وفيات من الاردن وفلسطين اليوم الاربعاء 16 – 10 – 2024 السلامي: منتخب النشامى يسير بخطة وتصور واضح إلى الهدف المنشود واشنطن تذكّر تل أبيب بأن تسهيل المعونات لغزة مرتبط بقانون المساعدات العسكرية ماكرون: "على نتنياهو أن يتذكر بأن "إسرائيل" أنشئت بقرار من الأمم المتحدة" ولي العهد: مبارك لنا الفوز استشهاد فلسطينيان وإصابة آخرين في قصف على مدينة غزة ومخيم جباليا 4 شهداء بغارات (إسرائيلية) على جنوب لبنان وزير الخارجية الإيراني عراقجي في الأردن الأربعاء العبادي ناطقًا إعلاميًا باسم منظمة "هيومان رايتس " لحقوق الشباب شركات التأمين: سنرفع الأقساط ونلجأ للقضاء لإبطال لائحة الاجور الطبية وزير الخارجية: وقف العدوان على غزة الخطوة الأولى لوقف التصعيد منتخب السودان يهزم غانا ويقترب من بلوغ كأس إفريقيا 2025 الإمارات تخسر أمام أوزبكستان في تصفيات كأس العالم بتوجيهات ملكية.. إخلاء طفلة من قطاع غزة إلى مدينة الحسين الطبية النشامى يتفوق على نظيره العماني برباعية بتصفيات كأس العالم

القسم : مقالات مختاره
لماذا لم يلغ الرئيس زيارته؟
نشر بتاريخ : 10/6/2024 11:10:57 AM
ماهر ابو طير


 كتب ماهر ابو طير

 

لا يمكن تحليل أي خطوة لسياسي بمعزل عن سياقات تتجاوز الخطوة ذاتها، وإذا كان رؤساء الحكومات في الأردن يقومون بجولات اعتيادية، فإن زيارات الرئيس الحالي مختلفة الدلالة.

 

أغلب رؤساء الحكومات يقومون بجولات، وكان النقد شديدا بحق فكرة الجولات لأن الناس لا يريدون حملات علاقة عامة، بل يريدون تغييرات على واقع المناطق التي تتم زيارتها، إضافة إلى تحريك بقية المسؤولين من مستويات أقل، كالوزراء، لتفقد المؤسسات والمناطق التي تخصهم، وهذا لم يكن يحدث، فالكل يتحدث عن قلة المال، وتكاد أن تسألهم لماذا تذهبون إذا، وهل "تبويس الأذقان واللحى" واحتضان المستقبلين كاف لحل مشاكل الأردن اليوم، واستيعاب مكوناته الشعبية، التي تسود السلبية بينهم، وتتضاعف الشكوك بسبب إرث من الممارسات.

 

 

رئيس الوزراء الحالي أعلن مسبقا بعد توليه لموقعه نيته زيارة الأردنيين في مواقعهم، وحض الوزراء وغيرهم على التواصل مع الناس، وقام هو شخصيا برفقة ثلة من المسؤولين بزيارة متعددة المواقع إلى الأغوار الفقيرة، وزيارة ثانية متعددة المواقع إلى محافظة المفرق.

 

 

بالنسبة لي، لم أقرأ سياق الزيارة الثانية، إلى المفرق بالتحديد، في سياق التواصل المعتاد، ولا سياق رفع الشعبية، أو حل المشاكل فقط، حيث جاءت الزيارة يوم الأربعاء، بعد ليلة الثلاثاء الحمراء التي عبرت فيها الصواريخ الإيرانية فوق بيوتنا، وكأن الرئيس يريد أن يقول هنا للناس وللقطاعين العام والخاص، وصولا إلى المستثمرين وعواصم المنطقة، إن الأردن مستقر، ولا يعيش حالة حرب، وإن برامج الأردن طبيعية، وإن أي تحديات تعالجها المؤسسات المختصة، إلا أن البلد ذاته آمن، وقوي، وقادر على الاستمرار، ومعالجة متطلبات شعبه، وجدولة الأزمات والتلطيف منها، ولن يكون مقبولا أن نستغرق في حالة الحرب، وندفع الثمن مع غيرنا.

 

 

هناك فرق بين تأثيرات الحرب من حولنا وحوالينا على واقعنا، وبين أن نستسلم لهذا الواقع وننقل الحرب معنويا إلى الأردن وكأنها هنا، رغم أنه معافى ومستقر، ولديه أولوياته، إضافة إلى التحديات الاقتصادية التي تواجهه خلال المرحلة المقبلة، وهي قصة ثانية ستؤدي على الأغلب إلى معالجات مختلفة، خلال المرحلة المقبلة، من أجل السيطرة على ملفات محددة.

 

هذا يعني أن سياق زيارة الرئيس يوم الأربعاء، كان سياسيا، ويتجاوز تفقد مستويات الخدمات والمتطلبات، مع الإقرار هنا أن مستويات الخدمات والمتطلبات من جانب الأردنيين، هي أمر أساسي بطبيعة الحال، وقد تعب الناس أصلا من المجاملات، وتأجيل الوعود، والتذرع بمشاكل فنية ومالية، ولا بد اليوم مع ما قيل على لسان الرئيس أن تخرج الحكومة كل فترة وتشهر تقريرا عن الإنجازات التي تمت بعد كل زيارة، وما تم تنفيذه، وما تم تركه، أو رفضه، أو تأجيله.

 

السياق السياسي مهم، كما أسلفت، إذ حين تصحو صباحا بين ليلة من مرور الصواريخ، وسماع أصوات المتفجرات، وتجد أن الجولة متواصلة ولم تلغ مثلا، تعرف ماهية الرسالة، فالأردن محاط بالحرائق والأزمات، وتأثر بكل ما يجري، لكن إدارة شؤونه الداخلية يجب أن تستمر، حيث إننا في نهاية المطاف، لسنا وسط الحرب، وأن نتأثر بكلفتها الإقليمية التي تشمل دولا مختلفة، ومن بينها دول لا تتعرض للحرب ذاتها، وتواصل معالجة أولوياتها يوميا.

جميع الحقوق محفوظة © الحقيقة الدولية للدراسات والبحوث 2005-2023