بقلم: الأستاذ الدكتور عمر علي الخشمان*
نعلم جميعا إن مبادرات جلالة الملك عبد الله الإصلاحية المستمرة تعد سابقة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي وبخاصة في دول العالم الثالث حيث يبادر صاحب القرار وممثل النظام السياسي في البلاد الى دعوة المواطنين إلى الحوار الشامل وتحفيزهم نحو المشاركة الشعبية في صناعة القرار السياسي (البرلمان) والتنموي (اللامركزية) في الوطن للوصول إلى إجماع وطني تشارك فيه جميع القوى السياسية والحزبية والوطنية وشيوخ العشائر والشباب والقطاع الأكاديمي والتربوي والصناعي وجميع فئات الشعب للوصول إلى رؤية وطنية ثاقبة حول الإصلاح الوطني المنشود . سيشهد الوطن هذا الصيف منتصف أب القادم صيفا ديمقراطيا يتمثل في إجراء انتخابات البلديات ومجالس المحافظات(اللامركزية) وهذا يؤكد على رسالة الأمن والأمان والاستقرار قي الأردن حيث إن الأردن وبفضل من الله وبحكمة جلالته استطاع إن يجرى فيها مرتين انتخابات نيابية وانتخابات بلدية في وقت الربيع العربي وهاهو جلالة الملك يوجه الحكومة إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
إن اللامركزية بما تمثله أو تعنيه من تفويض صلاحيات الإدارة المركزية إلى مجالس المحافظات(الإدارات المحلية) التي تهدف إلى تحقيق التنمية الوطنية الشاملة وإشراك جميع المواطنين في القرار التنموي المحلي والخدمي وتحديد الخطط والمشاريع التنموية اللازمة وفقا لبرنامج زمني ضمن الأولويات التي يحددها المواطن. إننا نتطلع إلى الإصلاح الوطني المنشود من خلال اللامركزية مجالس المحافظات ودورها في تخفيف الضغط على الحكومة في العاصمة وكذلك على البرلمان ليتفرغ لأداء دورة التشريعي والرقابي من خلال الفصل بين الجانب السياسي (البرلمان) والخدمي (اللامركزية) وكذلك تخفيف العناء والتكاليف المالية التي يتكبدها المواطن بسبب الإجراءات الروتينية التي تتطلب من المواطن مراجعة الدوائر لإتمام معاملاتهم.
لذلك لابد من عمل حملات توعية وتثقيفية من قبل الجات الحكومية والإعلام والجمعيات ومؤسسات المجتمع المحلي والمؤسسات التعليمية كالمدارس والجامعات والأندية المختلفة بدور هام وفاعل في التوعية بأهمية اللامركزية وانعكاسها الايجابي في التنمية المحلية للانتقال إلى المجتمعات المدنية والمحلية المتقدمة التي تشارك في تحقيق التنمية الوطنية وذلك لضمان مشاركة شعبية اكبر وأوسع في العرس الديمقراطي الذي سيشهده الوطن منتصف الشهر القادم. جميعا معنيين بالمشاركة والمساهمة الفاعلة في تعزيز مفهوم الديمقراطية والمشاركة الشعبية في صنع القرار من خلال الإقبال على الانتخابات وفرز من هو كفء ومؤهل ولدية الرغبة الأكيدة في خدمة منطقته وانتخاب مجالس المحافظات بكل أمانة وصدق بعيدا عن شراء الأصوات والمال السياسي الفاسد لان انتخاب مجالس المحافظات(اللامركزية) والبلدية تشكل ذروة مسيرتنا الديمقراطية.
* عميد كلية الهندسة-جامعة الحسين بن طلال