بقلم: هبة الكايد
شعور جميل أن تحب إنسانا وأنت لم تراه.. وأيضا تشتاق إليه وتتمنى أن تلقاه.. بل وتحتفي بيوم ولادته ويقتلك الشوق توقا لزيارة قبره.. وحين تصل هناك تبكي وتدعو الإله فورا أن تلتقيه وأن يجمعك به في جنانه.. بل وتتوسل إليه أن يشفع لك عند الباري يوم الملتقى.. ويوم أن يمر عليك اليوم الذي توفي فيه تخر قواك حزنا وألما على هذا الفراق...
ولكن جمال الشعور يتلاشى إثر غرابة الموقف.. فكيف يتنامى داخلنا هذا الشعور ونحن في أوج تقصيرنا بتطبيق سنته!
تهافتت على كل منا لا محالة عبارات التهنئة بمولده منذ أيام.. ولكن أين نحن من تعاليمه ورسالته؟
أين هي المبادئ والقيم والخلق الحسن قدوة بمن بعث ليتمم مكارم الأخلاق؟
أين أنتم من كل هذا.. أهي شعارات وعبارات اعتدنا عليها فقط .. دون إمعان وتعمق بما نرسل ونتلقى؟
لا أظن أن منكم وقبلكم أنا فكرنا بهذا الأمر يوما.. وكيف نفعل ذلك فلا وقت لدينا لهذا.. وكل اهتماماتنا باتت تنصب حيث متاع الحياة ورغباتها .. حيث اشباعها بالشتات والحرب والقسوة والضغينة والترقية والمنصب والكرسي .. في زمن سيطر عليه ضمير الأنا على كل المبادئ والسلوكيات والمنظومات التربوية..
اصبحنا كالروبوتات تحركنا بعض البرامج والتطبيقات بعدد من الأزرار.. وباتت مبرراتنا دوما .. أننا نعيش "دنيا القوي" .. أي نعم نعيشها ولكننا لسنا ضعفاء .. بلدنا جميل ويعمه السلام والأمن بحمد الله وفضله في ظل قائدنا الغالي.
ولكن هذا الأمان بحاجة إلينا .. يحتاجنا فعلا أن نحافظ عليه.. ونعين راعيه على تمام استقرار أمنه وأوضاعه.. فماذا تنتظرون ؟
كلما سرنا بطريق الهداية التي دعانا إليها قدوتنا رسول الله استطعنا ان نرتقي ببلدنا إلى أسمى مراتب الرقي التي نريد.
فقد ميزنا الله بالعقل لنتفكر ونعيد النظر بحالنا وأحوال أمتنا واحبتنا ..
ولتكن هذه دعوة مني لي ولكم بإطلاق العنان لتفكيرنا مرة واحدة على الأقل.. فربما نجد فيها صلاح أنفسنا حيث يقود هذا لصلاح كل شيء فقدنا الأمل بإصلاحه.
ولنحسن الشوق حينها إلى رسولنا الحبيب الذي لا ينتظر منا ان نحتفل بمولده او نحزن في يوم وفاته.. هو فقط ينتظر منا ان ندرك الطريق الصحيح لإرضائه ولقائه.
دمتم بمحبة وخير