مؤتمر التعدين الاردني الدولي العاشر ينطلق السبت المقبل الوحدات يفرط بصدارته الآسيوية توقيف موظف سابق في أمانة عمان احتال على مواطن مستثمرًا وظيفته الملك يلتقي في بروكسل أمين عام الناتو ووزراء خارجية الدول الأعضاء فيه نصراوين تعليقا على فصل الجراح : يجب تأييد قرار الفصل بقرار قضائي قطعي من المحكمة الإدارية مصدر رسمي : (حمزة الطوباسي) مرشح الشباب هو من يخلف الجراح إذا قرار الفصل اصبح قطعيا رئيس كوريا الجنوبية يعلن الأحكام العرفية.. والجيش يرفع حالة التأهب أسرة جامعة جرش تنعى عميد كلية تكنولوجيا المعلومات النائب الجراح: قرار فصلي من الحزب مفاجئ وسأطعن به أمام المحكمة الحزبية.. فيديو الصفدي يبحث مع وزير الخارجية التركي والمبعوث الأممي تطورات الأوضاع في سوريا والعدوان على غزة رئيس هيئة الأركان المشتركة يزور واجهتي المنطقتين العسكريتين الشمالية والشرقية وزيرة التنمية ترعى افتتاح أعمال الندوة الإقليمية حول حماية المرأة من العنف الإقتصادي نائب امين عام حزب العمال لـ"الحقيقة الدولية": "الاحتيال" احد أسباب فصل النائب الجراح مدير عام الغذاء والدواء يطلع خلال جولة ميدانية على مشروع بيض المائدة الذكي "خارجية الأعيان" تناقش تطورات الأوضاع في المنطقة

القسم : مقالات مختاره
لم تنته القصة في القدس
نشر بتاريخ : 12/24/2017 11:56:31 AM
ماهر ابو طير



ماهر ابو طير

الجمعية العامة للامم المتحدة اتخذت قرارات سابقة، لصالح فلسطين، والتصويت الاخير الذي يحمل مضمونا ضد القرار الاميركي بنقل السفارة الاميركية الى القدس، والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل، يوجه صفعة سياسية الى واشنطن وتل ابيب معا، لكنه غير ملزم نهاية المطاف لاحد.

هذا امر معروف، اذ ان قوة القرار اخلاقية فقط، وليست ملزمة لواشنطن التي قد تمضي حتى النهاية في قرارها، مما يعني ان السؤال الاهم الواجب طرحه هذه الايام، ماذا لدى العرب بعد هذا التصويت، حتى لا نبقى في حالة ابتهاج غير منتجة، باعتبار ان هذا انتصار كبير ضد واشنطن وتل ابيب؟!.

حين تتسرب معلومات حول نية واشنطن مواصلة التحدي عبر الاعلان لاحقا عن اعتراف واشنطن، بيهودية اسرائيل، واعتبار مستوطنات القدس، شرعية، وشطب حق العودة فعليا، بما يعنيه ذلك، من توطين للفلسطينيين في الدول التي يقيمون فيها، وما يعنيه اعتراف واشنطن بيهودية اسرائيل، على صعيد الفلسطينيين في فلسطين المحتلة عام 48، فان علينا ان نعرف اننا امام معركة كبيرة، ومازلنا في مشكلة وازمة اكثر تعمقا، مما يظنه كثيرون، خصوصا، اولئك الذين يحتفلون بتصويت الجمعية العامة للامم المتحدة، بشأن القدس.

الكارثة التي اشير اليها مرارا، ان ردود الفعل العربية لم تتذكر القدس، الا بعد خطاب ترمب يوم السادس من كانون الاول الحالي، برغم اننا شهدنا على مدى اكثر من ستين عاما، عملية بطيئة ومتدرجة لتحويل القدس، من مدينة عربية اسلامية، الى مدينة يهودية، ولم يتلفت احد الى كل مشاريع تهويد الهوية، وطمس الملامح العربية والاسلامية، التي وصلت حد نبش قبور الصحابة، وج وجرفها، ومرت ببناء المستوطنات والكنس، والحفر تحت المسجد الاقصى، وغير ذلك من عمليات جرت تدريجيا، لتحويلها الى مدينة يهودية، وطمس هويتها الاصلية.

كل هذا لم يتسبب بأغضاب العرب، ولم يستيقظوا الا بعد خطاب ترمب، فيما الخطوات الفعلية وعلى ارض الواقع بحق المدينة المحتلة، كانت اخطر بكثير جدا، من اعتراف واشنطن الاخير.

في كل الاحوال لابد ان يشار هنا الى ان المأزق اليوم، يبلغ ذروته، فحتى الذين يتنازلون فعليا ويقولون أن القدس الشرقية عاصمة لفلسطين، قابلين ضمنيا بالقدس الغربية عاصمة لاسرائيل، لايقرأوون مايقوله رئيس الحكومة الاسرائيلية ان «القدس الموحدة» هي عاصمة اسرائيل، اي ان حتى تنازلنا عن نصف القدس، لاتقبله اسرائيل، وهذه مفارقة نضعها امام الذين يظنون ان ماقاله ترمب بشأن مساحة القدس سوف يتم تحديدها في الحل النهائي، وبعد اطلاق وصفة الحل الاميركي المنتظرة منذ دهر وأكثر، وهذا يعني نهاية المطاف ان جدولة ازمة القدس، بالهروب والحديث عن قدس شرقية متاحة للعرب، جدولة للخيال والوهم، واضاعة للوقت.

المشكلة، ليست مشكلة القدس وحسب، وهذا ما تريده اسرائيل اي ان نبقى اسارى لملفات محددة، لان اصل المشكلة هي احتلال كل فلسطين، وتشريد الملايين، وادعاء ملكية وطن، واقامة دولة عدوة وسط مليار ونصف مليار عربي ومسلم، وبدون العودة الى تعريفات المشكلة الاساس، ومساواة القدس بيافا وعكا وحيفا، والعودة الى المطالب الاساس، اي استرداد كل فلسطين، حتى في ظل هذا الزمن الصعب، نكون فعليا، قد اضعنا كل شيء، وتم استدراجنا الى الدوائر الاصغر ثم الاصغر على صعيد المطالبات، بشأن قضية تعد قضية عربية واسلامية وعالمية.
يبقى السؤال: ماذا بعد حفلات الابتهاج بتصويت الجمعية العامة للامم المتحدة، خصوصا، مع التسريبات عن قرارات اميركية جديدة متوقعة، من باب الثأر والانتقام، بعد التصويت، ومن باب دعم اسرائيل بمزيد من القرارات التي تضع واشنطن في خانة العداوة المشهرة مع هذه المنطقة. هذا هو السؤال.

عن الدستور

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023