فيصل ملكاوي
افضل شيء يمكن ان يحدث ويعيد التفاؤل بجهود الرئيس الاميركي ترمب للسلام التي لم تعلن بعد على شكل خطة او مبادرة ان يبقى كل ما تسرب خلال الفترة الاخيرة، في باب التسريبات غير الصحيحة رغم ان اي جهة في الادارة الاميركية وخاصة فريق ترمب لصياغة جهود السلام المكون بشكل اساسي من صهره وكبير مستشاريه جيارد كوشنر ومبعوثه للشرق الاوسط جيسون غرينبلات لم يصدر عنهم اي نفي او تاكيد لما تسرب كما لم يصدر عنهم اي ملامح لما يمكن ان يتبلور خلال الفترة المقبلة وما سيتم اعلانه في نهاية المطاف كخطة لاحياء السلام والذي يريد الرئيس الاميركي ان يفضي الى صفقة كبرى لانهاء الصراع العربي الاسرائيلي الى غير رجعة.
ما تسرب في الايام والاسابيع الماضية ، ان كان صحيحا ، فانه ينم عن عدم فهم اكيد لفريق السلام الاميركي لخطوط وطبيعة وتفاصيل الصراع العربي الإسرائيلي كما انه يبتعد عن العناصر الجوهرية للحل ، وهو بالفعل ان صحت عاصفة التسريبات امر غير مسبوق ولم يصدر مثله عن اي رئيس او ادارة اميركية سابقة لانه على الاقل فان الخطط والمبادرات السابقة وان كان مصيرها الفشل جراء التعنت الاسرائيلي فان تلك المبادرات ولو على الورق كانت ترتكز الى محاور أساسية ابرزها حل الدولتين و خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وبما يعالج كافة قضايا الوضع النهائي (القدس واللاجئين والحدود والمياه والامن ) وقبل كل ذلك ازالة الاستيطان الذي يمنع على ارض الواقع اي امكانية لقيام الدولة الفلسطينية المتواصلة جغرافيا والقابلة للحياة.
التسريبات التي يتم تداولها تتجاهل كل هذه المبادىء لا بل وتقفز عنها ، فكيف يمكن مع ذلك اطلاق مثل هذه التصورات خطة وكيف يمكن ان ينتج عنها (صفقة كبرى) تنهي الصراع مرة واحدة والى الابد ، فالذي تسرب عن الجهد الاميركي والذي مرة اخرى لم يؤكده اي طرف اميركي ولم ينفه ايضا ، لا يحرك الجمود ، ولا يفضي الى مفاوضات جادة لانه باختصار ، اقل من الحد الادني الذي طرح في المبادرات الاميركية السابقة ، وانه لا يمكن تصور ان الفريق الاميركي للسلام كانت هذه المحصلة التي خرج بها بعد زيارات مكوكية متواصلة الى المنطقة خلال الاشهر الماضية.
فريق الرئيس الاميركي للسلام اطلع في زياراته الى الاطراف المعنية بالسلام ، بكافة تفاصيل المبادرات السابقة ولماذا فشلت والى اي مدى مضت ، وما هي العقبات التي واجهتها وكيف انه في اللحظة التي كان مطلوب من الادارات الاميركية الضغط على الجانب الاسرائيلي لم تكن تفعل ذلك وتنهار عندها الخطط والجهود والمبادرات واقصى ما كان من الرئيس السابق باراك اوباما ان العلاقات الشخصية توترت بينه وبين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وتوقفت جهود السلام تماما في نيسان من العام 2014 بينما وقع اوباما في ايامه الاخيرة في البيت الابيض دعما غير مسبوق لاسرائيل بنحو 38 مليار دولار.
في هذه المرحلة كافة التفاصيل والمعطيات متوفرة على المكتب البيضاوي ، ولدى الرئيس ترمب الفرصة كاملة لبلورة خطته والاعلان عن تفاصيلها ، وبلا شك فان انهاء الصراع في المنطقة يحتاج الى صفقة كبرى على اسس شاملة وعادلة ، بما ينسف التسريبات التي طفت على السطح خلال الفترة الماضية ،
وبما يجعل هذه الصفقة قابلة للحياة والتنفيذ وبكل الاحوال فان الزمن لم يعد طويلا لاعلان الرئيس الاميركي خطته او مبادرته والية تنفيذها وهذا كله متوقع مع بداية العام المقبل كما ان هناك معلومات يتم تداولها بزيارة جديدة للرئيس ترمب لعدد من دول المنطقة وهذه المرة ستكون اساسا لاحياء جهود السلام وكل هذا الزخم من المنطقي ان يفضي لما هو مخالف لما تسرب والاسابيع المقبلة كاشفة تماما لكافة التفاصيل.
عن الرأي