًا لهذه المقاومة، ليس فقط من خلال الدعم المادي، بل بالمواقف السياسية الصلبة أيضًا. وأشار إلى ضرورة إعادة النظر في الاتفاقيات مع الاحتلال، خصوصًا اتفاقية الغاز، والتي وصفها بأنها تطبيع مع الاحتلال ورهن لاقتصاد الأردن بيد الكيان (الصهيوني).

وأكد الوحش أن البيان الوزاري لم يقدم خطة واضحة لمعالجة الفقر والبطالة، اللتين تعاني منهما المملكة. كما أشار إلى غياب رؤية اقتصادية شاملة تتضمن خفض الدين العام، الذي يشكل ضغطًا كبيرًا على الموازنة ويعيق الإنفاق التنموي. ودعا إلى إعداد خطط تنموية في قطاعات الزراعة والصناعة لتحقيق الاعتماد الذاتي والابتعاد عن الاقتصاد الريعي.

وشدد الوحش على ضرورة مكافحة الفساد بجميع أشكاله، وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين جميع المواطنين. وانتقد التركيز على جيب المواطن كمصدر رئيسي لتمويل الخزينة، داعيًا إلى تخفيف الأعباء الضريبية وتحفيز القطاع الخاص.

كما انتقد الوحش تراجع الحريات العامة وحرية التعبير، مشيرًا إلى وجود انتهاكات واعتقالات تعسفية تطال الصحفيين والنشطاء. ودعا إلى الإفراج عن معتقلي الرأي، مؤكدًا أن الحريات هي أساس استقرار الوطن وقوته.

وعبَّر الوحش عن رفضه للمساس بالقيم الدينية والوطنية في المناهج الدراسية، مشيرًا إلى تراجع مستوى التعليم في الأردن. ودعا إلى تطوير المناهج بما يعزز الهوية الوطنية والقيم الأخلاقية.

وقدم الوحش مطالب محددة للحكومة، منها: إعادة النظر في السياسة الضريبية الحالية لتخفيف العبء عن المواطنين، ووضع خطة وطنية للأمن الغذائي وزيادة الاكتفاء الذاتي، وتحقيق العدالة في توزيع المشاريع التنموية على جميع المحافظات، وتعزيز القبضة الأمنية لمكافحة الجرائم والمخدرات مع احترام حقوق الإنسان، ودعم الشباب من خلال برامج تأهيلية ومشاريع ريادية لتوفير فرص عمل.

دعوة لإعادة جثامين الشهداء ومنح الحقوق المدنية لأبناء غزة

واختتم الوحش كلمته بمطالبة الحكومة ببذل جهود لإعادة جثامين الشهيدين الأردنيين المحتجزين لدى الاحتلال، عامر قواس وحسام أبو غزالة. كما دعا إلى تحسين أوضاع أبناء غزة المقيمين في الأردن عبر منحهم الحقوق المدنية وتأمين سبل العيش الكريم حتى يعودوا إلى وطنهم.

وقال الوحش: “نريد حكومة تحفظ هيبة الدولة وكرامة المواطن، تعمل بجد لإحداث التغيير الحقيقي الذي ينتظره الشعب الأردني، وتعزز الجبهة الداخلية في مواجهة التحديات المحيطة”، بهذه الكلمات أنهى النائب موسى الوحش كلمته داعيًا إلى وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.