بقلم: المهندس الزراعي ابراهيم الشريف
شيء يندى له الجبين.... نحن نعرف بأن الحكومة تسعى لتنفيذ الرسالة الملكية السامية ومن ابرزها محاربة الفقر والبطالة ودعم الاستثمار ولكن ما يحاك في اروقة وزارة العمل وبعيد عن الضوء شيء يندى له الجبين ويُبكي القلوب.
حقاً ابكى وزير العمل جموع المزارعين وكل مواطن غيور عندما اقسم بأنه سيعطل عجلة الاقتصاد الزراعي ويدق اخر مسمار في نعش الاقتصاد الزراعي.
لمن لا يعرف المزارع الاردني وخاصة في وادي الاردن، يوجد في الوادي حوالي مئة الف بيت بلاستيك واكثرها في ديرعلا تزرع بما تشتهي الانفس حيث تربعت منتجاتها على مائدة كل اردني وعربي حتى وصلت الى أوروبا الشرقية والغربية .
وبدعم مباشر من جلالة الملك المعظم بدء التعاقد في عام 2006 حيث تعاقد مجموعة من مزارعي ديرعلا على زراعة حوالي 160 بيت الى روسيا واوروبا الشرقية ودارت العجلة حيث تعاقدت نفس المجموعة على زراعة حوالي 25000بيت في عام 2010/2011 وكاد ان يتضاعف الرقم لكن حالت ظروف سوريا دون ذلك في ظل غياب حكومي غير مسبوق حيث عجزت الحكومة عن تأمين النقل البحري رغم انه متاح.....وفي ظل هذا الغياب تكبد المزارع خسائر اكثر من 500 مليون دينار في عهد الحكومة السابقة.
استبشرنا خيرا بالحكومة الحالية كون شخص الرئيس قريب من النقل البحري ووزير العمل ابن الاغوار ووزير الزراعة نشيط ولكن
جاءت المفاجأة ...بأن ينفرد وزير العمل بقرار يخالف المؤسسية بالعمل ويضرب كتاب التكليف عرض الحائط...ويعمل على سياسة تهجير المزارعين ، بحجة مكافحة البطالة وتشغيل الأردنيين وان كانت هذه كلمة حق يراد بها الباطل .
ان ايقاف استقدام العمالة بهذه الطريقة ما هو الا إنتحار للاقتصاد الزراعي ، الغريب بالامر ان جميع مؤسسات الدولة متفرجة وتاركة الامر لوزير العمل يقرر كيف ما يشاء وربما ينفذ اجندة خاصة لا اعلم لمصلحة من تعود مثل هذه القرارات الجائرة .
هل يعلم معالي الوزير مستوى الذل الذي وصل إليه المزارع بسبب قلة العمالة ؟ ماذا فعلتم من اجل ضبط العمالة المخالفة والمتسربة في عمان ؟ هل فرضتم غرامات على العمالة المخالفة ؟؟ هل تعلم بان اسواقنا في روسيا واوروبا الشرقية خسرناها لصالح الدول المنافسة مثل المغرب واسبانيا واسرائيل.. لصالح من يُهجر المزارع ونخسر اسواقنا ؟ أين التشاركية مع النقابات والقطاع الخاص الذي كُنتُم قد تحدثتم عنها ؟؟؟
لصالح من غياب المؤسسية في مثل هذه القرارات...؟؟ كل هذه اسئلة بحاجة لإجابة .